تمتع أمس الجمهور العنابي خلال الاحتفالات بستينية الثورة بالعرض المسرحي الذي قدم على ركح المسرح الجهوي عزالدين مجوبي بعنابة تحت عنوان»الجميلات« من إخراج الفنانة صونيا، وبطولة 5فنانات وهن ليندة سلام، لعريني ليديا، هواري رجاء، منى بن سلطان وحنيفي أمال واللوات جسدن دور مجاهدات قدمن أرواحهن مقابل حرية الجزائر،حيث سقطن بين يدي الإستعمار الفرنسي و الذي ذوقهن أنواع مختلفة من العذاب ، معاناة المجاهدات ترجمت على مدار حوالي ساعة ونصف بين جدران سجن سركاجي المظلمة ،و قد نجحت بطلات مسرحية الجميلات في تصوير معاناة السجينات اللائي يروين قصصهن وقصص مجاهدات أخريات عرفنهن داخل سركاجي، لتنتهي قصصهن على أنغام نشيد »من جبالنا« بأصوات البطلات، وهي الأغنية التي أبكت الأسرة الثورية. إن ما ميز هذا العرض المسرحي الذي كتبت نصه نجاة طيبوني هو إدراج اللغة العامية، لغة البسيط و المثقف ،ورغم اختلاف لهجات الممثلات،إلا أن أدائهن كان مميز خاصة مع تقمصه لأدوار مختلفة تمازجت بين الحزن و لفرح والبكاء و الغناء و الغضب والدلع والمزاح ،وهي عبارة عن فواصل حقيقية تعكس الحالة النفسية للسجينات خلال الثورة، حيث تحلم الممثلات بالاستقلال فتطلق كل واحدة منهن زغرودة الشهيد ،إلا أن ذلك ماهو إلا حلم يرفرف فوق جدران سجن سركاجي المخضبة أرضيته بالدماء الزكية. من جهته نجه الفنان »هبال البخاري« في استخدام سينوغرافيا متحركة، أعطت للعرض قيمة فنية لأنه استطاع تجسيد هيكل سجن سركاجي الذي توسط الركح بأسواره السوداء العالية التي يمر أمامها السجان بين تارة وأخرى آمرا السجينات بالصمت، رافق كل بطلة باب سجن حديدي متحرك لازمها طوال فترة العرض، وتوافقت هذه الأخيرة «السينوغرافيا» حتى الكوريغرافيا التي صممها توفيق قارة، ساعدت بطلات مسرحية الجميلات على النجاح أمام جمهورهن من خلال كن أجسادهن المتدثرة بأثواب السجن الرمادية الممزقة ،لكنها كانت تحمل أنوثة المرأة الجزائرية الحرة والوفية إبان ثورة نوفمبر المضفرة