أرجأت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )سناباست( الحديث عن خيار الاحتجاج إلى ما بعد عطلة الخريف، وقالت: » إنها لن ترضخ ولن تتنازل عن المطالب المشروعة للأساتذة، المدونة في مختلف المحاضر المشتركة مع الوزارة الوصاية ومع المديرية العامة للوظيفة العمومية، وقالت: »إنها سننتهج كل السبل القانونية لتحقيقها بما في ذلك العودة إلى الاحتجاجات والإضرابات وعلى الوصاية والسلطات العمومية أن تعترف بأخطاء تسييرها، وأن تتحمل مسؤولياتها كاملة. اجتمع أول أمس أعضاء المكتب الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بمنسقي الولايات في المقر المركزي بالعاصمة، وتم تدارس الوضع الراهن المتعلق بالمطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة، وبظروف القطاع بشكل عام، ويأتي هذا اللقاء وفق ما جاء في البيان الذي أصدره المكتب الوطني وتسلمت »صوت الأحرار« نسخة عنه صباح أمس بعد مرور أكثر من شهر عن الدخول المدرسي الذي وصفته وزارة التربية الوطنية في تصريحات مسؤوليها بأنه دخول عادي«، وهوالعكس تماما لما تضمنته التقارير الولائية النقابية، التي كشفت وقالت عنه: » إنه كان عاديا بالفعل في الاكتظاظ داخل حجرات التدريس، الذي هوأحد أسباب تفاقم ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، وعاديا أيضا في النقص الفادح للتأطير التربوي والإداري، وعاديا أيضا في الفوضى الناتجة عن رداءة التسيير والفساد الإداري المتفشي في القطاع في كثير من مديريات التربية، وحتى على المستوى المركزي في الوزارة، وعاديا في التقارير المغلوطة، سواء من بعض مديريات التربية، وحتى من بعض اللجان التي أشرفت على الدخول المدرسي «. وبنوع من الاستغراب تساءلت نقابة » سناباست، وقالت: » كيف لإصلاح تربوي أن يكلل بالنجاح في مثل هذه الظروف التي تفتقر للشروط البيداغوجية البديهية، والتي يفترض أن تكون محسومة، وهي مرتبطة بأية مقاربة نتخيّرها، ليرقى النقاش بعدها وتخضع حركة الإصلاح وباستمرار لنقد مؤسس على شروط موضوعية لمراجعة أسسه وفلسفته ؟ «. ووجهت »سناباست« انتقادات للتعليمة الوزارية 004 2014 ، وكذا التعليمة الأخيرة المكملة لها، حيث قالت عنها أن التدابير التي تضمنتها فيها تراجع عن مبادئ، وأسس الشراكة .« وفيما يخص مطالبها، أكدت النقابة أنها » لن ترضخ ولن تتنازل والالتزام بمعالجة المشاكل المهنية الاجتماعية لموظفي القطاع، وأن تكون لها الشجاعة الكافية للاعتراف بأخطاء تسييرها «.وأعادت النقابة التذكير بمطالبها المرفوعة، التي لخصتها في تصحيح اختلالات القانون الخاص 12 240 المعدل والمتمم، وتسوية وضعية أساتذة التعليم التقني للثانويات واحتساب أقدميتهم، مع استفادتهم من الرتب المستحدثة، وضمان الترقية الآلية لهيئة التدريس من الرتب العليا، وكذا تمكين أساتذة التعليم الثانوي الرئيسيين والمكونين من الترقية إلى مديري الثانويات، إلى جانب وقف المظالم المسلطة على أساتذة وموظفي الجنوب والهضاب العليا بتحيين منحة المنطقة على أساس الأجر الرئيسي الجديد، وبأثر رجعي ابتداء من أول جانفي 2008 ، وبإقرار الأثر الرجعي المسلوب للتعويض النوعي عن المنصب )منحة الامتياز( ، والإسراع في توزيع وإنجاز سكنات أساتذة الجنوب، مع تخصيص حصص سكنية لفائدة عمال القطاع، وإصدار القرار المتعلق بالمناصب المكيفة لأصحاب الأمراض المزمنة والمعيقة لمهنة التدريس في انتظار تجسيد قوانين طب العمل. وأكدت نقابة »سناباست« من خلال التقارير الولائية، أنها ترفض رفضا قاطعا إسناد مادة التعليمية في الإعلام الآلي لأساتذة التعليم التكنولوجي كونها ليست من اختصاصهم، وأعربت في نفس الوقت عن استغرابها واستنكارها لطريقة إقصاء الناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة، بعد أن هدرت أموالا باهضة في تكوينهم. وفيما يخص تسيير الخدمات الاجتماعية أكدت النقابة أن تسييرها فاشل حتى الآن، وقد ظهرت خلافات وصراعات محلية ووطنية رهنت مصالح الموظفين، والوصاية مُجبرة على التفكير بالتشاور مع الشركاء الاجتماعيين في نمط وتسيير هذه الأموال، وعبرت عن تضامنها ومساندتها المطلقة لإضراب المقتصدين الذي يدخل شهره الثاني من أجل مطالب مشروعة. وما هوملفت للانتباه أن »سناباست« رغم كل ما صرحت به بشأن الوصاية والسلطات العمومية إلا أنها فضلت إرجاء العودة إلى الاحتجاج لما بعد عطلة الخريف، أين سيجتمع المجلس الوطني للنقابة ويقرر.