يجتمع اليوم مُديرو التربية عبر 48 ولاية بالنقابات والفروع النقابية المتواجدة بمقاطعاتها الترابية، من أجل وفق ما قالت التعليمة الصادرة يوم 52 فيفري المنتهي »إعداد رزنامة للحلول الخاصة بالمشاكل القابلة للحل على المستوى المحلي، وتبليغ الجداول الحوصلية للمشاكل المطروحة بحسب كل نقابة، والحلول التي تمّ التفكير فيها إلى السيد مدير تسيير الموارد البشرية«، وقد وصفت وزارة التربية نفسها عن خطأ أو عن صواب لسنا ندري، هذه اللقاءات ب »الشكلية«، رغم ما يفترض أن يكون لها من أهمية، ولاسيما أنها تأتي في عزّ تفاقم الإضرابات، وفي خضمّ غضب وغليان متصاعد، وحالة كبيرة من الفوضى الناجمة عن العلاقة الصمّاء بين الوصاية والنقابات. مقرر أن يجتمع صباح اليوم مديرو التربية عبر 48 ولاية بالنقابات والفروع النقابية المعتمدة التي تنشط على مستوى مقاطعاتها الترابية، وتأتي هذه اللقاءات تطبيقا للتعليمة الخاصة ب »إجراءات امتحان الثلاثي الثاني«، التي أصدرتها هذه الأخيرة يوم 25 فيفري المنصرم، وأبلغتها إلى كل المديريات، وهي التعليمة التي أُعيب عليها إطلاق وصف »لقاء شكلي« على هذه اللقاءات، وهو ما ترك الأثر السّيء مسبقا في نفوس النقابيين، وكامل مكونات الأسرة التربوية، إذ خُيّل لهم أن وزارة التربية بهذا الوصف ليست جادة في عقد مثل هذه اللقاءات، وتُشعر الجميع من حيث لا تدري أن سعيها هذا لا تهدف من ورائه إلى تحقيق أي شيء يُذكر على مستوى الانشغالات والمطالب المحلية والوطنية، وعلى مستوى التعويض عن الأضرار الجسيمة التي أصابت ومازالت تصيب التلاميذ يوما بعد آخر، وكانت التأويلات كثيرة في هذا الشأن من قبل من اطلعوا على النص الحرفي للتعليمة. ومهما يكن، فإن مديريات التربية التي تعي ما تريده الوزارة في الوقت الراهن ستُركز جهودها في هذه اللقاءات على محاولة استمالة الأساتذة المضربين إلى وقف الإضراب، والعودة إلى تلقين الدروس للتلاميذ، ولاسيما منهم تلاميذ أقسام البكالوريا، الذين هم اليوم في معاناة نفسية كبيرة، وشبح الخوف من الرسوب في شهادة البكالوريا يطاردهم جميعا. ومن دون شك فإن مديري التربية سيذكرون الأساتذة المضربين بمسؤولياتهم الثقيلة إزاء التلاميذ عموما، وأقسام الامتحانات الرسمية على وجه التحديد، وسيكون التباين واضحا في هذا التذكير بين مديري التربية عبر الوطن، ذلك أن تلاميذ ولايات غرداية وعين صالح لهم حسابهم من الدروس الضائعة، وأساتذتهم أنفسهم يقولون أنه ليس من الممكن تعويضها أواستدراكها جميعها من هنا إلى نهاية السنة، حتى ولو توقف الإضراب اليوم، ونفس الشيء بالنسبة لتلاميذ الولايات الإحدى عشر، التي حاصرتها الثلوج وأعاقت، بل وحرمت التلاميذ من التنقل اليومي إلى مؤسساتهم التربوية لتلقّي دروسهم، والدروس التي ضاعت من تلاميذ هذه الولايات ليست بالقليلة هي الأخرى. يُضاف إلى هذا ما ضاع لها من دروس في إضراب يومي 10 و11 فيفري المنصرم، الذي خاضته نقابات التكتل النقابي التسعُ، وما ضاع لها أيضا من دروس ابتداء من يوم 16 فيفري المنتهي وحتى يومنا هذا في الإضراب المفتوح الجاري حتى الآن من قبل نقابة »كناباست«، وسيُضاف إلى كل ما سبق دروس أيام 9 و 10 و 11 مارس الجاري، التي هي أيام الإضراب المقرر شنّهُ من قبل نقابات التكتل التسع. وبالنظر إلى كل هذه الدروس الضائعة، فإن ما هو منتظر من مديري التربية يصب في عمق الأزمة، ولا بدّ لها من الإلمام بكافة المخاطر المترتبة عن هذا الوضع الثلاثي الأسباب. ومن الآن نقول أنه في حال ما إذا لم تسارع وزارة التربية، والجهات الرسمية المعنية الأخرى لحل كافة الإشكالات المعقدة المطروحة أمام المطالب العمالية المرفوعة، فإن كافة المؤسسات والهياكل التربوية ستجد نفسها أمام »شبح العتبة المشؤومة«، وسوف لن يكون هناك أي خيار للسيدة بن غبريت كي تُصرح أو تعيد التصريح حول قرار »إلغاء العتبة«، لأنها ستُصبح في هذه الحالة ملكا للتلاميذ.