تعرض مصنع »سامحة سامسونغ« بسطيف قبل موعد الإفطار من مساء أمس الأول إلى حريق مهول أتى على أجزاء كبيرة من وحدات الإنتاج وتشكلت بفعل ذلك سحب كثسفة من الدخان شوهدت من على بعد آلاف الأمتار. وحسب المعلومات الأولية فقد نشبت ألسنة اللهب بالوحدة الأولى »أ« المخصصة لإنتاج الثلاجات والمكيفات الهوائية لتنتشر بعدها النيران بسرعة البرق عبر كل أجزاء هذه الوحدة وتنتقل إلى الوحدات المجاورة مما أدى إلى اندلاع حريق مهول غطى دخانه سماء المدينة وانتشرت الروائح عبر أرجائها في مشهد مروع اهتز له السكان قبل موعد أذان المغرب بقليل. مصالح الحماية المدنية سارعت إلى عين المكان لإخماد النيران لكن الأمر استدعى الاستنجاد بوحدات من ولايات مجاورة للسيطرة على الوضع، وحسب مدير ذات المصالح بسطيف فقد اعترض عناصره صعوبات كبيرة لإخماد الحريق نظرا لخطورة المواد المستعملة ولكون المصنع مشيد بمعدات غير مضادة للحرائق من جهة ولسرعة الرياح التي هبت على المدينة خلال الأمسية من جهة أخرى، مما ساهم في الانتشار السريع لألسنة النيران وعدم القدرة في الوصول إلى مصدرها. وبعد مجهودات كبيرة قام بها أفراد الحماية المدنية تمت السيطرة على الوضع وإخماد النيران بعد أن استغرقت العملية أزيد من ساعتين من الزمن، ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي ضحية من العمال، ليكتشف القائمون على المصنع بعدها حجم الكارثة والخسائر التي تعرض إليها المصنع حيث تحولت الوحدة »أ« إلى رماد وأتلفت جميع الأجهزة التي كانت بداخله، فيما تعرضت الوحدات المجاورة إلى أضرار جسيمة أدت إلى تعطيلها كليا عن العمل. من جانبها سارعت مصالح الأمن في فتح تحقيق لتحديد الأسباب الفعلية لهذا الحادث خاصة وأن المعلومات الأولية تفيد بأن الحادث وقع نتيجة شرارة كهربائية صدر من إحدى الماكنات، ويعد مصنع سامسونغ بسطيف من بين أهم المصانع على مستوى شرق البلاد لما يوفره من خدمات سواء بالنسبة لليد العاملة حيث يوظف ما لا يقل عن 500 عامل أو بالنسبة للأجهزة التي يتم صنعها وتسويقها في السوق المحلية والدولية، كما أن القائمين على المصنع تحفظوا عن الحديث حول مستقبل العمال والمصنع الذي يرجع لمالكه رجل الأعمال يسعد ربراب خاصة وأن الخسائر جسيمة تقدر بالملايير.