أكّد أمس، الخبير في الاتصال ورئيس المركز الإفريقي لتكوين الصحفيين سابقا بتونس، رضا النجار في الندوة الجهوية التكوينية الأولى لفائدة الصحفيين بوهران، على ضرورة التنظيم الذاتي الداخلي والحرص على المهنية والمصداقية لمواجهة مختلف التحديات والضغوطات وتحسين الظروف السوسيومهنية. شرح رضا النجار، واقع الصحافة في الجزائروتونس وبعض الدول العربية من خلال الممارسات الإعلامية ونتاج الصحف والتلفزيونات والإذاعات والمواقع على شبكة الأنترنيت، متطرقا في ندوة تكوينية جهوية هي الأولى من نوعها لواقع أخلاقيات المهنة، والسبق الصحفي والإثارة، وهي الندوة التي تم تنظيمها على مستوى المسرح الجهوي عبد القادر علولة، والتي أشرف على افتتاح أشغالها وزير الاتصال حميد قرين، وقال رضا النجار، أن وسائل الإعلام تعرف أوضاعا جد مضطربة بسبب ضغوطات تفرض على الصحفيين لشراء ذممهم، بطرق مباشرة وغير مباشرة، مما يؤثّر على صناعة الخبر وتقديم الخدمة العمومية، ذاكرا مختلف التجاوزات الأخلاقية التي يقع فيها الصحفيون والناشرون في تونسوالجزائر، من بينها ضغوطات الإشهار ورجال المال والأعمال والهدايا والسفريات التي تمنع الصحفيين من التطرق لملفات الفساد المتعلقة بالشركات المانحة لهذه الامتيازات، إضافة إلى تجاوزات النقل واللامهنية في نشر القصة الخبرية والانحراف عن أبجديات الصحافة لخدمة أغراض سياسية أو إديولوجية وتحويل وسائل الإعلام لخدمة أغراض شخصية أو عائلية. وذكر رضا النجار أن قناة الجزيرة مثلا ارتكبت أزيد من 20 ألف تجاوز أخلاقي في حق تونس خلال ثورة الربيع العربي، من خلال نشرها لحقائق مزيفة وصور مفبركة، محذّرا الصحافة الجزائرية خصوصا الجرائد الخاصة من الانصياع وراء الأهداف التجارية الربحية والعمل على الإثارة لجلب القراء على حساب المهنية وأخلاقيات المهنة. كما تطرق المشرف على الندوة التكوينية إلى واقع التكنولوجيات الحديثة واستخدامات شبكة الأنترنيت في الصحافة وكيف يمكن للصحفي أن يستفيد من التطبيقات الحديثة مثل الفايسبوك في التحري الصحفي عن الأخبار، معتبرا أنّ الواقع المرير الذي يتخبط فيه الصحفيون يعود لتشتتهم وعدم تنظيمهم تحت مظلة نقابات وجمعيات متكتلة، معتبرا ذلك سانحا للناشرين وأصحاب المؤسسات الإعلامية لفرض قوانينهم الخاصّة بداية بشبكة الأجور الهشّة التي تؤثّر على أداء الصحفيين. وأبدى النجّار إعجابا للمرحلة التي وصلت إليها الجزائر في مجال إتاحة حرية التعبير والصحافة وتحسين وضعية الصحفيين بإصدار القانون العضوي للإعلام الذي يتضمن إسقاط عقوبة السجن وتنظيم نشاط السمعي البصري وأيضا الشروع في منح البطاقة المهنية للصحفيين ابتداء من 22 أكتوبر حسب تصريحات الوزير الذي أكّد بدوره على أهميّة التكوين للصحفيين لحماية أنفسهم وحماية المهنة وعدم السماح للدخلاء بالتحكّم في القطاع، مشيرا إلى أنّ برنامج التكوين يدخل في صلب برنامج رئيس الجمهورية ومواد قانون الإعلام الجديد.