استنكرت الحكومة الصحراوية عزم رئيس منتدى كرانس مونتانا السويسري تنظيم دورته السنوية 2015 بمدينة الداخلة المحتلة وذلك في شهر مارس المقبل، داعية إدارة المنتدى لإعادة النظر في مثل "هذا القرار الخطير". وجاء في بيان للحكومة الصحراوية نشرته وكالة الأنباء الصحراوية، الأحد، أنها تعلن رفضها وإدانتها لتنظيم مثل هذه الفعالية التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واعتداء سافرا على الشعب الصحراوي بأكمله وتناقضا مع مقتضيات الشرعية الدولية والمبادئ والأهداف المعلنة لمنتدى كرانس مونتانا. وأوضحت الحكومة الصحراوية انه في موقف غريب وغير مبرر أعلن رئيس منتدى كرانس مونتانا جون بول كارتيرون، شهر أكتوبر الماضي، أن المنتدى سيعقد دورته السنوية لسنة 2015 في مدينة الداخلة جنوب أراضي الجمهورية الصحراوية التي احتلها المغرب بطريقة غير شرعية بالقوة العسكرية منذ 31 أكتوبر 1975. وجاء في بيان الحكومة الصحراوية أيضا "من غير المعقول أن يستند المنتدى في تبريره لمثل هذا السلوك الخطير على المغالطات التي طالما سوقتها دولة الاحتلال المغربي. فقضية الصحراء الغربية ليست من مخلفات الحرب الباردة ولا هي مجرد صراع إفريقي تقليدي، بل هي قضية دولية بامتياز، يتابعها الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا، وتطرح وتناقش مرتين في السنة على الأقل، على طاولة مجلس الأمن الدولي, لأنها مسجلة كواحدة من آخر قضايا تصفية الاستعمار في العالم". وذكرت الحكومة الصحراوية بأن المملكة المغربية لا تتمتع بالسيادة على الصحراء الغربية، ولا حتى بصفة القوة المديرة، التي تعود للقوة الاستعمارية الإسبانية، وبالتالي, كما أضافت، "فوجود المغرب هو وجود احتلال عسكري لا شرعي، وتعنته وعرقلته للحل لا تلغي حقيقة أن مالك السيادة الوحيد والمخول لاتخاذ القرار النهائي بشأنها هو الشعب الصحراوي". وإضافات "لا يمكن لمنتدى كرانس مونتانا ولا للمجتمع الدولي أن يكافئ دولة الاحتلال المغربي على انتهاكها للقانون الدولي, ولا يمكنه أن يتغاضى عن حقيقة صراع قائم, طرفاه المعترف بهما هما المملكة المغربية المحتلة والشعب الصحراوي، عبر ممثلة الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو". إن المغرب-يتابع البيان-" يقف اليوم في مواجهة مباشرة مع الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، ويعرقل جهودهما لحل النزاع الصحراوي المغربي, ويسد الطريق أمام مسار المفاوضات التي يقودها الأمين العام نفسه، ويمنع مبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من زيارة المنطقة". كما يمنع المغرب كيم بولدوك الممثلة الخاصة للأمين العام إلى الصحراء الغربية من مباشرة مهامها، ويحول دون تولي بعثة الأمم
المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، (المينورسو)، حماية حقوق الإنسان ومراقبتها والتقرير عنها، كل هذا بحسب الحكومة الصحراوية من شأنه أن يسقط الشرعية الدولية عن المغرب، ويجعل قرار تنظيم منتدى كرانس مونتانا في مدينة الداخلة غير مبرر وغير مقبول، وهو عبارة عن مكافأة في غير محلها لدولة الاحتلال المغربي على ممارساتها القمعية الوحشية بحق المدنيين الصحراويين العزل.