أكد وزير خارجية رمطان لعمامرة، أن الجزائر تعارض لأي دور للمغرب في حل الأزمة المالية، قائلا إنه ليس من منطلق عزل المغرب وإنما رئيس مالي إبراهيم كيتا هو من طلب وساطة الجزائر دون غيرها، قائلا إنه لا يرى مصلحة لدعوة الملك محمد السادس للمشاركة في وضع حد للنزاع في المالي. صرح وزير الخارجية رمطان لعمامرة لمجلة »جون أفريك« في عددها الأخير، ردا على تصريحات بعض المسؤولين المغاربة بخصوص اتهام الجزائر بمحاولة عزل المغرب على المستوى الإقليمي، قائلا إن الجزائر تعارض أي دور للمغرب في حل الأزمة المالية، ليس من منطلق عزل المغرب بل انطلاقا من رغبة الرئيس المالي كيتا الذي طالب بوساطة الجزائر دون غيرها من باقي الدول، وأضاف أن الجزائر تعمل من رؤية مفادها أن الدول التي يجب أن تتدخل في الأزمة المالية هي التي تجمعها حدود جغرافية بمالي. ولم يعلق لعمامرة على تصريحات مشينة نسبت إلى نظيره المغربي صلاح الدين مزوار الذي شحن مؤخرا من لغة العداء ضد الجزائر بخصوص مسألة الصحراء الغربية، قائلا إن الجزائر تعمل على حل النزاعات، وليس لتفاقمها «، وأشار إلى أن الجزائر تقود وساطة الحوار بين الفرقاء الماليين بناء على طلب رئيس مالي خلال زيارته يوم 19 جانفي الماضي الجزائر . وتأتي هذه التصريحات ردا على إصرار المغرب عبر منابر عربية وغربية بإقحام الجزائر لبسط نفوذها في غرب القارة الإفريقية، وأصبح وزير الخارجية المغربي محمد مزوار يداوم على إطلاق تصريحات نارية من حين لآخر تتهم فيها الجزائر ب »رهن حلم الاندماج المغاربي« بسبب موقفها حول نزاع الصحراء، وقال » أن الجزائر تعتبر »حجرة عثرة« أمام اتحاد المغرب العربي جراء موقفها »العدائي الغير مبرر تجاه المغرب« والعمل على عرقلة مسيرة التنموية للمغرب بتجنيد كل إمكانياتها المادية والدبلوماسية، والمخابراتية لإضعافه من جهة وللحلول دون وحدته الترابية« . وتأتي تصريحات مزوار الأخيرة ليومية »الشرق الأوسط« السعودية وقناة »سكاي نيوز« مجلة »فورينغ بوليسي« الأمريكية، لتثير الكثير من الأسئلة حول المغزى من التصعيد المغربي ضد الجزائر بصفة عامة، التعدي الصارخ على الجزائر، فإن لغة مزوار كانت عدائية، وهي في الحقيقة ترجمت العداء الذي لا يمكن إخفاؤه من طرف الكثير من المسؤولين المغاربة للجزائر، كما يأتي تهجم الوزير المغربي للخارجية على الجزائر، بعد سلسلة من التصريحات الاستفزازية التي طالت الجزائر من قبل عدد من وزارء البلاد الملكي في سياق ما يمكن اعتباره تحاملا مغربيا ممنهجا ضد الجزائر، بعد الانتقادات الحادة التي وجهتها الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المغربي مباركة بوعيدة للجزائر على خلفية ما أسمته مواقفها من قضية الصحراء الغربية، مطالبة الجزائر ب »الاعتراف بدورها الرئيسي« في هذا النزاع الذي »عمّر طويلا« ومن بعدها سفير المملكة المغربية بهيئة الأمم عمر هلال الذي وجه العداء مباشرة إلى الجزائر لدى حديثه عن المفاوضات بشأن ملف الصحراء الغربية داخل الهيئة الأممية قائلا »هذا البلد تحديدا يجب أن يظهر إرادة سياسية ضرورية للخروج من مسار المأزق الحالي«.