مع نهاية الإجازة الصيفية وبداية العام الدراسي الجديد، يفاجئ الأبناء آباءهم ككل عام بقوائم الأدوات المدرسية التي ليس لها أول ولا آخر.. و مع أولى جولات العائلة في حي باب الوادي الشعبي وسوق ساحة الشهداء تكتشف أن الأدوات المدرسية هي الأخرى أصابتها عدوى جنون الأسعار.. فبعد الميزانية التي خصصت لشهر رمضان المبارك ولعيد الفطر، جاء الدور على ميزانية الدخول المدرسي. يعتبر سوق ساحة الشهداء المشهور من أكبر الأسواق الشعبية على مستوى الجزائر العاصمة، تجده يعج بالزبائن طيلة أيام الأسبوع حتى ولو بلغت درجة حرارته 40 درجة مئوية، خاصة بمناسبة قرب بدء العام الدراسي، حيث ومنذ أيام عديدة بدأ الباعة يعرضون مختلف الأدوات المدرسية للبيع، ما دفع بأولياء الأمور استغلال هذه الفرصة من أجل شراء بعض الأدوات اللازمة كالمحافظ والمآزر وبعض الكراريس أيام العطلة الصيفية، حتى يتمكنوا من ادخار بعض المال، خصوصا مع تقارب مناسبتي الدخول المدرسي وعيد الأضحى المبارك، مستفيدين بذلك من المنافسة بين مختلف المكتبات للبيع بسعر الجملة، معتقدين أن هذا يخفف عنهم جزءاً من أعباء العملية الدراسية وفي هذه الأسواق يجد ولي الأمر كل ما يحتاجه من مستلزمات وبأسعار تنافسية تقل كثيراً عن الأسعار التي تحددها المكتبات، في هذا الشأن قال مواطن:ساستغلال فترة العروض مهم لأنها فرصة حيث يتم تقديم منتجات جيدة ومتنوعة بأسعار معقولة، وبالتالي فالتسوق خلال هذه الأيام قرار مناسب خاصة قبل الزحام المنتظر حين عودة الكثير من الموظفين والمواطنين من الإجازة السنوية، ليتابع:سالاستعداد المبكر شيء جيد وتجهيز كافة الأغراض للأبناء قبل بداية الدراسة بفترة معقولة أمر ممتاز، بدلا من التسوق على عجلة الذي لا يتيح الفرصة أمام أولياء الأمور لاختيار الأغراض المناسبة والنوعيات المميزة. وفي استطلاع أجرته »صوت الأحرار« حول الأدوات المدرسية وأفضلها قالت إحدى الأمهات: أنها لجأت إلى الأسواق الشعبية والذي تعرض فيه السلع المدرسية بأسعار معقولة، لتضيف أنه ورغم قلة جودة السلع المعروضة، إلا أنها قامت بشراء ما تحتاجه لأنها لم تجد البديل في ظل الإرتفاع الجنوني للأدوات المدرسية في المكتبات الذي حدد بضعف الأسعار التي وجدتها بسوق ساحة الشهداء، أما تلميذة قالت: أنها قصدت السوق لشراء ما يلزمها لدخول الثانوية خاصة مع انخفاض أسعار السلع المعروضة، لتضيف: أنها أنهت شراء كل حاجياتها من كراريس وأقلام، بالإضافة إلى شرائها المآزر، بينما تفضل بعض العائلات كما تقول مواطنة: »أفضل شراءها من المكتبات المعروفة حتى لو كانت أغلى من الأسواق العادية وذلك لأن أدوات المكتبة تدوم مع الطالب فترة أطول من غيرها«، لتشاطرها الرأي سيدة: »اشتري اللوازم المدرسية لأبنائي من المكتبة لجودة منتجاتها ودوامها حتى لو زاد السعر عن المحلات العادية«. ارتفاع الأسعار يثير استياء المواطنين في جولة قادتنا إلى بعض المراكز التجارية بالعاصمة، ونحن نصول محلاتها التي يتنافس أصحابها في عرض أفخم الماركات للألبسة والحقائب، لفت انتباهنا تلك الجموع من المواطنين الذين يتدافعون للدخول بغية التسوق في محلات بيع الأدوات المدرسية من مآزر ومحافظ رغم من أن أسعارها تفوق المعقول، وبالدردشة مع العديد من العائلات، أكدت