تعيش الحدائق العمومية و الساحات و واجهة البحر بمدينة بومرداس في ليالي رمضان خاصة في أيامه الأخيرة على وقع حركة مكثفة لعدد كبير من العائلات التي وجدت في هذه الفضاءات ملاذها المفضل و متنفسها الوحيد. و بقدر ما تكون الحركة بطيئة نهارا بسبب الحرارة و الرطوبة التي تميز الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل تكون الحركة نشيطة بعد صلاة العشاء و تبلغ ذروتها بعد صلاة التراويح حيث تعج هذه الفضاءات بالعائلات و الشباب. و تقضي مختلف هذه العائلات رفقة أبنائها أوقاتا ممتعة في هذه الأماكن وسط أجواء بهيجة حيث يمكث الكثير منهم لفترات متأخرة من الليل للتمتع قدر المستطاع بنسمات البحر الباردة و الهواء النقي و هروبا من حر المنازل و الرطوبة التي تكتسحها. ومن بين أهم المقاصد و الفضاءات التي لا تزال تعرف حركة كثيفة لأوقات متأخرة من الليل شارع " الاستقلال" الكبير والجميل المعروف باسم "البولفار" الواقع بقلب المدينة و تتوسطه نافورة مياه مضيئة جميلة. و يعد هذا الشارع الذي يمتد إلى شاطئ البحر و محاط بفضاءات للعب الأطفال و للعائلات و حديقة صغيرة و محلات مختلفة لبيع المشروبات و المثلجات و الحلويات من أكبر و أهم شوارع مدينة بومرداس من حيث شساعته و جماله و حفاظه على نسقه المعماري المميز. كما أن واجهة البحر أصبحت هي الأخرى المقصد المفضل في ليالي رمضان للعائلات و الشباب لتميزها بطول ساحتها التي وفرت بها كل وسائل الراحة من إضاءة و فضاءات لبيع مختلف المنتجات التقليدية و أخرى للعب الأطفال حيث يتم ممارسة مختلف الهوايات كالتنزه والمشي بعد وجبة الفطور أو الجلوس قبالة الشاطئ المضاء بشكل مميز للدردشة مع الأصدقاء أو رفقة العائلة. و ما يزيد في رونق وجمال هذه الواجهة البحرية التي يطل عليها مبنى دار الثقافة المتميز بطابعه الهندسي المعماري الجميل الانتشار الكبير لمحلات بيع المشروبات و المثلجات و الشاي و ما يتبعه من مكسرات و غيرها. و من بين أبرز المواقع الأخرى التي تعرف "غزوا" حقيقيا للعائلات في سهرات رمضان حديقة " النصر" الخلابة المطلة على البحر و على واجهة البحر عن يمينها و على غابة قورصو المحاذية لها عن يسارها . و يستمر تواجد العائلات الوافدة من مختلف المناطق بهذا المكان الذي استفاد مؤخرا من أشغال إعادة التهيئة و من زرع العشب الطبيعي والأشجار الجميلة و المزدان بعمود طويل ضارب في السماء يرفرف أعلاه علم وطني ضخم مضاء يرى ليلا من مختلف أماكن المدينة إلى قبيل السحور . من جهتها تجلب غابة قورصو المجاورة لمدينة بومرداس التي لا تنام ليلا و المتميزة بمناظرها الطبيعية الخلابة و المزدانة بمختلف أنواع الأشجار منذ بداية شهر رمضان أعدادا كبيرة من العائلات مصحوبة بأبنائها. و تجد العائلات الزائرة لهذا الموقع الخلاب المحاذي لشاطئ البحر كل مستلزمات الراحة لقضاء أحلى الأوقات رفقة أطفالها الذين خصصت لهم أماكن للعب و الترفيه.