أضحت متعة السباحة ليلا تحت الأضواء الكاشفة بساحل مدينة بومرداس متعة جديدة تستهوي في هذا الموسم الحار أعدادا كبيرة من المصطافين من مختلف الفئات العمرية، خاصة منهم الشباب و الأطفال. ¯ وترافق هذه الهواية الجديدة كذلك قيام عدد كبير من العائلات مع بداية علامات الغروب الأولى بحجز أماكن بالقرب من الشاطئ و بالحدائق المجاورة لتناول وجبة العشاء في الهواء الطلق و يمددون سهراتهم إلى ساعات متأخرة من الليل في الحديث و السمر و أعينهم على أبنائهم و هم يسبحون . وأكد عدد من ممارسي هذه الهواية الاستجمامية الجديدة بأن الجو الحار و الرطوبة العالية نهارا و ليلا التي أصبحت تميز هذه الأيام هي من الدوافع الأساسية و المشجعة على مضاعفة أعداد ممارسي السباحة ليلا حيث كانت في المواسم السابقة لا تمارس إلا من طرف أعداد قليلة و في نطاق ضيق جدا. و ما زاد في تشبث المصطافين بالسباحة ليلا و لأوقات متأخرة من الليل توفر الأضواء الكاشفة و الإنارة الجيدة على مستوى كل محيط الساحل و حتى بداخل الشواطئ، من خلال أعمدة الإنارة السبعة العملاقة التي نصبت على طول الشواطئ الخمسة للمدينة و تضيء مساحة كافية لممارسة السباحة بداخل البحر . ويساهم كذلك بشكل كبير في تشجيع هذه الظاهرة الجديدة أجواء العطلة، التي بلغت أوجها بعد انقضاء شهرالصيام و توفر الأمن و وسائل النقل بكل أشكالها و قربها من عدد من الولايات الكبيرة علي غرار الجزائرالعاصمة و تيزي وزو والبليدة. استثمارات زادت واجهة البحر رونقا لم يثر غياب حراس الشواطئ من أعوان الحماية المدنية الذين ينتهي عملهم قانونا في حدود الساعة التاسعة ليلا استغراب المقبلين على السباحة ليلا و لا عائقا، دون ممارسة هذه الهواية حيث أن العديد منهم صرحوا بأنهم ليس لديهم من سبيل ولا خيار آخر أمام غياب وسائل الترفيه الأخرى و مع ارتفاع درجات الحرارة و الرطوبة، إلا السباحة ليلا بغرض الترويح عن النفس و الاستفادة من العطلة ما أمكن. و ما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد هو أنه رغم توفر عدد من هياكل الترفيه والفضاءات الأخرى القريبة و المطلة على الساحل على غرار دار الثقافة، إلا أنها لا تستهويهم رغم البرامج الترفيهية المتنوعة المبرمجة. استفادت واجهة البحر لمدينة بومرداس من عمليات استثمارية متعددة لإعادة تهيئتها و ترقيتها لتصبح واجهة جميلة و مفضلة لزوار عاصمة الولاية من خلال توفير كل وسائل الراحة و الاستجمام للمصطافين و الراجلين و السياح بصفة عامة . و تم في هذا الصدد تدعيمها بثلاثة أرصفة بحرية للراحة و الاستجمام، إضافة إلى جدار صد كبير ممتد على طول الساحل حيث زود من أعلاه بفضاءات و مساحات مخصصة لتنزه الراجلين و مجهزة بكل الوسائل من إنارة عمومية و أماكن جلوس و أخرى لبيع المأكولات و المشروبات و المثلجات و مسالك و غيرها . كما تم توفير على مستواها أماكن و فضاءات لإقامة و تنظيم الألعاب الخاصة بالأطفال كما هو الحال بالشاطئ الثاني للمدينة أين أقام أحد الخواص فضاء كبيرا وفر فيه جميع أشكال الألعاب و أخرى مخصصة للعروض في الهواء الطلق، حيث يقام في كل موسم اصطياف صالون لعرض و بيع كل منتجات الصناعات التقليدية. وما يزيد في جاذبية هذه الواجهة البحرية إلى جانب رونقها و جمالها و في تفضيلها عن غيرها من أماكن الترفيه الانتشار الكبير بالجهة المقابلة لها للمحلات التجارية المختلفة خاصة منها المطاعم و محلات بيع المشروبات و المثلجات. مواقع ساحرة تنافس الشواطئ و تنافس الأماكن الساحرة الأخرى بمدينة بومرداس من حدائق و غابات عمومية شواطئ المدينة ليلا حيث تجلب إليها العائلات طلبا للراحة و قضاء أوقات ممتعة في الهواء الطلق هروبا من ضوضاء الشواطئ والحرارة و الرطوبة السائدة . وتبدأ هذه الفضاءات في استقطاب الأعداد الكبيرة من زوارها ابتداء من الساعة السادسة مساءا و تبقي إلى غاية وقت متأخرمن الليل حتى وأن المتأخرين عن هذه الأوقات ليس بوسعهم إيجاد المكان المناسب للاستمتاع بوقتهم ونصب أفرشتهم و متاعهم. ومن بين أبرز هذه المواقع التي تستقطب أعدادا كبيرة من الزوار» حديقة النصر« بحي 800 مسكن الجميلة بإطلالتها الخلابة من الأعلى على البحر وواجهة البحر لنفس المدينة . و تقضي معظم العائلات أوقاتا مريحة بهذا الموقع المكسو باخضرار العشب الطبيعية والأشجارالمتناثرة والمجهز بفضاءات للعب الأطفال و الراحة، حيث يتمتعون بالهواء النقي المنبعث من تيارات البحر تحت سماء وأضواء الإنارة العمومية.