وصف المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله السفيرة الأمريكية في بيروت ميشال سيسون بأنها »حاكم لبنان بلا منازع«. وأضاف في حديث له أن »السياسات الأمريكية هي سبب كل ما يحدث في هذا البلد من مشاكل واضطرابات«. وكان المرجع الشيعي الذي يوصف بأنه منفتح سياسيا وثقافيا وفكريا قد لفت أنظار المراقبين بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة، إذ كان رد فعله على ذاك الخطاب إيجابيا مع بعض التحفظ. ولكنه يرى اليوم أن الرئيس الأمريكي أثبت بعد وقت قصير من بدء ممارسته للحكم أنه إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين، لذا »يجب ألا ننخدع بكلامه المعسول«. وخاطب فضل الله باراك أوباما وقال له »قلت لإيران بأنك تريد أفعالا لا أقوالا ونحن نقول لك نريد منك أفعالا لا أقوالا«. وأضاف »سعيك لتحقيق السلام يفترض حيادية وأنت لست كذلك بل أنت منحاز لإسرائيل«. وبخصوص المفاوضات الأمريكيةالإيرانية الحالية يرى فضل الله »أن الأمريكيين يحاورون إيران لأنها قوية والقوي لا يحترم إلا قويا، لذا لا ضربة إسرائيلية أو أمريكية في الوقت الحاضر ضد المواقع النووية الإيرانية«.. وعن الأوضاع في العراق الذي ولد وعاش فيه قبل عودته إلى لبنان والذي له فيه مقلدون (يأخذون عنه الفتوى الدينية) »أرى أن العراق الطائفي لا يمكن أن يعيش، ولا بد أن يكون العراق وطنيا يلتقي فيه كل أبنائه من كافة الأطياف على أساس بناء الدولة النزيهة والحاضنة للجميع«. وأما بخصوص المصالحة العربية فرأى »أنها مجرد وهم ولا تمثل الحقيقة وإنما هي مصالحة سطحية ولن تتطور لأن أغلب حكام العرب الرسميين خدم أمريكا«. واعتبر فضل الله أن خطر الفتنة المذهبية قائم وجدي، قائلا إن »الغرب وبعض عملائه من الدول العربية المعتدلة يحاولون إثارة الفتنة السنية الشيعية لأهداف لا علاقة لها بمصلحة المسلمين والعرب«.