أكد أمس، اللورد ريتشارد ريسبي الممثل الشخصي للوزير الأول البريطاني عزم بلاده على ترقية الشراكة الاقتصادية مع الجزائر في جميغ المجالات، معربا عن ارتياحه للمستوى الذي بلغه التعاون الثنائي مبرزا اهتمامه بمسار تنمية قطاع الصناعة والمناجم في الجزائر الذي يبشر بمستقبل جد واعد بالنسبة للشراكة الصناعية بين البلدين، وتأتي زيارة اللورد ريسبي تحسبا لانعقاد المنتدى الجزائري البريطاني حول التجارة والاستثمار المقرر يوم 10 ديسمبر المقبل بلندن. أنهى أمس، المبعوث الخاص للوزير الأول البريطاني للشراكة الجزائرية-البريطانية اللورد ريتشارد ريسبي، الزيارة التي قام بها للجزائر ودامت يومين والتي تندرج في إطار تحضير ندوة جزائرية- بريطانية رفيعة المستوى ستعقد في 10 ديسمبر2014 بلندن سيترأسها الوزيران الأولان للبلدين. وقد أعرب عقب محادثاته مع وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي تم خلالها التطرق إلى عدة مواضيع متعلقة بالتعاون في مجال التربية الرغبة الحقيقية لبلده في الإسهام فعليا في تطوير تعليم اللغة الانجليزية في الجزائر، مشيرا إلى مشروع توسيع نشاطات المجلس الثقافي البريطاني المستقبلي من خلال فتح مراكز وفروع أخرى. من جهتها أشارت بن غبريط إلى أن العلاقات بين الجزائر والمملكة المتحدة في مجال التربية وتعليم اللغات مدعوة للتعزز، مؤكدة إرادة الجزائر واستعدادها للتفتح على جميع اللغات الأجنبية لاسيما الانجليزية وهو ما تعكسه الإرادة في تحسين وتطوير تعليم هذه اللغة بالتنسيق مع الشريك البريطاني. وكان المبعوث الخاص للوزير الأول البريطاني للشراكة الجزائرية-البريطانية اللورد ريتشارد قد عبر عن ارتياحه لنوعية العلاقة التي تجمع البلدين آملا تطويرها خلال السنوات المقبلة، حيث ثمن المبعوث الخاص عقب استقباله من طرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف التطور المسجل في مجال الهياكل الإستشفائية ولاسيما المتخصصة في مكافحة السرطان مبديا استعداد بلده لمرافقة الجزائر في هذا المجال. من جانبه أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن بريطانيا تتابع باهتمام تطور القطاع الصحي الجزائري باعتبارها متواجدة فوق التراب الوطني من خلال المخابر الصيدلانية »أسترا زينيكا وجي. أس. كا« كما ستساهم الشركات البريطانية إلى جانب شركات أجنبية أخرى في إنجاز المستشفى الجامعي الجديد لتلمسان. وأكد الممثل الشخصي للوزير الأول البريطاني خلال اللقاء الذي جمعه بوزير الطاقة يوسف يوسفي أن الندوة التي ستنظم بالعاصمة البريطانية ستكون مرحلة هامة في بناء شراكة ممتازة بين البلدين، موضحا في معرض تطرقه للعلاقات الطاقوية بين الجزائروبريطانيا أن البلدين يحتفلان هذه السنة بالذكرى ال50 لشراكتهما في هذا المجال الاستراتيجي، مشيرا في ذات السياق إلى أن المبادلات التجارية بينهما قد سجلت ارتفاعا ملموسا خلال السنتين الأخيرتين سواء في مجال الطاقة أو في مجالات أخرى، حيث انتقلت من 1.6 مليار دولار سنة 2010 إلى 6.7 مليار دولار سنة 2013 أي ارتفاع بنسبة 280 % في ظرف ثلاث سنوات. كما تم التوقيع على اتفاقين للتعاون في مجالات التعليم العالي والنشاطات الفضائية المدنية، كما سيتم قبل نهاية السنة الجارية التوقيع على اتفاق عدم الازدواج الضريبي وأشار اللورد أن الجزائر تعد بلدا ينعم بالاستقرار السياسي حيث أن عديد المؤسسات البريطانية تقوم بنشاطات تجارية ناجحة في الجزائر بعيدا عن الرشوة، من جانب آخر سيقوم وفد من رجال الأعمال البريطانيين بزيارة إلى الجزائر من 30 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2014، حيث يشكل هذا الموعد الاقتصادي الذي تنظمه الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة مع مجلس الأعمال يونايتد كينغدم-الجزائر أرضية مناسبة للقاء رؤساء المؤسسات الجزائرية. من جانبه دعا وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب إلى تعزيز استثمارات المؤسسات البريطانية في الجزائر خارج قطاع المحروقات خلال اللقاء الذي عقده مع الممثل الشخصي للوزير الأول البريطاني، حيث ألح على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجزائروبريطانيا خارج قطاع المحروقات. وأعرب الوزير عن أمله في أن تقوم المؤسسات البريطانية ببعث استثماراتها بالجزائر لاسيما في قطاعات خارج المحروقات بالنظر إلى الإمكانيات الكبرى التي تزخر بها السوق الجزائرية، مشددا على النقل الفعلي للتكنولوجيا لاسيما من خلال التكوين والمهارات. ومن جهته أعرب ريسبي عن ارتياحه للمستوى الذي بلغه التعاون الثنائي مبرزا اهتمامه بمسار تنمية قطاع الصناعة والمناجم في الجزائر الذي يبشر بمستقبل جد واعد بالنسبة للشراكة الصناعية بين البلدين.