نجحت دورية للدرك الوطني في تجنيب عمال من جنسية صينية وتركية الموت محقق بعد كمين نفذته مجموعة إرهابية يعتقد أنها تابعة للتنظيم المسمى »جند الخلافة« بمنطقة تقع ببلدية احنيف بأقصى شرق ولاية البويرة، وهي ثاني عملية تقوم بها هذه المجموعة المسلحة التي تقدم نفسها كفرع جزائري لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«، بعد احتجاز وإعدام السائح الفرنسي هيرفي غورديل في نهاية سبتمبر الماضي. نجا عمال صينيون وأتراك من كمين إرهابي استهدفهم ببلدية احنيف بأقصى ولاية البويرة، وهذا بعد تدخل ناجح لعناصر دورية الدرك الوطني التي كانت تؤمن لهم الحماية، ونقل الموقع الاليكتروني »الحدث الجزائري« عن مصدر أمني وصفه بالمطلع قوله أن الهجوم نفذته مجموعة إرهابية مشكلة من نحو عشرة عناصر يعتقد أنها تابعة للتنظيم المسمى »جند الخلافة«، الذي يعتبر نفسه فرع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش« في الجزائر، وأوضح ذات المصدر أن مجموعة إرهابية هاجمت في حدود الساعة الرابعة والنصف من مساء أول أمس الاثنين، دورية للدرك الوطني، على مستوى المكان المسمى »تيقسراي« بأعالي احنيف بولاية البويرة (100 كيلومتر شرق العاصمة)، كانت في مهمة تأمين وحماية عمال أجانب من جنسيات صينية وتركية، يعملون في الشركة التركية »اوزقون« والشركة الصينية »سي سي أو سي سي« اللتان تتوليان أشغال إنجاز خط السكة الحديدية المزدوج المكهرب، الذي سيربط بين مدينتي الثنية ببومرداس وبرج بوعريريج مرورا بالبويرة. وبحسب التفاصيل التي قدمها المصدر الأمني استهدف الإرهابيون سيارات كتيبة الدرك الوطني للمنصورة (برج بوعريريج) أثناء دخولها إقليم ولاية البويرة إلا أن عناصر الدرك التابعين لمجموعة التدخل والاحتياط بالمجموعة الولائية للدرك الوطني ببرج بوعريريج، ردوا على مصدر النيران وطوقوا جيدا مركبات العمال الأجانب، وتمكنوا من إفشال مخطط المجموعة الإرهابية بعد تبادل لإطلاق النار دام نحو نصف ساعة حيث فر الإرهابيون مباشرة بعد استقدام تعزيزات من قوات الجيش. ويعتقد نفس المصدر أن العملية الإرهابية قد تكون من تنفيذ »كتيبة الهدى« الناشطة بالجهة الشرقية للبويرة، علما أن هذه الكتيبة التحقت قبل أيام فقط بتنظيم »جند الخلافة« الذي يقوده الإرهابي »غوري عبد المالك«، ويتحصن الفرع الجزائري ل »داعش« بجبال البويرة على الحدود مع ولاية تيزي وزو، ويواجه هذا التنظيم حصارا متواصلا منذ إعدام الرهينة الفرنسي هيرفي غورديل، علما أن السلطات الأمنية قامت منذ ذلك الوقت بتشديد الرقابة على المنطقة، خصوصا بالنسبة للأجانب لضمان عدم تكرار نفس سيناريو الرهينة لفرنسي، خاصة وأن تنظيم »داعش« اشتهر باختطاف الأجانب وإعدامهم على المباشر لإثبات وجوده، يشار إلى أن ولاية البويرة، تحصي وفق الموقع الاليكتروني »الحدث الجزائري« العشرات من الشركات الأجنبية، العاملة بها في مختلف المشاريع، منها شركات فرنسية وباكستانية وصينية وكندية وتركية، إيطالية وروسية، وهي موزعة بمختلف مناطق الولاية، حيث يقدر عددهم حسب مصادرنا بأكثر من 500 أجنبي من 23 جنسية، معظمهم صينيين وفرنسيين وتتواجد هذه الشركات بصفة خاصة في كل من بلدية أحنيف شرق الولاية والمنطقة الصناعية سيدي خالد وبعاصمة الولاية. وتطرح العملية الإرهابية الأخيرة الكثير من علامات الاستفهام حول تحركات تنظيم »جند الخلافة«، فرغم التصريحات التي أطلقها الوزير الأول عبد المالك سلال أمام الصحفيين خلال زيارة قام بها منذ فترة لأقصى جنوب البلاد، وأكد خلالها أن الجزائر ومنطقة شمال أفريقيا لا تعرف تنظيم الدولة الإسلامية »داعش« لا من قريب ولا من بعيد، فإن التحركات التي يقوم بها تنظيم عبد المالك قوري ينذر بعودة عمليات استهداف الأجانب في الجزائر، مع الإشارة إلى أن نحر هذا التنظيم وعلى المباشر في نهاية سبتمبر المنصرم لمتسلق الجبال الفرنسي هيرفي غورديل خلف صورة سيئة أثرت بشكل مباشر على سمعة الجزائر وعلى الوضع الأمني بها.