تمحور موضوع مناقشة المجلس الشعبي الولائي، بتيبازة أول أمس، خلال الدورة العادية الثانية لهاته السنة حول ملف الدخول الاجتماعي، باعتباره من المستجدات الدورية الهامة، التي تتطلب تضافر الجهود بين مختلف هيئات التربية، قطاع التكوين وجامعة التكوين المتواصل المتواجدة في الولاية، مع السلطات المنتخبة والسلطات التنفيذية، قصد تجسيد تمدرس التلاميذ والطلاب فضلا عن ضمان دخول اجتماعي ناجح ومستقر خلال الدخول الإجتماعي المقبل. تحضير موسم الدخول الاجتماعي القادم، كان من بين أبرز المواضيع التي طرحها أول أمس أعضاء المجلس الشعبي الولائي تيبازة، حيث تطرق رئيس المجلس عبد القادر زحالي في كلمة تدخل بها عند افتتاح الدورة الى عرض ملخص لكل النشاطات التي قام بها اعضاء المجلس رفقة الهيئة التنفيذية، وممثلي اللجان خلال الزيارات الميدانية التي برمجت ل28 بلدية بالولاية ومعرجا في عرضه لمختلف المشاريع التي جسدت في الآونة الأخيرة، حيث عرفت تيبازة قفزة نوعية في مجال التنمية، مست كل القطاعات، على غرار مشروع الشطر الأول من الطريق السريع بواسماعيل - شرشال، انشاء لأول مرة أقطاب جامعية في كل من القليعة وتيبازة، ناهيك عن إنجاز المدرسة العليا للسياحة، والتي اخذت بعدا دوليا تتربع على 11هكتارا، هذا إلى حانب الشروع في تجسيد القضاء على السكنات الهشة استطاعت الولاية تسليم 47000 وحدة سكنية أي ما يقابل ثلث الطلبات التي حددت ب16000سكن غير لائق خلال نهاية أفريل المقبل. أشغال الدورة التي طبع عليها التنسيق بين المجالس المنتخبة والهيئة التنفيذية ركزت في مناقشتها على ملف التربية، سيما أن هذا القطاع سيشهد ضغطا كبيرا عند الدخول المدرسي القادم حيث سيستقبل المؤسسات التربوية في الطور التكميلي 53430 تلميذ موزعين على 1397 فوج تربوي بمعدل 39 تلميذا في كل قسم، بزيادة تقدر ب9563 تلميذ مقارنة بالعام الفارط، ويرجع هذا الضغط الى انتقال كوكبتين من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي والسادسة أساسي معا الى أقسام التعليم المتوسط. وفي هذا الصدد أعطى أعضاء المجلس الولائي، عدة اقتراحات لضرورة الاسراع في إنجاز المشاريع المبرمجة والمتمثلة في 12 متوسطة و52 قاعة خاضعة للتوسيع إلى جانب تجسيد برنامج الترميمات الكبرى، قبل الدخول المقبل والتكفل الهائل لتلاميذ الإكماليات والثانويات من حيث النقل، الإطعام الصحة وتوفير الكتاب المدرسي. نفس السيناريو بالنسبة للتعليم الثانوي، حيث سيتم فتح 3 اختيارات في شعبة تقني رياضي لامتصاص الفائض في تخصصي الميكانيك والهندسة المدنية لتجسيد أهداف الاصلاح بخصوص التعليم التكنولوجي، كما جاء ضمن التوصيات التي يأمل مواطنو تيبازة في تجسيدها، ضرورة متابعة تلاميذ الصم والبكم، وتوجيههم عند انتقالهم للطور المتوسط والثانوي وتوفير لهم عناية خاصة• بالمقابل، كان رد مدير التربية تيبازة عبد الله علام، يحمل الكثير من الموضوعية والإقناع لمجموعة من الأسئلة التي دارت عموما حول مشاكل الإطعام، النقل والتجهيز، أين قال في هذا الشأن أن 45 الف تلميذ سيستفيد في الموسم القادم من الاطعام موزعين على 180 مطعم مدرسي، مشيرا أنه تم تخصيص وجبات باردة عند تعذر تواجد الهياكل المنجزة لهذا الغرض بالنسبة للطور الابتدائي، وهو الأمر الي نجده في مدارس البلديات الشرقية من الولاية، وأكد في ذات السياق أن الولاية ستستفيد من 9 مطاعم قبل الدخول المدرسي المقبل، فمن بين 72 مؤسسة استفادت 12 مؤسسة من النظامين الداخلي والنصف الداخلي، آملا في توسيع العملية وتشمل كل المناطق النائية بالولاية، وأوضح أن حصيلة الحافلات الخاصة بالنقل المدرسي والمقدرة ب55 حافلة تبقى غير كافية لتغطية العدد الهائل للتلاميذ سيما في المناطق النائية. كما تم ولأول مرة، إدراج ملف محو الأمية، حيث تطرق رئيس المجلس الى عرض المشاكل التي تعاني منها ملحقة الديوان التي تشرف على تعليم 10712 متمدرس في فوج محو الأمية، يؤطرهم 288 أستاذ مؤطر، باعتباره مشروع ضخم يتطلب تجنيد كل الأطراف لترسيخ برنامج رئيس الجمهورية، في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للقضاء على الأمية بالبلاد، ولعل أبرز المشاكل المحورية التي لاتزال الملحقة تتخبط فيها، هو انعدام مقر رسمي لتسيير نشاطها بالولاية، بالمقارنة مع التحديات والرهانات الكبرى التي تصبو إليها للقضاء على هاته الآفة الخطيرة، والتي سجلت تيبازة كمثيلاتها من ولايات الوطن، أرقاما هائلة خاصة في المناطق النائية. هذا الى جانب مطالبة المجلس تجهيز جامعة التكوين المتواصل، ودعم هذا التعليم بتوفير قاعات بيداغوجية والوسائل التعليمية، كما أولى الأعضاء أهمية لا تقل عن ملفات الترتيب لقطاع التكوين والتمهين وأوصت بالاسراع في انجاز المشاريع المبرمجة للموسم القادم، لاستقبال حوالي 3541 ممتهن، عبر 14 هيكلا تكوينيا، والتكفل النوعي بالمتربصين وإدراج تخصصاتهم تماشيا مع طابع الولاية الفلاحي والسياحي، والحرف التقليدية. من جهته، لم يخف، والي تيبازة، محمد أسنان ملاحظته، لبعض أعضاء المجلس الشعبي الولائي، لنقص الخبرة والاطلاع في الشؤون الداخلية وعدم اكتسابهم أقدمية الممارسة، عللها بحداثة تنصيب المجلس، واقترح في هذا الشأن، تنظيم أيام دراسية تكوينية، تجمع كل الاعضاء مع مدراء الادارات ومسؤولي القطاعات لتفادي الوقوع في أخطاء شائعة ومتكررة، لعدم وجود معرفة مسبقة بالمهام المخولة.