أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن الجزائر مستعدة باعتبارها دولة مجاورة على مساعدة ليبيا على انتهاج طريق السلم و إعادة بناء مؤسساتها. كما ذكر خلال مداخلته أمام مجلس الأمن الأممي بنظرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الداعية إلى إستراتيجية متعددة الأبعاد على المدى البعيد من أجل القضاء على الإرهاب. أوضح لعمامرة خلال الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا الذي عقد على هامش الدورة العادية ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرة من الأمين العام الأممي بان كي مون قائلا »نتمنى أن يخرج أشقائنا الليبيين أقوياء من هذه المحنة وبالنسبة لنا فإن ليبيا تمر بمرحلة صعبة من تاريخها ولا يتعلق الأمر بالتأكيد بدولة بصدد الانهيار بل بدولة تواجه صعوبات ولديها ما يكفي من الحكمة والكفاءات والموارد لاجتيازها». وجدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية بالمناسبة استعداد الجزائر لمساعدة ليبيا على انتهاج طريق السلم والمصالحة، حيث أكد قائلا »نحن مستعدون لمساعدتهم على انتهاج طريق السلم باعتبارنا جيران«. وخلال هذا الاجتماع أوضح لعمامرة أنه »عقب الطلبات المتعددة التي تلقاها من مختلف الشخصيات والقوى السياسية من ليبيا الشقيقة قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إطلاق مبادرة ترمي إلى مباشرة حوار وطني شامل في ليبيا من شأنه أن يفضي إلى المصالحة الوطنية وتعزيز المؤسسات الليبية«. وفي ذات السياق أشار الوزير إلى أن »المشاورات التحضيرية قائمة حتى مع غرفة النواب الذين دعي وفد منهم إلى القدوم إلى الجزائر في الأيام القليلة المقبلة« و أكد وزير الخارجية أن الجزائر التي كلفت بتنسيق لجنة الدفاع والأمن لمجموعة دول جوار ليبيا تعرب عن ارتياحها »للإشراف على عدد من المشاورات في إطار هذه المجموعة وعلى الصعيد الثنائي تمكننا اليوم من القول بأن الظروف مهيأة بالفعل لفتح صفحة جديدة في تاريخ ليبيا«.وأعرب لعمامرة عن ارتياحه لكون الرئيسين التشادي إدريس ديبي ايتنو الذي تدخل باسم مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي والنيجيري ايسوفو محامادو أبرزا »الاهتمام الكبير التي تبديه دول جوار ليبيا« التي تعمل بشكل جماعي حول هذا الملف منذ إنشاء مجموعة دول جوار ليبيا يوم 27 ماي الفارط بالجزائر العاصمة. كما حذر من عواقب أي تدخل عسكري أجنبي من شأنه تعقيد الأمور في ليبيا، مشيرا إلى أن حل الأزمة في هذا البلد يمر عبر الليبيين أنفسهم. وأبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية أهمية التفريق بين الأطراف التي تؤمن بالحوار كوسيلة وحيدة لتسوية الأزمة و الجماعات الارهابية التي لا زالت تعيث فسادا في ليبيا مضيفا أن »إنجاح المصالحة الوطنية يفرض عزل هته الجماعات المنضوية تحت لواء الإرهاب الدولي وتحضير الدولة الليبية للمشاركة بكل مؤسساتها في مكافحة هذه الآفة«. وفي هذا الصدد جدد لعمامرة دعم الجزائر للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل ليبيا برناردينو ليون. وفي سياق آخر، ذكر وزير الشؤون الخارجية خلال مداخلته أمام مجلس الأمن الأممي بنظرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الداعية إلى إستراتيجية متعددة الأبعاد على المدى البعيد من اجل القضاء على الإرهاب. وبعد أن ذكر بالدور الريادي للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب وحرصها على تبني تصور شامل ضد هذه الآفة التي لا تعترف بحدود ولا بدين ولا بجنسية، أكد الوزير دعم الجزائر للائحة حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب، مبرزا نقص الإجراء الذي يجب -حتى يصبح ناجعا- تعزيزه بعمل جوهري يرمي إلى القضاء على الصعيد الدولي وخاصة في الشرق الأوسط على انتهاكات الحقوق والحرمان اللذين قد يشكلان مجالا خصبا للتطرف.