لنا أن اقتنائها حاليا يعتبر بمثابة فرصة لا تعوّض، في إشارة إلى أن ارتفاع أسعارها أمر عادي، فسعر المحافظ المدرسية لم ينزل عن 5000 دينار، فيما قدر سعر المآزر ب 1700 دينار، يبقى اقتناء الكثير من المبيعات في المراكز التجارية حكرا على الأغنياء، أما متوسطي الدخل فكانت وجهتهم الأرصفة بمحاذاة الأسواق الشعبية التي تعرض فيها المآزر والمحافظ، إذ يقوم العديد من الأولياء بالتقرب من هذه السلع من أجل شراء الأدوات المدرسية مبكرا وحتى لا يصطدم مصروف الدخول المدرسي بمصروف شراء أضحية عيد الأضحى المبارك، وقد قامت »صوت الأحرار« بالتقرب من هؤلاء الباعة من أجل معرفة أسعار هذه الأدوات المدرسية، وهل حقا أنها تشهد انخفاضا مقارنة بأيام الدخول المدرسي؟ أم مازالت تثقل كاهل المواطن دوما، في هذا الصدد قال أحد الباعة: المآزر الخاصة بالإناث دون 10 سنوات يبلغ سعرها 1200 دينار، ومن 10 إلى غاية 16 سنة يبلغ سعرها ,1500 أما مآزر الذكور لم يكن سعرها يختلف كثيرا عن مآزر الإناث، فمئزر التلميذ الذي دون 10 سنوات يبلغ ثمنه 1000دينار، في حين من 10 إلى 16 سنة يبلغ ثمنه 1300دينار، والجدير بالذكر أن الاختلاف الطفيف الموجود بين أسعار مآزر الإناث والذكور هو أن مآزر الإناث وردية اللون مزركشة قليلا وتتخللها بعض الرسومات على خلاف مآزر الذكور زرقاء اللون وبسيطة، أما أسعار المحافظ وحقائب الظهر المدرسية هي الأخرى أسعارها باهظة وتفوق القدرة الشرائية للمواطن البسيط فبلغ سعر حقيبة الظهر لطفل في الطور الابتدائي ما بين 1300دج إلى 2200 دج سواء تعلق الأمر بحقائب الإناث أو الذكور، أما بالنسبة للتلاميذ في الطور المتوسط والثانوي يقدر ثمنها ما بين 1600دج إلى غاية 4000دج وذلك راجع لشكلها وجودتها، في ذات الشأن أبدى المواطنون استيائهم من الأسعار الجنونية للمحافظ و المآزر، لتضيف سيدة: أنه ورغم الأسعار الغالية للسلع، تبقى الجودة منعدمة في معظم السلع المعروضة، أما أخرى فتقول أن شراء اللوازم المدرسية تصبح أكثر صعوبة خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل الضعيف، حيث تقول أن لديها طفلان يدرسان في الابتدائي واثنان بالمتوسطة، أما ابنها الأكبر، فيدرس بالثانوية ما جعلها تستدين بعض المال لتغطية كل هذه المصاريف، وقد علّق صاحب المحل على هذا الارتفاع في الأسعار بالنسبة للمحافظ والمآزر المدرسية بأن السلع المعروضة بمحله هي سلع ذات جودة عالية وان هناك من يبيع المحافظ بأثمان رخيصة بدون جودة ما يتسبّب في تمزق المحفظة من أول استخدام لها من طرف التلميذ. الأشكال الغريبة تشتت انتباه الطفل وتذمّر الأولياء من خلال جولتنا المتواصلة ارتأينا أن ندخل متجر كبير معروف ببيع الأدوات المدرسية وكذا المستلزمات الخاصة بالمكاتب بشارع العربي بن مهيدي، المتجر كان فيه عدد معتبر من الزبائن الذين كانوا يتنقلون من رواق إلى آخر ينظرون إلى مختلف السلع المعروضة هناك، من أجل معرفة الأسعار والماركات المعروضة، فكراريس 96 صفحة بلغ ثمنها 35 دج، 120صفحة45 دج، 192 صفحة 75 دج أما الكراريس الأكبر حجما فيراوح سعرها من 120 دج إلى 350 دج، أما عن السيالات وأقلام التلوين والمساطر وغيرها من الأدوات المدرسية التي تخص المقلمة المدرسية فيبدأ سعرها من10دج