تتواصل بالمسرح الوطني الجزائري فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف دورة ,2011 وهذا بمشاركة 14فرقة مسرحية داخل المسابقة وست فرق مسرحية جزائرية وعشر أجنبية خارج المسابقة. وفي هذا السياق، ذكر مدير المسرح الوطني الجزائري ومحافظ المهرجان، أمحمد بن قطاف، أن المسرح الوطني الجزائري بقطاعه العام وتعاونياته الحرّة، أنجز خلال هذه الفترة ما يفوق مائة مسرحية. مضيفا أن ''المسرحيين يلتقون لسادس مرة في المكان نفسه وفاء للفن الجميل، الفن الذي يمسرحنا ويشرحنا ويحررنا ليضعنا بداية ونهاية أمام أنفسنا، وجها لوجه مع ذلك السؤال الحي الذي يعريك ويضيئك وحيدا". وأضاف بن قطاف قائلا ''في كل مرة، نلتقي على المبادئ نفسها التي رسمت خطوتنا فنتعلم ونعلم حب المسرح ومن أحبه وخدمه، فتح المجال أمام جيل يصنع فنه، في واقع يومياته أفراح وأقراح وابتسام وضحك وكذب ونفاق أيضا''. وانطلق حفل الافتتاح بعرض تركيبة شعرية بعنوان:''رقصة النخيل''، عن نص لتوفيق ومان وإخراج أحمد عقون وتحت قيادة عبد الحفيظ موساوي، وجاء موضوعها حول تاريخ الجزائر الاستعماري وجهاد الثوار العظماء، وأعقبها تقديم أعضاء لجنة التحكيم للحضور وهم: جمال دكار، جكاطي عيسى، منور أحمد، ليندة سلام (الجزائر)، شذى سالم (العراق)، عبد الرحمن بن زيدان (المغرب)، كمال العلاوي (تونس)، حسان حاسي كواتي (بوركينا فاسو) وسامح مهران (مصر). كما كرّم بهذه المناسبة، جملة من الفنانين الجزائريين والعرب، ومن بينهم، الفنانة سعاد سبكي، التي قالت أنها سعيدة بتكريمها وهي ما تزال على قيد الحياة، أما الفنانة ليندة سلام فقد قرأت على الحضور كلمة بهذه المناسبة جاء فيها: ''يقال أن الفن جنون والفنان مجنون والإبداع سيّد الأدلة، وإذا كان الفن حقا فالحق يعلو ولا يعلى عليه". كما تم أيضا تكريم كل من الفنانين: عزيزة نادية جبيلي، جمال مرير، عاشور أورايس، رابح لشعة، سعيد بن سلمة، طيب رمضاني، علي حفياد، محمد بوزيت ومحمد بختي. أما الفنانون العرب فكان بتكريم الفنانة العراقية شذى سالم، الأردنية قمر الصفدي والمصري رياض الخولي، (الذي أكد انه من ارض ثورة 25 يناير وأنه فخور بالجزائر، ارض المليون شهيد. معبرا أيضا عن انبهاره بطيبة الشعب الجزائري وخلقه العالية). وتواصل حفل الافتتاح بعرض أول مسرحية تدخل المسابقة ألا وهي: ''ليالي الموت'' للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، عن نص احميدة عياشي، سينوغرافيا عبد الرحمن زعبوبي، موسيقى عبد الغاني محمودي وإخراج عز الدين عبار. ومزج المخرج عبر هذا العرض الذي عاد بالحضور إلى زمن الخيام ومدينة سمرقند، بين العديد من العوالم، الحقيقي والخيالي، الروحي بالأسطوري والحقيقي بالطيفي وسط ديكور ملهم وجميل، واختار ''الحانة'' كفضاء تدور فيه العديد من الأحداث، حيث يلتقي فيه رجال نظام الملك بالشعراء وعلى رأسهم عمر الخيام، علاوة على السكارى. وجاء رمز عمر الخيام كنور في مواجهة الظلام، لتكون المسرحية محاولة لاسترجاع الجزء النائم من ذاكرتنا الجماعية، لعل الإنسان ينتصر في الأخير وتفوز بذلك قيّم الخير والجمال والحرية على النفاق والشر. للاشارة، سيتم اليوم عرض مسرحية ''ما وراء البحر'' للمسرح الجهوي لبجاية، وهذا بالمسرح الوطني الجزائري ابتداء من الثامنة ليلا، في حين تحتضن قاعة الحاج عمار اليوم أيضا مسرحية ''حراسة مشددة'' لبومرداس، في حين تعرض بقاعة الموقار مسرحية ''اجراس النجاة'' من العراق.