نشطت السهرة الرابعة من عمر الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية مساء أمس بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي مجموعات موسيقية من دول إيطالياوفرنسا و تونس من خلال برنامج معزوفات موسيقية متنوعة لمقطوعات موسيقية بنفس عالمي وبروح مزجت بين الشرق و الغرب واقترح الفنانون والعازفون على الجمهور مختارات موسيقية من تلحين أعلام الموسيقى السيمفونية أمثال ولفجونج اماديوس موزار وفرنتز جوزيف هايدن وفيردي في جو من الهدوء وسط تناغم الآلات الموسيقية . و قدمت الفرقة الإيطالية المتكونة من 3 أعضاء محترفين وهم العازف ماركو فلوميري على آلة البيانو و العازفة على آلة الزمخر ماريا تيريزا سترباتي و السوبرانو الأنيقة أنا كاترينا كوناشيني ، برنامجا مزج بين صفاء العالمية و الروائح المحلية لإيطاليا حيث تماوج صوت السوبرانو أنا كاترينا كوناشيني على إيقاع سحري للبيانو وتحولت النوتات الموسيقية و الألحان المفعمة بالعزم إلى واحة من الأصوات السحرية تنسدل من حنجرة المغنية التي حلقت في سماء الموسيقى السيمفونية وتبدى جليا قدرة العازف ماركو فلوميري على تطويع آلته وجعلها تنطق حبا وولعا وابتهاجا وفي بعض الأحيان يتقاطر حزنا وأسى كما أبدعت العازفة على آلة الزمخر ماريا تيريزا سترباتي في نسج لحظات حالمة أدخلت الحضور في حالة تأمل ووجدان يفيض بالعاطفة وضمن البرنامج الموسيقي استمتع جمهور قاعة مصطفى كاتب ببرنامج ثري وتنوع شمل أجمل أعمال باسكاني على الإطلاق وهو العمل المشهور « إنترميزو « وكانت البداية بمقطع وتري للبيانو بعنوان « كافاليريا روستيكانا« وكان حماسيا ومشبعا بالروح والعنفوان بمصاحبة على إيقاع صوت السوبرانو أنا كاترينا كوناشيني في تبادل شيق وفخامة موسيقية تمتاز بها أعمال باسكاني ثم تواترت مقاطع رائعة لكبار المؤلفين الموسيقيين في عالم السيمفونية على غرار « جياني سيشي من معزوفة أوميو بابينو« و « تيروندو« للموسيقار بوتشيني ، مقطع « ما تينانا« للموسيقار ليو كافالو، 3 مقاطع للموسيقار جيوسيبي فيردي من أوبرا « لاترافياتا « ، مقطع من « سونامبولا « للموسيقار بيلليني ، « ، مقطع « قلبي إنفتح عليك « جزء من أوبرا « سانسون ودليلة « للموسيقار سان سيان ، مقطع من « إل باربيير دي سيليغفيا« للموسيقار روسيني ، مقطع آخر « لاترافياتا« لفيردي . جاءت بعد ذلك فرقة « أوركسترا كونسرفتوار ليون » من فرنسا المتكونة عدد كبير من العازفين اختار برنامجا شمل مقطوعات موسيقية أدوها ببراعة كبيرة و تحكم تقني و نضج موسيقي عاليين من روائع ريبرتوار الموسيقار الكبير ولفغانغ أماديوس موزار عبقري التأليف الموسيقي السيمفوني من خلال مقطع « موسيقى صغيرة ليلية « وهي سيرينادا رقم ك525 « تلتها مقطوعة للموسيقار دي بوسيه بعنوان « رقصة مقدسة « ثم مقطوعة من السيمفونية الخامسة 5 للموسيقار ماهلر« بعنوان « أداجييتو « وهي الموسيقى التي رافقت الفيلم الشهير « موت في البندقية « للمخرج فيسكونتي وختام البرنامج الذي تفاعل معه الحضور كان مع سيمفونية للموسيقار بريتن . و اختارت الفرقة السيمفونية التونسية بقيادة رئيس الجوق حافظ مقني برنامج رائع من قسمين عالمي وهي الحركة الأولى للمؤلف الشهير إيلقار، كونسرتو الحركة الأولى في عزف منفرد للعازف على آلة البيانو باسم مقني والموسيقى التونسية التراثية وكانت تجربة مميزة سافر من خلالها الجمهور عبر إنضباط المجموعة ودقة العزف الإحترافي إلى أجواء ألف ليلة وليلة وعالم الباروك حيت مزجت بين الموسيقى العالمية و الإيقاعات الشرقية مع الحان كلاسيكية وأبدع عازف البيانو باسم مقني بأنامله على آلة البيانو فكانت بحق لحظات مهربة من العزف العالمي المحترف . وشهد السهرة الرابعة تكريم الفرق الثلاثة بباقات من الورود عرفنا بما أتاحته من لحضات فرح للجمهور الجزائري .