إلى غاية 250دج حسب الحجم ونوع المنتوج، وما شد انتباهنا أيضا أن أسعار المحافظ خيالية داخل هذا المحل فأصغر وأرخص محفظة يبلغ سعرها 1800دج، وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى جودتها وجمالها داخل المتجر. من شارع العربي بن مهيدي واصلنا جولتنا إلى مختلف محلات بيع المستلزمات الدراسية بالعاصمة، ما لفت انتباهنا التصاميم، الألوان والأشكال التي عرضت بها، وكأنك أمام محلات بيع مواد التجميل وبيع الأسلحة، وهي الأدوات التي أجبر الآباء على اقتنائها، خاصة أمام إلحاح الأطفال بالدموع وشدة انجذابهم لألوانها، هذا ما أشار إليه مواطن، حيث قال :»عند نزولي إلى السوق لاقتناء مستلزمات مدرسية لأولادي، جلبت لهم أغرب الأدوات وأقربها إلى الألعاب، وعند رفضي شراءها، أجهشوا بالبكاء والصراخس، وأضاف زأما الأدوات العادية، فأصبحت لا تجذب اهتمام الطفل، مما يجعله يتذمر وأحيانا يرفض الذهاب إلى المدرسة والتهديد بأنه لن يدرس إلا إذا توفرت لديه هذه الأدوات، على غرار زملائه في القسم«. كما يسعى العديد من التجار الراغبين في كسب أكبر عدد من الزبائن إلى لفت انتباه التلاميذ الصغار من خلال عرض سلع تتناسب ورغباتهم، والمتمثلة )سبيدر مان(، )سبونج بوب(، )بات مان( بالنسبة للذكور، فيما تستميل الإناث صور )باربي(، )دورا(، )فلة( و)لولو كاتي(.. فهذه الرسوم المتحركة لا تزال منذ فترة معتبرة العامل الأساسي الذي يدفع الأولياء لاقتناء سلعة دون غيرها، حسبما أكده لنا عدد كبير من التجار. وفي ذات السياق، يقول شاب التقينا به وقد نصب طاولة لبيع الأدوات بحي الجرف باب الزوار، يقول إنه قام باقتناء عدد معتبر من المحافظ والمقلمات وبعض لوازم الدراسة، غير أن السلع التي تحتوي على أشكال غريبة تشبه القطط أو بعض الحيوانات هي التي حققت أكبر نسبة مبيعات منذ قرابة 10 أيام، ويضيف أن الأولياء الذين يصطحبون أطفالهم خلال عملية الشراء هم الأكثر تأثرا بهذا النوع من الأدوات. إلا أن بعض الأولياء رفضوا ميول أطفالهم لتلك الأدوات، لاسيما أنها تلهيهم عن دراستهم، حيث أكد أحد الآباء، أن هذه الأشكال تعد خطرا في تشكيل شخصية أبنائهم و تشغلهم بأمور أخرى غير الدراسة وتدفعهم إلى اللعب وعدم التركيز داخل القسم، هذا وقد طالب عدد من أولياء الأمور الجهات الرقابية بمنع هذه الأدوات المدرسية التي تخالف المنهج المدرسي، والثقافة الإسلامية في التربية، وتنمي العنف لدى الأطفال من خلال مشاهدة تلك الرسومات. أخصائيون يحذرون من اقتنائها حذّر أخصائيون تربويون نفسانيون من الأدوات المدرسية المنتشرة في الأسواق مؤخرا، التي تجعلها وسيلة لتسلية وتلهية التلميذ بدلا من مساعدته على التحصيل الدراسي. في هذا السياق، حذرت الدكتورة أمال زعيم المختصة في علم النفس، من بعض الأدوات المدرسية التي شاع استعمالها في السنوات الثلاث الأخيرة، معتبرة أنها وسيلة تشتيت لذهن التلميذ أثناء فترة متابعة دروسه، فتلك الرسوم والصور والأنواع المختلفة تخرج عن الإطار الذي صممت من أجله لتتحول إلى لعبة تسلي الطفل وتلهيه عن دراسته، ما ينعكس سلبا على مردوده الدراسي، لذا تنصح الدكتورة الأولياء بالابتعاد عن هذه الأدوات، ومحاولة عدم تلبية طلبات الطفل في هذه المستلزمات. وعن حجم الإزعاج الذي