يتناول حافظ مقني قائد جوق الأوركسترا السيمفونية التونسية في لقاؤه مع صوت الأحرار أهم خطوط المشاركة التونسية كما يتحدث عن أهمية مهرجان الجزائر للترويج لتجربة السيمفونية العربية وآفاق التعاون الثنائي من أجل تأسيس الأوركسترا السيمفونية المغاربية . ● بماذا ستتحفون جمهور المسرح الوطني سهرة اليوم وأي برنامج تم إختياره لتمثيل تونس في التظاهرة ؟ ¯ سعيد جدا بالتواجد في الجزائر والمشاركة في الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية الذي أصبح فضاء سنوي لتلاقح مختلف التجارب العربية والعالمية في مجال الموسيقى السيمفونية وهي من الفرص النادرة حتى نقف عند مستوى المجموعات الموسيقية العربية التي تعنى بالموسيقى السيمفونية وهي فرصة للإحتكاك مع نخبة الموسيقيين من مختلف القارات ، واخترنا بالمناسبة تقديم برنامج ثري ومتنوع يجمع الموسيقى العالمية بالتراث الموسيقي التونسي ويتضمن قسمين عالمي وهي الحركة الأولى للمؤلف الشهير إيلقار، كونسرتو الحركة الأولى في عزف منفرد للعازف على آلة البيانو باسم مقني ونخبة من روائع الموسيقى التونسية التراثية ويتعلق الأمر بمقطوعة جبور عياد من توزيعي بعنوان « سيدي بو« ثم « مقاطع من سيمفونية « متتالية عربية «إلى جانب مقطعين من إغنيتين شهيرتين وهدفنا تقديم برنامج يمازج بين العالمية والتراث . ● هل نجح المهرجان في التعريف بالتجربة السيمفونية العربية ؟ ¯ طبعا ،ساهم المهرجان ومن خلال مشاركة العديد من الجوق السيمفونية والمجموعات الموسيقية العربية وإدراج مقاطع للموسيقى العربية ضمن برنامجهم سواء من التراث أو من إبداع جديد وتقديمها في صيغة وكتابة سيمفونية في التعريف بالموسيقى العربية ، وقد لمسنا ذلك من خلال خيارات العديد من الأوركسترات الوطنية على غرار الأوركسترا المصرية والسورية وأيضا لدينا في الجوق السيمفوني بتونس ويتجلى من خلال هذا التواجد التراثي الحرص العربي على حضور الصوت السيمفوني العربي في مثل هذه المهرجانات تأليفا وروحا لتأكيد الهوية العربية واستقلاليتها رغم إستفادتها من المنجز الموسيقي العالمي وهي خطوة للتعريف بالموسيقى العربية الساحرة بأدوات غربية عريقة ، وأشير أنه بتونس تفتتح السنة الثقافية بعروض موسيقية سيمفونية بتخصيص حيز وبرنامج لمؤلفين تونسيين ولا تخلوا أي سهرة سيمفونية من لحن تونسي . ● تشارك الأوركسترا السيمفونية التونسية منذ الطبعة الأولى للمهرجان ، ما هي ملاحظاتك ؟ ¯ شارك منذ أول طبعة ولم نغب عن المهرجان سوى طبعة واحدة 2011 ، وبالنسبة لي يعتبر المهرجان من أحسن المهرجانات ففي باقي المهرجانات تقتصر وتكتفي المشاركة على تقديم عرض واحد أما المهرجان بالجزائر فهو فرصة وفسحة للقاء الموسيقيين العرب والأجانب والإحتكاك يساهم في أداء العازفين كما أنه بمثابة درس موسيقي عالمي يساهم في بناء التجربة العربية في مجال الموسيقى السيمفونية خاصة مع فرق لها تقاليد عريقة تمتد إلى أكثر من 400 سنة من الممارسة الفنية في هذا المجال وأعتقد أنه من طبعة إلى أخرى يكتسي المهرجان قوة أكثر وأتمنى أن تعمم مثل هذه التظاهرات في مختلف البلدان العربية لأن المهرجان رائد. ● هل هناك تفكير في تأسيس الأوركسترا السيمفونية المغاربية الموحدة ؟ ¯ المشروع قائم والفكرة مطروحة بقوة منذ فترة وتجسد المشروع بين الأوركسترا الجزائريةوالتونسية ورغم أن ظروفنا الإقتصادية صعبة في تونس غير أننا عمدنا على تجسيد الفكرة مع المحافظ المايسترو عبد القادر بوعزارة من خلال سلسلة من الحفلات والتبادل والتعاون الثنائي واقترحنا كخطوة أولى ستتجسد فغي غضون السنة الجارية ، تنظيم حفلات على المدن الحدودية بين البلدين لأن رغبة الجمهور الجزائريوالتونسي في متابعة العروض الموسيقية السيمفونية أصبحت تستقطب إهتمامهم كنا أنه ثمة تبادل وتعاون بين الأوركسترا السيمفونية التونسيةوالجزائرية فيما يخص تبادل العازفين ومشاركتهم في سهرات تقام بين الجزائروتونس بالنظر لتقاسم البلدين نفس القيم الثقافية والإجتماعية ● ماذا ينقص تجربة التأليف الموسيقي السيمفوني العربي ؟ ¯ تجربة مهمة حققها العرب في مجال التأليف الموسيقي السيمفوني منها بمصر ولبنان وسوريا والجزائروتونس ولكن هذا الجهد والمحاولة وقف عاجزا أمام غياب الترويج ونشكر هنا جهود الجزائر من خلال المهرجان في دورته السادسة التي سمحت بلقاء الفرق الأوركسترالية العربية لكل من تونس وسوريا ومصر لخلق فرص التعاون وتبادل الرؤى والمهم الآن التفكير في آليات الترويج ما بين الدول العربية وفي الخارج ● ما رأيك في الجمهور الجزائري ؟ ¯ الجمهور الجزائري ممتاز عفوي متابع جيد ، يتفاعل ويتجاوب مع كل الطبوع الموسيقية ويتذوق كل الألوان الموسيقية سواء التراثية أو العالمية وتنبعث من الجمهور الجزائري طاقة كبيرة ● هل ستشارك الأوركسترا السيمفونية التونسية ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 ؟ ¯ سنكون سعداء وسنلبي الدعوة الكريمة بالمشاركة ضمن هذه التظاهرة الكبرى لأن أول عرض موسيقي أمام الجمهور الجزائري قدمته كان على مسرح قسنطينة وهو من أجمل وأروع المسارح التي شاهدتها في العالم فهو مسرح مميز وحميمي وأتمنى النجاح للجزائر ولهذه التجربة الثانية في إطار العواصم الثقافية العربية بعد الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007