أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عزم الجزائر وتصميمها على مواصلة رسالة الشهداء، مشيرا إلى أنها ستتذكر تلك المواقف في ظرف تمضي فيه قدما في سائر المجالات، مشيرا إلى أن 19 مارس 1962 يعد محطة هامة من تاريخ الشعب الجزائري، أثبتت عبقرية أبنائه وجدارته بالعيش حرا طليقا. وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها إلى المشاركين في احتفالات عيد النصر بغرداية، قرأها نيابة عنه محمد بن عمر زرهوني المستشار لدى رئيس الجمهورية، » إنني اليوم، أستحضر معكم في الذكرى الغالية هذه من بين ذكريات أمتنا محطة هامة من تاريخ شعبنا أثبتت عبقرية أبنائه وجدارته بالسيادة وبالعيش حرا طليقا من الأكبال والأغلال التي لطالما قيدته «. وأكد رئيس الدولة أن 19 مارس من عام 1962 » هو اليوم الذي حققت فيه الثورة الجزائرية المباركة ما ناضل الشعب الجزائري وكافح من أجله منذ 1830«، مبرزا انه في اقتران يوم نصر الجزائر هذا بذكرى الشهداء، وتحرر المغرب العربي رمز عميق الدلالة والمغزى، بالنسبة لحاضرنا ومستقبلنا، وأضاف رئيس الدولة في هذا الصدد أن الشعب الجزائري كان هو البطل, وكانت الهبة الوطنية الكبرى في ربوع وطننا المفدى واحدة موحدة، انبعث منها الانتصار وانبجس منها الخلاص. وأوضح رئيس الجمهورية قائلا »إن يوم النصر هذا هو يوم الحق. الحق الذي تسلح به الشهداء والمجاهدون وأكسبهم القوة ليجابهوا عدوا طغى وتغطرس ودمر أسباب الحياة البشرية الكريمة في الجزائر كلها واستعمل أبشع وأخطر أنواع التقتيل والتعذيب والبطش والتنكيل، عدوا تصدى له شعبنا الأبي بخيرة أبنائه من الشهداء والمجاهدين الذين ضربوا أبلغ الأمثلة في الفداء والتضحية، ورسموا أروع صور البطولة والاستبسال، وجابهوا العدو بأخلاقيات تسمو فوق المعاني، فصاروا أهلا لاعتزاز الوطن ولتباهيه بهم، جيلا بعد جيل«، وتوقف الرئيس بوتفليقة في كلمته عند التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري، مبرزا أنه في مثل هذا اليوم نتذكر كل الذين ضحوا من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، قائلا » أننا سنتذكر اليوم، تلك المواقف في ظرف تمضي فيه الجزائر قدما في سائر المجالات، سواء في الوعي الوطني الرصين وترسيخ المواطنة أو في تكريس السلم والمصالحة الوطنية وتثبيت الثقة وتجسيد طموحات شعبنا من خلال البرامج الإنمائية، وأضاف قائلا: » إنه موعد نؤكد فيه عزمنا وتصميمنا على مواصلة رسالة الشهداء، رسالة نوفمبر، ونحن بصدد الاحتفال المخلد للذكرى الستين لاندلاع ثورتنا المجيدة خلال هذه السنة كلها«.
وفي ذات السياق، أوضح الرئيس بوتفليقة أنه » لا مندوحة لنا مواصلة هذه الرسالة، عن فعل ما ننطق به حين ننشد نشيدنا الوطني الخالد، علما أن كتابة التاريخ فرض عين ومهمة حيوية للغاية، وأن رواية وقائعه من قبل الذين صنعوه أو عايشوه لا تحتمل التأجيل أو التسويف«، ومن هذا المنطلق أكد رئيس الجمهورية أن »كل ما سيدون سيفيد، ولا شك، المؤرخين الأكاديميين بالمعطيات النزيهة الدقيقة حول الأحداث وأبطالها من قبل من شارك فيها«، ملحا على أن الغاية من هذا هو تعريف الأجيال بأسلافها من القادة المنظرين والقادة المؤطرين لصفوف المناضلين والمجاهدين والمسبلين. وفي سياق متصل، ذكر رئيس الجمهورية أنه في هذا اليوم انتهى المستعمر إلى الإقرار بأنه ليس له من مخرج سوى توقيع اتفاقيات إيفيان بعد أن باء بالفشل كل ما استعمله من الأساليب الجهنمية لكسر صمود ثورة التحرير، وأبرز أن النصر قد أتى بعد أن قدم الشعب الجزائري ثمنا غاليا قوامه قوافل من الشهداء والآلاف من الأرامل والأيتام ومئات الآلاف من السجناء والمعتقلين والمعطوبين، فضلا عن تدمير الآلاف من القرى والمداشر وتخريب ممتلكات أبناء الشعب الجزائري ونهبها«. وخلص رئيس الجمهورية إلى القول أن »الثورة الجزائرية التي تندرج في دينامية كفاح الحركة الوطنية وتستمد منطلقاتها من بيان أول نوفمبر 1954 التاريخي، فرضت نفسها كأسوة للعديد من الثورات عبر العالم ومن ثمة، ساهمت بقوة في حصول بلدان شتى على استقلالها، وذلك بفضل إنجازاتها وتضحياتها المبنية على قيم ومثل عليا جعلت منها مرجعا عالميا لسائر الشعوب المستعمرة التواقة إلى الحرية والكرامة والسيادة«.