تتسبب به هذه الأدوات، تقول معلمة بالابتدائي زإن الأدوات المصممة بطريقة غريبة ومميزة تشغل فكر التلميذ وتجعله شارد الذهن، ما يدفع المعلم إلى كثرة قطع الشرح من أجل شد انتباه التلميذ. أخصائيون الصحة يحذرون لا يجب أن يفوق وزن المحفظة 10 بالمائة من وزن التلميذ ككل موعد مدرسي جديد، يلحقه هاجس المحفظة الذي يتربص بمستقبل التلميذ، ويهدّد تحصيله الدراسي، خاصة وأن وزن محفظة التلميذ اليوم يتجاوز العشر كيلوغرامات في كثير من الأحيان، الشيء الذي ينذر بكارثة صحية تتربص به، هذا الأخير الذي هو في الأصل يتدرج في مراحل نموه الجسمية، ليشكل له ثقل المحفظة متاعب جمة أخطرها ظهور الحدبة والإصابة بمرض السيلوليت أكد »عمر. ط«، عضو في جمعية أولياء التلاميذ، أن وزن المحفظة أكبر معظلة تواجه تمدرس التلميذ بدليل أن وزنها الكلي يفوق وزن التلميذ مما يسبب له إعوجاجا في الظهر مما يؤدي إلى ظهور الحدبةس، هذا ما جعل بجمعية أولياء التلاميذ تتأهب لوضع حلول للمشكلة والمطالبة باقتراح من وزارة التربية لتخفيض البرنامج الذي ينقص من ثقل المحفظة واستغناء التلميذ عن الكتاب المدرسي الذي لا يحتاجه بصفة دائمة ماعدا ثلاث كتب رئيسية كتاب القراءة، الفرنسية والرياضيات، أما بالنسبة لمقترح »مشروع الدرج« القاضي بمنح درج لكل تلميذ في مؤسسة تربوية لم يأت بجديد، من جهته أكد أولياء التلاميذ أن ثقل محفظة المتمدرس يعد خطرا يهدّده أثناء تمدرسه، لهذا نطالب بوضع حلول كوضع أدراج بالمدارس يتم فيها ترك الأدوات ونداؤنا موجه لوزارة التربية الوطنية للنظر في ظروف أبنائنا، وفي ذات السياق أكد الدكتور محمد ميهوب مختص في أمراض المفاصل و العظام أنه يجب أن يكون وزن المحفظة 10 بالمائة من وزن التلميذ لأن ثقلها له تأثير سلبي على صحة الأطفال، فالتلميذ يصبح يشكو ألما دائما في ظهره لدرجة أن ثقل المحفظة يفسد فرحته ورغبته في الذهاب إلى المدرسة، خطورة هذه المحافظ تكمن في أن أعراضه لا تقتصر على آلام الظهر فقط، بل تتسبب في الإرهاق والتعب بسبب ضيق القفص الصدري من الجهة المقابلة للإعوجاج، الذي يضغط على الرئة، إضافة إلى تشوه شكل الجسد وظهور الحدبة، ومن مظاهرها إلتواء في العمود الفقري. على الرغم من التطور التكنولوجي و العصرنة الذي يعيشه أبنائنا اليوم، إلا أن التلميذ لا زال يعاني ثقل المحفظة، خاصة في ظل كثافة البرنامج الدراسي الذي يتطلب حشوا للكتب والكراريس وأدوات مدرسية أخرى، فمتى يتخلص تلميذ اليوم من ثقل محفظته؟ وهل سيتحقق مشروع المحفظة الإلكترونية المزعوم ؟. عشية الدخول المدرسي مؤسسات تربوية ستستقبل متمدرسيها بحلة جديدة زارت »صوت الأحرار« بعض المؤسسات التربوية في العاصمة من بينها مدرسة »البشير الإبراهيمي « بالحراش، حيث قالت مديرتها بان عمال المؤسسة يعملون على إعادة طلاء المؤسسة بألوان تكون جديدة وجميلة مع تزيين الأقسام بصور و لوحات فنية والهدف من ذلك هو بعث روح جديدة في المؤسسة. كما تعمل الإدارة على تحضير قوائم المستفيدين من منحة 3000 دج ، وتحضير قوائم لتسجيل التلاميذ وكذا قوائم التلاميذ الراغبين في الإطعام المدرسي ، مشيرة بأنها ستدون قائمة بعدد الكتب الموجهة للبيع، وأخرى بعدد الكتب الموجهة المجانية المتبرع بها. وفي نفس السياق قال أحد عمال