لايزال المصعد الهوائي الرابط بين البليدة ومرتفعات الشريعة متوقفا بالرغم من مرور أكثر من سنة والنصف عن توقف الخدمة به. وقد تسببت هذه الوضعية في معاناة كبيرة للسكان المحليين الذين لم يجدوا من وسيلة أخرى للنقل غير مركبات "الكلندستان" التي أثقلت التسعيرة التي يفرضها أصحابها كاهل المواطنين (100 دينار عن كل رحلة) في ظل غياب النقل العمومي بين البلديتين. كما ترتب عن هذه الحالة -يقول هؤلاء- عزلة كبيرة و تعطل لمصالحهم مبدين في ذات السياق تخوفهم من غلق الطريق الوحيد المؤدي لمرتفعات الشريعة (الطريق الوطني رقم 37) بفعل الثلوج خلال هذه الأيام الشتوية. كما أثارت هذه الوضعية تذمر واستياء العديد من الزوار ومحبي الطبيعة الذين ألفوا التردد على المنطقة بعيدا عن الزحمة المرورية سيما في الفترة الراهنة التي تلبس فيه جبال الشريعة معطفها الأبيض. وبالمقابل تسعى مديرية النقل للولاية من أجل إعادة تهيئة المصعد الهوائي حيث قام في هذا السياق - استنادا لما ذكره اليوم الاثنين لوأج مدير النقل للولاية رزوق مختار- فريق من الخبراء خلال اليومين الأخيرين بتشخيص و معاينة مختلف الأعطاب التقنية التي تعرض لها المصعد الهوائي و ذلك عبر المحطات الثلاث له البليدة وبني علي والشريعة. وقد بينت عملية التشخيص استنادا لذات المتحدث ضرورة تغيير عدد من الأجهزة والكوابل إضافة إلى مباشرة أشغال أخرى على مستوى مختلف المحطات الثلاث التي يمر بها المصعد الممتد على مسافة 7.2 كلم. وأشار إلى أن الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها المصعد من سرقة للكوابل الكهربائية على يد عصابات متخصصة سيما على مستوى الخط الرابط بين البليدة وبني علي وكذا الأعطاب التقنية لأجهزته التي تستوجب إستورادها من الخارج وما تتطلبه من إجراءات لاستقدامها من بين الأسباب الحقيقية للأعطاب المتكررة للمصعد الهوائي. وأضاف أنه وبناء على عملية التشخيص التي خضع إليها المصعد و عملية التقييم الكلي التي تتطلبها الأشغال سيتم قريبا بعث أشغال إصلاحه ووضعه من جديد حيز الخدمة مشيرا في ذات السياق إلى اتخاذ إجراءات جديدة مطلع السنة المقبلة تتعلق بالمؤسسة التي ستشرف على عملية تسييره. وبالنظر للأهمية السياحية التي تكتسيها منطقة الشريعة، التي تشكل وجهة لمئات الزوار الذين يقصدون المكان يوميا، فإنه من غير المعقول بقاء المصعد الهوائي في حالة عطل منذ أكثر من سنة.