قالت حركة المقاومة الإسلامية )حماس( إنها سوف تقوم اليوم بتسليم ردها على الورقة المصرية بشأن المصالحة الفلسطينية مع إبداء بعض الملاحظات عليها. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان إن وفدا بقيادة موسى أبو مزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس سيتوجه اليوم- الأحد- إلى القاهرة لتسليم رد الحركة على الورقة ومناقشة بعض التفاهمات التي ترتبط بالاتفاق. وأكد رضوان أن حركته »مع المصالحة وأن المصالحة خيار إستراتيجي لها«، وأعرب عن استغرابه »لتناقض موقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني )فتح( مع المصالحة وذلك من خلال مواصلة الاعتقالات السياسية في الضفة، لا سيما بعد تسليم الحركة موافقتها على الورقة المصرية للمصالحة«. وقال إنه من الواضح أن حركة فتح »تريد فقط فرقعات إعلامية لقضية تسليم الرد في الوقت الذي ما زالت الاعتقالات والملاحقات في الضفة الغربية مستمرة على أرض الواقع، بالإضافة إلى التصعيد الإعلامي واستمرار الاعتقال السياسي في الضفة الغربية«. وأضاف رضوان »أن سلوك السلطة الفلسطينية على أرض الواقع ينافي المصالحة، أما حركة حماس فحريصة على إنجاح الجهود المصرية لتحقيق المصالحة وحريصة على الالتزام بالمصالحة جملة وتفصيلا«. وكانت الحكومة المصرية وافقت على طلب حماس تمديد مهلة التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية، بعد أن طلبت الحركة تمديدها يومين أو ثلاثة أيام، في حين سلمت حركة فتح الخميس الماضي مصر موافقتها على الورقة. وفي المقابل طالب رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد حركة حماس بعدم إعاقة جهود المصالحة وبأن تحذو حذو فتح بالتوقيع على الوثيقة وإنهاء حالة الانقسام التي عانى منها الشعب الفلسطيني وقضيته. واتهم الأحمد دولا عربية لم يسمها قال إنها في قمة الهرم العربي، بنصح حركة حماس بالتوقيع على اتفاق المصالحة ولكن مع عدم تنفيذ أي شيء مما ورد فيه على أرض الواقع، على حد تعبيره. كما قال إن كلا من أمريكا وإسرائيل وحركة حماس متفقون جميعا على تعطيل الحوار وتأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الوطنية. وقال عزام الأحمد إن البيان الذي صدر عن لجنة المتابعة في دمشق ليس له قيمة، ووصف الفصائل الموقعة عليه بأنها غير موجودة على الأرض في داخل فلسطين أو في مخيمات الشتات بما فيها مخيمات الفلسطينيين في سوريا، وإن غالبية هذه الفصائل أرقام تحرك كأحجار الشطرنج. وفي رده على ذلك نفى مسؤول العلاقات الدولية بحركة حماس أسامة حمدان أن يكون أي طرف عربي قد نصح الحركة بالتوقيع الشكلي على وثيقة المصالحة، مؤكدا أن جميع الأطراف العربية التي تتواصل معها الحركة تدعم قيام مصالحة حقيقية. ووصف حمدان الاتهامات التي أطلقها عزام الأحمد بهذا الخصوص بأنها افتراء، وقال إن »الدول العربية التي نتواصل معها نصحتنا بتوقيع مصالحة حقيقية وراسخة وثابتة«. وكانت مصر قدمت رؤيتها لحركتي فتح وحماس من أجل التوقيع المنفرد عليها، تمهيدا لتوزيعها على باقي الفصائل الفلسطينية قبل العشرين من الشهر الجاري، على أن يتم تأجيل الاحتفال بإنجاز المصالحة إلى ما بعد عيد الأضحى. ولجأت القاهرة لهذه الآلية بعد أن طلبت حركة حماس تأجيل التوقيع على خلفية تداعيات تأجيل النظر في تقرير غولدستون مطلع الشهر الجاري في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.