المؤسسة التربوية »المرابطين1« ببلدية مفتاح بأنهم يعملون على تغيير الكراسي و الطاولات إضافة إلى صيانة بعض الآلات التي كانت معطلة من قبل، وكذا صيانة دورات المياه وتنقيتها وذلك بتكليف عمال مختصين في ذلك، و الهدف من ذلك هو استقبال التلاميذ بحلة جديدة، مشيرا بان التسجيلات الخاصة بالتلاميذ ستكون في الأول من سبتمبر ،مضيفا بأنه لم يتبق أمامهم الكثير من الوقت لإتمام كامل التعديلات و الإصلاحات اللازمة، فهم يعملون بكل جهد للانتهاء من ذلك. أزيد من 2300 تلميذ يستفيدون من منحة 3000 دج ببلدية الحراش في تصريح خص به »صوت الأحرار« قال مبارك عليك رئيس المجلس الشعبي البلدي بان البلدية ستعمل هذا العام على دعم أزيد من 2300 تلميذ من عائلات معوزة بتسليمهم منحة 3000 دج، مشيرا بأنه تم ترميم خمسة مدارس على مستوى البلدية، وتبقت 10 مدارس هم الآن بصدد ترميمها و إعادة طلائها لبعث منظر جمالي جديد ومتغير لاستقبال المتمدرسين، موضحا بان البلدية هدا العام لم تتلقى الدعم المادي الكافي من طرف الوزارة المعنية، وفي نفس السياق قال رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحراش بأنه تم تعيين لجنة تتكفل بتحديد المستفيدين من منحة 3000دج . ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية يقصم ظهر أرباب الأسر أولياء التلاميذ يرفعون الراية الحمراء ● لم يتنفس المواطن الجزائري الصعداء بعد من مصاريف رمضان الذي أكل الأخضر واليابس من ميزانية الأسر متبوعا ببرنامج العطلة الصيفية، حتى وجد نفسه في مواجهة نفقات الدخول المدرسي الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودات. حيث تجددت الضغوط المالية على الأسر الجزائرية باقتراب حلول موعد الدخول المدرسي، وكعادتها لجأت إلى عملية شد الحزام لتوفي التزاماتها تجاه أبنائها، خاصة ما يتعلق بمجال الدراسة الذي لا تساهل فيه.حيث لجأ أرباب الأسر إلى توفير كل المستلزمات الاعتيادية للأبناء المتمدرسين حتى قبل الدخول الفعلي وذلك بحكم الاعتياد ولعل أكبر مشكل صار يواجه الأولياء خلال الأعوام السابقة هو الاعتماد على أنفسهم في توفير الكتب المدرسية المقررة لكل سنة دراسية. لذا غالبا ما تنطلق رحلتهم الماراطونية في توفير الكتب المستعملة لوقت طويل قبل موعد الدخول المدرسي. أسواق لكتب مستعلمة. وبالمناسبة تخلق أسواق يومية للكتب القديمة والمستعملة ببعض أسواق العاصمة وعلى رأسها »العقيبة« والأسواق الأسبوعية بالنسبة للمناطق الداخلية للوطن، حيث يكثر الآباء الفقراء والمعوزون. فتباع بها الكتب المستعملة، كما أن بعضهم يقايض مستوى بآخر والكل يجد حاجته ويغادر راضيا. يقول السيد عبد المجيد ز لدي أربعة أطفال، واحدة في المدرسة الابتدائية وواحد في المتوسط واثنان في الثانوي. ولا يتجاوز دخلي الشهري 23.000دج. لذا وجدت أنا وغيري من الآباء في هذه الأسواق مهربا من نار اسعار الكتب الجديدة ? يبوح عبد المجيد أحد الآباء المغلوبين على أمرهم. بعيدا عن المحلات المعروفة التي تحمل أسماء ماركات عالمية، يلجأ ذوي الدخل المحدود إلى بائعي الجملة للتخفيف من ضغط المصاريف ورحم جيوبهم من النزيف الذي أحدثه الدخول المدرسي. ورغم ذلك لاحظ الكثيرون منهم بأن الغلاء طال حتى اسعار الجملة، فقد ارتفع