لا تزال إلى غاية مساء أمس القوات الأمنية المشتركة مزودة بأفراد من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، تضرب حصارا استمر لأزيد من 35 ساعة على مسلحين متحصنين داخل عمارة بجوار مسجد عمر بن عبد العزيز بحي بو زغاية بوسط مدينة باتنة. الأحداث التي بدأت مساء الأحد استمرت طوال الليلة ما قبل الماضية إلى غاية الساعات الأولى من مساء أمس، حيث لا يزال عناصر الأمني مرابطين بالمكان ضاربين طوقا أمنيا على كامل الحي الذي أكدت معلومات وجود شخصين على الأقل مزودين بأسلحة كلاشينكوف داخل عمارة به متكونة من 6 طوابق، وهو ما أكدته معطيات لاحقة صبيحة أمس. وقد استمر الحصار الأمني الذي تعزز لاحقا بوحدات إضافية وخاصة للشرطة والدرك الوطني طيلة ليلة الأحد إلى الاثنين مع اتخاذ تدابير أمنية صارمة بخصوص سكان العمارة والعمارات المجاورة تحسبا لأية مناورات من قبل المسلحين المحاصرين، حيث أغلق الطريق المار بالحي، المعروف بطريق بسكرة وهو أنشط طريق بمدينة باتنة، وقامت مصالح الأمن بمنع حركة السير فيه على مسافة تزيد عن الكيلومتر، كما قامت فرقة تقنية من مؤسسة سونلغاز بقطع تموين الغاز عن العمارات المذكورة، كإجراء أمني، وقام عناصر الأمن بإبعاد المواطنين الذين تواجدوا بأعداد كبيرة بالمكان لمراقبة العملية. إلى ذلك، كشفت معلومات متضاربة عن قيام المسلحين باحتجاز امرأة كرهينة، لدى تحصنهم بالطابق العلوي لهذه العمارة، رافضين تسليم أنفسهم مثلما طلب منهم، وهناك حديث عن قيام مفاوضات بين عناصر الأمن والعناصر المسلحة من أجل تسليم أنفسهم والتخلي عن السلاح، ونشير إلى أن مصالح الأمن قد استقدمت فرقة تدخل من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي. تجدر الإشارة إلى عدم وجود أية معلومات مؤكدة من طرف مصالح الأمن بخصوص العملية التي لا تزال متواصلة في ظل تكتم أمني وعدم ورود أية معلومات من المصالح الرسمية، في انتظار الكشف عن النتائج النهائية للعملية فور انتهائها.