أكدت مصر أن ورقة المصالحة التي قدمتها للفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام مطروحة "للتوقيع وليس للتفاوض". وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريحات صحفية نشرت اليوم الأحد إلى أن الورقة هي خلاصة للحوارات والاتفاقات التي تمت مع جميع الفصائل الفلسطينية وبموافقتهم مؤكدا أن المسالة الآن مطروحة للإرادة السياسية للفصائل. ونقلت جريدة الأهرام (حكومية) اليوم عن مصدر رسمي وصفته بالمسؤول قوله أن مصر" فوجئت" بموقف حركة حماس التي "تسوق الذرائع بهدف التسويف والمماطلة" مضيفا بأن حماس بدأت تسوق الذرائع في اتجاه واحد هو التسويف والمماطلة وعدم القدرة على الحضور إلى القاهرة في الموعد المحدد بدعوى موقف السلطة الفلسطينية من تأجيل تقرير غولدستون الذي أدانته حركة حماس نفسها عقب صدوره". و ذكر أن مصر "بذلت جهودا مضنية على مدى أكثر من عام شهد اجتماعات ومناقشات مكثفة من أجل الوصول إلى اتفاق مصالحة يقبله الجميع". متسائلا إن "كان من العدل أن تضحي حماس بمصالحة تاريخية من أجل تقرير تعلم نتائجه ". وأضاف "صحيح أنه تقرير على درجة من الأهمية إلا أن تأجيل المصالحة وتأجيج الساحة الفلسطينية بمناخ مفزع استنادا على هذا التقرير يعني أن هناك نيات غير سليمة وتوجهات أخرى وأجندات خاصة ". وأشار إلى أن مصر طالبت فتح وحماس بالتوقيع على وثيقة المصالحة وإعادتها موقعة يوم 15 من الشهر الجاري دون إدخال أي تعديلات عليها موضحا أن فتح التزمت بالموعد رغم أن لديها بعض التحفظات أما حماس فطلبت مهلة للدراسة والتشاور مما "أدى إلى مزيد من تعقيد الأوضاع" . وقال المصدر أن مصر اضطرت أمام هذا الوضع إلى تأجيل التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية إلى تاريخ لاحق. وكانت مصر قد قررت تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي كان مقررا ليوم 26 من الشهر الجاري جراء التداعيات التي حدثت كما قالت بين كل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس بسبب الاختلاف على تناول تقرير غولد ستون. وتأتي هذه التصريحات عقب الملاحظات التي أبدتها حماس بشأن الورقة المصرية حول المقترح المصري الذي حافظ على صلاحيات مهمة رئيس السلطة الفلسطينية كمرجعية سياسية خلال الفترة الانتقالية ستة أشهر حيث ترى الحركة أهمية إحالة القضايا السياسية إلى اللجنة الفصائلية التي ستشكل كبديل عن الحكومة الانتقالية. وقد صرح القيادي في حركة حماس السيد اسماعيل رضوان أنه "ليس لدى الحركة مشاكل جوهرية على الورقة المصرية للمصالحة و هناك أمور تحتاج لتفاهم قبل التوقيع على اتفاق المصالحة". وكانت حركة حماس قد أعلنت عن إرجاء زيارة وفد الحركة برئاسة موسى أبو مرزوق إلى القاهرة و الذي كان مقررا اليوم إلى الأيام القليلة القادمة لتسليم الرد على الورقة المصرية بشأن المصالحة الوطنية. وقالت أنها معنية بنقل ملاحظات الحركة إلى القاهرة بشكل مباشرة عبر وفد رفيع المستوى. ومن جهتها أعلنت حركة فتح رفض السلطة الفلسطينية أي تعديلات أو تحفظات أو ملاحظات من قبل حماس على الورقة. وشدد أمين سر اللجنة التنفيذية للحركة السيد ياسر عبد ربه على انه " لا اشتراطات ولا تحفظات ولا تعديلات جديدة ".