وجّه الداعية الإسلامي محمد راتب النابلسي، رسالة إلى أهل غرداية مالكية وإباضية، دعاهم فيها إلى الركون إلى الأمن والسلم حتى يحافظوا على الممتلكات والأعراض، وذلك بوقف »الفتنة« وحقن الدّماء، ونصح وجهاء المدينة بالوقوف في وجه كل متآمر أو جاهل وألاّ» يقودكم الشارع، بل كونوا أنتم قادته كما عهدناكم رمزاً للوحدة والتآخي والتسامح، ونبذ التعصب والتطرف«. دعا الداعية الإسلامي السوري المعروف محمد راتب النابلسي، في رسالة وجّهها لأهل غرداية مالكية وإباضية، إلى الوحدة ونبذ التّفرقة وقتل النّفس بغير حقّ مؤكّدا بأنّ من يفعل ذلك فقد ارتكب» أكبر الكبائر بعد الشرك بالله قتل النفس، ولا يزال المؤمن بخير ما لم يسفك دماً«. محمّد راتب النّابلسي الذي سبق له وأن زار عاصمة ميزاب لمدة أربع ساعات فقط،? حيث عقد ندوة في? مركّب »الغفران«، ضمّن رسالته للمجتمع الغرداوي المتعطّش للخطاب الدّيني المعتدل دعوة لوقف »الفتنة« وحقن الدّماء قوله »أوقفوا هذه الفتنة فإنها من عمل الشيطان، وأعرضوا عن تلك الدعوات الجاهلية ودعوها فإنها منتنة، وكفوا ألسنتكم عن كلمة أو شطر كلمة يمكن أن تكون سبباً في استباحة دم مسلم أو إنسان«. رسالة الدّاعية النّابلسي خاطبت في شطرها الثّاني علماء غرداية وعقّالها، الذين يعوّل عليهم لإحلال السّلم بالمنطقة والدّعوة إلى المحبّة وبثّ روح التّآخي بين المتناحرين، حيث جاء فيها»يا أهل العلم ويا دعاة الحق ويا وجهاء المدينة الأفاضل قفوا في وجه كل متآمر أو جاهل وإياكم أن يقودكم الشارع، بل كونوا أنتم قادته كما عهدناكم رمزاً للوحدة والتآخي والتسامح، ونبذ التعصب والتطرف«. فأهل غرداية وعقّالها قادرون، بحسب نصّ الرّسالة، على استعادة امن غرداية الجريحة، » لعلّ الله تعالى يطفئ نار الفتنة، ويحقن الدماء، ويعود لغرداية ألقها الذي نعرفه، وطيبة أهلها التي أحببناها«، ويذكر أنّ النّابلسي قد سبق له وأن وجّه رسالة مماثلة تداولتها، مؤخّرا، بالصّوت والصّورة مواقع التّواصل الاجتماعي، ينصح فيها أهل غرداية بالتعقّل وحقن دماء بعضهم البعض ونبذ الفرقة، ودعاهم فيها إلى المحافظة على أمن المنطقة لأنّ » نعمة الأمن نعمة كبيرة لا يعرفها إلاّ من فقدها«، قائلا»إيّاكم والفرقة وإيّاكم ثم إيّاكم والاعتداء على الدماء والأموال والأعراض«. وقال الشيخ الجليل أنه يجد نفسه متطلّعا إلى نصح إخوته في الجزائر وخاصة أهل غرداية، » رغم نزيف الشام وجراح سوريا «، ووجّه الداعية السوري رسالته المباشرة إلى سكان غرداية، بعد أعمال الشغب والفتنة التي عرفتها المنطقة والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وعمليات نهب وسرقة وحرق للعديد من المنازل وحتّى المصلّيات. وقال النابلسي أن هذه الرّسالة هي »حديث من القلب إلى القلب موجّهة لإخوة أحببتهم في الجزائر، ولاسيما أهل غرداية«، وأكد النابلسي أنه زار المدينة في وقت مضى وأهل هذه المدنية »طيبون يحسنون ويكرمون الضيف ويحبون العلم وأهله«، محذّرا إيّاهم من تبعات تواصل الفتنة بالمنطقة.