عاد المغرب لشحن لغة العداء ضد الجزائر من خلال التصريحات العدائية التي أصبح يُداوم وزير الخارجية محمد مزوار على إطلاقها عبر منابر عربية وغربية من حين لآخر، وتأتي تصريحاته الأخيرة ليومية "الشرق الأوسط" السعودية لتثير الكثير من الأسئلة حول المغزى من التصعيد المغربي ضد الجزائر بصفة عامة، رغم الانشغال الواضح للسلطات الجزائرية بقضايا الأمن والتنمية الداخلية في هذه الفترة التي تعرف فيها المنطقة تحديثات تتطلب الكثير من الاهتمام بالوضع الداخلي. وفي الحوار الذي نشرته "الشرق الأوسط" والذي وصفته بالمقتضب رغم أنه تضمن كل عناصر التعدي الصارخ على الجزائر، فإن لغة مزوار كانت عدائية، وهي في الحقيقة ترجمت العداء الذي لا يمكن إخفاؤه من طرف الكثير من المسؤولين المغاربة للجزائر خصوصا عندما يتعلق الأمر بمحاولة إظهار الولاء للقصر. ويُفسّر البعض التحامل المغربي المتجدد على الجزائر في فترة وجيزة لأكثر من مرة، بنوايا المخزن إطلاق إستراتيجية دبلوماسية وسياسية في إفريقيا أولا ثم في أوربا، تكون الحالة المتوترة التي مرت بها العلاقات الفرنسية المغربية قد فرملتها بعض الشيء، ومع اقتراب الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة الشهر القادم، فإن المغرب يسعى إلى أن تكون المناسبة فرصة لإطلاق نشاط دبلوماسي يستهدف التشكيك في المواقف الجزائرية، والالتفاف على مقررات الأممالمتحدة الخاصة بالوضع في الصحراء الغربية التي أصبح وضع حقوق الإنسان فيها يشكل كابوسا حقيقيا للمخزن على ضوء التقارير الدولية لمنظمات حقوقية وكذا لمبعوث الأممالمتحدة الذي يطلع بشكل دوري على التعذيب والتعنيف والإقصاء والمطاردة التي يتعرض لها نشاط الصحراء الغربية في الأراضي الصحراوية المحتلة، وقد سبق للناشطة "أمينتو حيدر" أن عرّت النظام البوليسي القائم في الصحراء المحتلة، والأجهزة القمعية التي وضعها القصر لقمع أي صوت مناهض لسيمفونية الوحدة الترابية التي يردّدها المغرب على حساب حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. لغة العداء والتحامل التي أظهرها وزير الخارجية المغربي عادت إلى فترة السبعينات التي عرفت مواجهات عسكرية بين الجزائر والمغرب، وهو ما يعني تشبعا مغربيا بالعداء لكل العلاقات مع الجزائر التي يردها المغاربة ضمن سياق وإطار رؤيتهم للوضع في منطقة المغرب العربي، حيث إن لغة العداء هذه لم نسمع بمثلها من مسؤولين جزائريين، بل عكس ذلك فإن السلطات الجزائرية لازالت ولحد الآن في موقع الدفاع أو الرد على تصريحات المسؤولين المغاربة الذين يتعمدون التجريح والتطاول على بلادنا، ويرى بعض المراقبين أن هذا التطاول من شأنه استدعاء حالة من التوتر في المنطقة تكون في خدمة الجماعات الإرهابية التي تحاول اغتنام فرص التوتر بين الدول والحكومات العربية لاقتناص "موقع قدم" لها ضمن خارطة التوتر