دعا أول أمس، مجلس الأعيان الإباضيين لقصر غرداية إلى ضرورة احترام وحماية جميع الأماكن المقدسة )مساجد ومقابر وغيرها( المالكية والإباضية والمحافظة عليها. وحث مجلس الأعيان الإباضيين لقصر غرداية في بيان له، الشباب ، على عدم الانسياق وراء لاستفزازات التي يمقتها ديننا الإسلامي الحنيف ويأباها العقل السليم وتنبذها الوطنية الصادقة. واعتبر مجلس الأعيان الإباضيين لقصر غرداية أن ضبط النفس كان ولا يزال الأسلوب الأمثل والحضاري للاقتداء به حسب ما جاء في ختام البيان. وتمت صياغة هذا البيان الذي أطلقه أعيان الإباضيين لقصر غرداية من أجل تهدئة النفوس بعد عقد اجتماع للأعيان والحكماء بغرض استتباب الأمن على مستوى أحياء كل من باب السعد والحفرة وعين لوبو. وعلى الرغم من عودة الهدوء لا يزال يخيم على منطقة غرداية شبح أعمال العنف المتكررة التي يقترفها مجموعات من الشباب المجهولين الذين يطلقون ادعاءات لا أساس لها من الصحة لحرق مساجد المالكية وتخريب مختلف سكنات المالكية الواقعة بالأحياء الآهلة بالسكان الإباضيين. إلى ذلك شن تجار غرداية من المذهب المالكي أول أمس، إضرابا تعبيرا عن تضامنهم مع سكان حي الحفرة الذي شهد خلال الأيام الأخيرة اشتباكات التي عرفتها أيضا عدة أحياء بغرداية. ورفض »التجار المالكيون« استجابة للإضراب العام الذي دعا إليه مجلس المذهب المالكي لغرداية فتح محلاتهم التجارية خلال الفترة الصباحية سواء على مستوى غرداية أو بريان والقرارة والضاية بن ضحوة حيث انتهى هذا الإضراب بتنظيم اعتصام سلمي. كما قامت المؤسسات التعليمية الواقعة بالأحياء ذات الكثافة العالية من المالكيين بتسريح التلاميذ فيما شمل أيضا هذا الإضراب بعض المصالح الإدارية التي تغيب عنها الموظفون. واستمرت الهيئات المصرفية بنوك وبريد والصحة والنقل الحضري في نشاطها العادي. وقد انتهى هذا الإضراب زوال اليوم عقب صلاة العصر. وأوضح إبراهيم بريك أحد أعضاء مجلس المذهب المالكي بخصوص هذا الموضوع، بأن النداء للإضراب يعبر عن التضامن مع السكان المالكيين بحي الحفرة الذي كان خلال يومي الجمعة والإثنين الأخيرين مسرحا لاشتباكات. واستعرض بريك عددا من المطالب التي تتضمنها الأرضية التي سلمت إلى السلطات المختصة في بداية أحداث غرداية من بينها تلك التي تتعلق بانتشار قوات حفظ الأمن وتطبيق قوانين الجمهورية على مجموع السكان دون تمييز. يذكر أن أحياء الحفرة وباب السعد وعين لوبو، شهدت يومي الجمعة والإثنين الفارطين أعمال عنف واشتباكات بين مجموعات من الشباب وقوات حفظ الأمن المنتشرة بهذه الأحياء والتي تخللتها أعمال تخريب للتجهيزات الحضرية وتخريب وإحراق بعض المنازل والسيارات . واندلع هذا العنف بعد قرار مجموعة من الشباب الإباضيين منع مالكيين من الالتحاق بمسجد يقع بوسط حي الحفرة ذي الكثافة العالية من السكان الإباضيين بدعوى أعمال الاستفزاز المستمرة من قبل المالكيين بعد أداء صلاة كل جمعة أحد.