أساءت أحزاب المعارضة فهم الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أول أمس بفندق الرياض، حيث كان الخطاب موجها لمناضلي الحزب الذين دعاهم إلى فهم إيديولوجيات وأفكار وتاريخ الأحزاب التي يتعامل معها الأفلان، وقد استدل سعداني بحزب جاب الله وحركة مجتمع السلم، في الوقت ذاته دعا إلى تهذيب السياسة وتأطير المجتمع وتقديم برامج يستفيد منها الشعب والدولة. انتقدت المعارضة الخطاب الذي ألقاه الأمين العام للأفلان خلال الندوة الجهوية للتكوين السياسي لإطارات الحزب، حيث تم تأويل التصريحات التي أدلى بها وتحريف مضامينها بالرغم من أنها كانت واضحة ومخصصة لمناضلي الحزب ولم يرد سعداني التهجم على أي حزب سياسي، كما تعمدت أحزاب المعارضة التهجم والتطاول على شخص الأمين العام للأفلان متعدية بذلك الأخلاق السياسية. الأمين العام للأفلان خاطب مناضلي الحزب بالقول »عليكم أن تتعلموا التاريخ، لا دخول للسياسة دون الدخول من باب التاريخ، فعليكم أيضا أن تعرفوا إيديولوجية الأحزاب التي تتعاملون معها، وسائلها، امتداداتها، علاقاتها الخارجية«، وأضاف سعداني أمام المناضلين قائلا »هناك أمثلة كثيرة، فحزب أخينا جاب الله يجب أن نعرف متى أنشأ حزبه، ما هي إيديولوجيته، هل هي إسلامية، ما هي علاقاته الخارجية والداخلية« وكذلك الحال بالنسبة لحركة مجتمع السلم حيث قال بصريح العبارة»حماس، متى أنشأت، من هي المجموعة التي أنشأت الحزب، إلى أين يمتد تواجدها، في الشارع، في الزاوية، في المسجد، ما هي وسائل تمويلها، وما علاقتها بحماس في فلسطين، مصر وسوريا«. وهنا دعا سعداني مناضليه إلى ضرورة الإلمام بتاريخ الأحزاب ومعرفة إيديولوجياتها من أجل ممارسة سياسة نظيفة، مؤكدا أن العمل السياسي في الجزائر غير مهذب وأن هناك أشخاص تدعي أنها أحزاب، حيث أشار إلى جيلالي سفيان قائلا »إنه شخص جامعي يحمل فكرة مثله مثل أستاذ في الجامعة أو معلم في المدرسة يريد تبليغها لكنه لم يجد المكان ولا يستطيع أن يجد مكانا مثل جبهة التحرير الوطني«، إذ أن سعداني لم يجرح في شخص جيلالي أو قذفه أو شتمه، لكنه انتقده سياسيا وبلغة مهذبة ومحترمة، إلا أن سفيان جيلالي تهجم على الأمين العام ب»لغة دنئية« على صفحات الجرائد كعادته، حيث تحداه سعداني بأن يعقد اجتماعا يضم مناضلين في قاعة ويعرض برنامجه السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، وأضاف سعداني بأن مساحته هي مساحة جريدة واجتماعاته يعقدها في التلفزيون. وقد تأكد ما صرح به سعداني الذي قال بأن السياسة في الجزائر غير مهذبة، حيث لا تزال هذه الحزيبات تتطاول على الأشخاص وعلى المؤسسات وتشكك في كل ما تعلق بالموالاة، محذرا الذين يحاولون اللعب باستقرار الجزائر، وهو ما استهجنته المعارضة وظنت أن الحديث موجه إليها غير أن المؤكد أن المعارضة لم تستوعب كلام سعداني أو تعمدت عدم الفهم وجعلت من نفسها »الغريق الذي يتعلق بقشة«.