شرعت الجزائر رسميا في دراسة دولية حول تقييم مراقبة داء الربو لتحديد العوامل المعقدة لهذا الداء ووسائل التخفيف منه واقتراح حلول ملموسة لضمان تكفل أفضل بالمرضى. وأشار رئيس فريق اللجنة العلمية المكلفة بهذا التحقيق الدولي نور الدين زيدوني أنه الأول من نوعه الذي ينجز في الجزائر منذ الاستقلال وسيخص تسع دول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويعد الربو مرضا مزمنا تسببه المؤثرات الخارجية كالتلوث والمواد المتسببة في الحساسية والتبغ وغيرها. وبغية التوصل إلى نتائج تمثيلية على المستوى الوطني، تم تجنيد 1000 مريض في خمس مناطق مختلفة من الوطن. وأوضح زيدوني أن أطباء من مختلف التخصصات تابعين للقطاع الصحي العمومي والخاص سيتكفلون بالمرضى، مشيرا إلى أن الهدف من هذا التحقيق هو تقييم المتابعة الطبية للمريض وتدارك نقائصها، مضيفا أنه سيتم تحديد العوامل المعرقلة للتكفل بالمرضى حتى يتم إعادة توجيههم بصفة أفضل. وسيجري التحقيق تقييم تسيير الربو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الممول من قبل المخابر الطبية استرا زينيكا على مدى سنة، حيث سيتم عرض نتائجه على وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأشار المدير العام لمخابر استرا زينيكا بالجزائر السيد حبيب بناصر إلى أنه سيتم تحصيل المعطيات الطبية حول علاج المرضى ومتابعتهم خلال الاستشارات العادية، موضحا أن المعلومات المستقاة ستسمح بوضع استراتيجية ناجعة بغية تفادي تعقيدات هذا المرض المزمن، فيما سيتم إعداد هذا المشروع الذي يتابعه 14 مختصا من قبل فريق الدراسة والبحث العلمي التابع لمجمع كلينيكا. وأوضح المدير العام لمجمع كلينيكا الدكتور صلاح الدين صحراوي أن العناصر التي ستفضي إليها الدراسة ستستعمل في التقييم الوبائي للمرض التنفسي في الجزائر، مشيرا إلى أن الأرقام التي سيتم التأكيد عليها المتعلقة بأثر داء الربو وانتشاره ووتيرته ستنشر في نهاية الدراسة. واعتبر صحراوي أن الجزائر ستنشر المعلومات العلمية والطبية المعدة، من خلال هذا التحقيق إصدارا علميا في مجلة دولية. ويعد داء الربو مشكلا من مشاكل الصحة العمومية في الجزائر، حيث يعد منتشرا بنسبة 4 إلى 5 بالمائة لدى البالغين ومن 8 إلى 10 بالمائة لدى الطفل.