حاول طاقم مسرحية» طقوس الموت والحياة« لمسرح الطليعة المصري اختزال ملامح ثورة 25 يناير انطلاقا من فكرة انبعاث الحياة من جديد بعد الموت أو الشهادة، و الأحداث التي عرفتها مصر مؤخرا وخلفت وراءها أرامل ويتامى وشهداء، العمل الذي وقعه ركحيا المخرج مازن الغرباوي مثل فيه كل محمود عزت ،نهى لطفي ،مايكل ناجى ، وفاء الحكيم والطفل حازم عبد القادر. العرض الضيف الذي جاء ليحتفي برابع يوم من المهرجان التاسع للمسرح المحترف، أعاد من خلاله المخرج مازن الغرباوي الأحداث التي طبعت ثورة 25 يناير انطلاقا من فكرة انبعاث الحياة من جديد بعد الموت أو الشهادة ، فكانت مسرحية »طقوس الموت والحياة» التي جسد أدوارها كل من الفنانة وفاء الحكيم ومحمود عزت وماكيل سيدهم ونهى لطفي البطلة، تصويرا لعواقب الثورة وانتفاضات الشعوب من خلال قصة سيدة تجلس بجوار قبر زوجها، وترثيه في إطار طقسي وترى أن الحياة لا قيمة لها بعد موته، الذي رحل عن عالمنا منذ ثلاثة أسابيع، فهي راقدة صامدة بجوار قبره شاحبة تنتظر الموت، لتلاقيه في الحياة الأخرى، ولكن المشهد السياسي يفرض نفسه على الحدث الاجتماعي، لأن هذا القبر عليه حراسة مشددة من قبل القيادات العسكرية التي تحكم تلك البلدة أو المدينة؛ لحراسة جثة ثائر من الثوار، تم صلبه على صليب عقابا على ثورته. بعد انتهاء العرض الذي دام حوالي ساعة من الزمن ،كرّمت محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، الفنان »أحمد فتوح» رئيس وفد مسرح »الطليعة» المصري، فضلا عن الفنانين مازن الغرباوي ووفاء الحكيم، تقديرا لوقوفهم على ركح بشطارزي وحضورهم المهرجان. وعن حيثيات العرض قالت الممثلة نهى لطفي :»إن المسرحية تناولت الحياة المبشّرة، والأمل الذي يجب أن يكون مزروعا في كل واحد فينا، حتى يكون القادم أحلى، والتفاؤل خير، وثورات مصر وبعض الدول العربية أعتبرها عظيمة، جسدناها بنبرة سياسية. أما المخرج مازن الغرباوي قال :» المسرحية لها تأويلات مختلفة، فلما عُرضت في تونس خضعت لقراءة، وفي مصر جرى استقراءها على نحو مغاير، وفي الجزائر أيضا مثلما شاهدتم، وبالتالي أي تفسير يبقى غير محدد، فلكل مُشاهد قراءة، صحيح هناك رموز وإيحاءات، إلاّ أنّها لا تقصد جوانب معينة، بل أردنا التوضيح أنّ الحياة تدبّ فينا مجددا، وتنبعث من ثنايا الموت مع التمسك بالأمل دوما.« وبدوره الممثل محمود عزّت اعتبر العمل يلخص جانبين الأول في دور المرأة في بثّ الأمل، و الثاني أبراز مقاومة الجندي المرتبط بواجب وطني، لمشاعره تجاه المرأة. للإشارة ، عرف العرض الضيف الذي احتضنه المسرح الوطني محي الدين با شطرزي أول أمس حضورا معتبرا للجمهور على غرار نخبة من الممثلين الجزائريين.