أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس عزم الجزائر وتصميمها على مواصلة رسالة الشهداء, مشيرا الى أنها ستتذكر تلك المواقف في ظرف "تمضي فيه قدما في سائر المجالات". وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها إلى المشاركين في احتفالات عيد النصر بغرداية قرأها نيابة عنه محمد بن عمرز رهوني, مستشار لدى رئيس الجمهورية, "أننا سنتذكر, اليوم, تلك المواقف في ظرف تمضي فيه الجزائر قدما في سائر المجالات, سواء في الوعي الوطني الرصين و ترسيخ المواطنة أو في تكريس السلم والمصالحة الوطنية وتثبيت الثقة وتجسيد طموحات شعبنا من خلال البرامج الإنمائية". وأضاف قائلا: "إنه موعد نؤكد فيه عزمنا وتصميمنا على مواصلة رسالة الشهداء, رسالة نوفمبر, ونحن بصدد الاحتفال المخلد للذكرى الستين لاندلاع ثورتنا المجيدة خلال هذه السنة كلها". وفي ذات السياق, أوضح الرئيس بوتفليقة أنه "لا مندوحة لنا مواصلة هذه الرسالة, عن فعل ما ننطق به حين ننشد نشيدنا الوطني الخالد (...)", علما أن كتابة التاريخ فرض عين ومهمة حيوية للغاية, وأن رواية وقائعه من قبل الذين صنعوه أو عايشوه لا تحتمل التأجيل أو التسويف". ومن هذا المنطلق, أكد رئيس الجمهورية أن "كل ما سيدون سيفيد, ولا شك, المؤرخين الأكاديميين بالمعطيات النزيهة الدقيقة حول الأحداث وأبطالها من قبل من شارك فيها", ملحا على أن الغاية من هذا هو "تعريف الأجيال بأسلافها من القادة المنظرين والقادة المؤطرين لصفوف المناضلين والمجاهدين والمسبلين". وفي سياق متصل, ذكر رئيس الجمهورية أنه في هذا اليوم "إنتهى المستعمر إلى الإقرار بأنه ليس له من مخرج سوى توقيع اتفاقيات إيفيان بعد أن باء بالفشل كل ما استعمله من الأساليب الجهنمية لكسر صمود ثورة التحرير". وأبرز أن النصر قد أتى "بعد أن قدم الشعب الجزائري ثمنا غاليا قوامه قوافل من الشهداء و الآلاف من الأرامل والأيتام ومئات الآلاف من السجناء والمعتقلين والمعطوبين, فضلا عن تدمير الآلاف من القرى والمداشر وتخريب ممتلكات أبناء الشعب الجزائري ونهبها". وخلص رئيس الجمهورية الى القول أن "الثورة الجزائرية, التي تندرج في دينامية كفاح الحركة الوطنية وتستمد منطلقاتها من بيان أول نوفمبر 1954 التاريخي, فرضت نفسها كأسوة للعديد من الثورات عبر العالم و من ثمة, ساهمت بقوة في حصول بلدان شتى على استقلالها, وذلك بفضل إنجازاتها وتضحياتها المبنية على قيم ومثل عليا جعلت منها مرجعا عالميا لسائر الشعوب المستعمرة التواقة إلى الحرية والكرامة و السيادة".