سعر الكراس من حجم 96 صفحة في أسواق الجملة ليفوق 35 دينار، أما كراس من حجم 288 صفحة فارتفع سعره إلى أكثر من 150 دينار، وأدى ارتفاع سعر الأدوات المدرسية بأسواق الجملة إلى ارتفاع السعر لدى تجار التجزئة. كما ارتفع سعر حقيبة الأدوات المدرسية، إذ يصل سعر الحقيبة الجيدة إلى حوالي 2000 دينار في أسواق الجملة، بعدما كان لا يتجاوز في السابق 800 دينار، وعلبة الألوان ب 150 دينار. وقد يحتاج المعيل لتغطية احتياجات طفل واحد ومصاريفه الدراسية إلى أكثر من 8000دج على الأقل، وهو ما يفوق 10 أيام من العمل إذا كان يحصل على الحد الأدنى من الأجر، وينتظر الكثير من هؤلاء الآباء في مثل هذه المناسبات إعانة الدولة لتخفف عنهم وتشد أزرهم وتمكن أبناءهم من متابعة دراستهم ومسايرة زملائهم في أحسن الظروف وأكرمها. تقول جميلة/ن 51 سنة مطلقة ولها طفلان:س عندما أدرك أن الدخول المدرسي قد اقترب أصاب بالدوار، فرغم أنني أشتغل في وظيفة محترمة أعجز أحيانا عن توفير مدخرات مالية لتغطية مصاريف الأبناء ،الذين يفضلون قضاء العطلة الصيفية بالشواطئ ويشترون ملابس الدخول المدرسي والكتب الدراسية. أما السيد »عادل.ف« وهو موظف وأب ل 3 أبناء فقد أكد بأن قدوم فصل الصيف وما يتخلله من مناسبات تفرض الالتجاء إلى الدين والاقتراض حتى يتمكن من مجابهة المصاريف التي يعتبرها ضرورية خاصة في ظل رغبة أبنائه وزوجته في الترفيه وقضاء بعض الأيام في الشواطئ للتمتع بمياه البحر والترفيه عن النفس أما الطاهر وهو أستاذ جامعي وأب ل 3 أبناء فقد أفاد بأن قدوم فصل الصيف وما يحمله من مناسبات تحتم الإنفاق لاسيما وأن هذا الفصل يعد الفصل الوحيد الذي يوفر كل الظروف الملائمة للترفيه عن النفس بعد موسم من العمل والتعب. وعن كثرة المصاريف التي ترافق قدوم فصل الصيف فقد أوضح بأنها حتمية ولا مفر من مجابهتها بالاقتراض أو عبر الادخار السنوي، فيما أكدت السيدة خيرة موظفة من جهتها أن الأسرة أصبحت تعيش حالة نزيف استهلاكي وتعجز عن ملاحقة المصاريف المتتالية فبالكاد تخرج من مصاريف المناسبات العائلية والأعراس في هذا الفصل إلى شهر رمضان ثم الاصطياف ليصل دور مصاريف التمدرس التي لا مفر منها. أمام موجات الإنفاق وتتاليها، يبدو أنه من الضروري تنظيم الأولويات وعدم تجاوز الإمكانات لتجنب السقوط في مفارقة بين الموارد المالية والمصاريف،هذا ما أكدته حسينة أستاذة وربة بيت أشارت الى أن توالي المحطات الاستهلاكية وجميعها من الحجم الثقيل لم تترك للأسر فرصة التقاط الأنفاس، ما جعلها تواجه صعوبات في الاحتفال بالمناسبات السعيدة. وتجد نفسها في إشكالية المديونية والعجز عن توفير كل المستلزمات وتلبية كل الطلبات الأسرية والاجتماعية التي لم تعد تصمد أمام فواتير الكهرباء والماء والهاتف والانترنت ومصاريف الدروس الخصوصية والتنقل ومصاريف الأبناء. وبين هذه النفقات وتلك تطل مشكلة أخرى يواجهها أرباب الأسر تتعلق باقتناء ملابس جديدة لدخول الأطفال بحلة جديدة، وهذا يتوقف على الحالة المادية للأسر، بحيث لجأت الكثير منها إلى الاحتفاظ بملابس عيد الفطر الذي لم يمر عليه وقت كثير للدخول المدرسي، في حين يملي أغلب الأطفال المتمدرسين رغباتهم على أوليائهم في الحصول على ملابس جديدة للتباهي أمام أقرانهم.