حكمت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة ب 20 سنة سجنا نافذا في حق الشيخ القاتل المدعو "ص.ع" في العقد السابع من عمره وهو أحد العناصر الفاعلة لفرقة الدفاع الذاتي لقرية الزوبية البعيدة ب 5 كلم عن ببلدية بين الويدان غرب ولاية سكيكدة والمتهم بقتل زوجة ابنه "ب.ن". أطوار وتفاصيل الجريمة النكراء التي هزت مشاعر سكان القرية تعود إلى يوم 16 جويلية من السنة الماضة حين أقدم المتهم على قتل زوجة ابنه رميا بالرصاص مستعملا سلاحه الناري الذي يمتلكه في إطار مهمته بالدفاع الداتي من نوع "كارابين" عيار 30 ملم، ليسلم نفسه مباشرة لفرقة الدرك الوطني بذات البلدية. وبعد التحقيقات التي أجرتها معه الضبطية القضائية لتمالوس أحيل ملف القضية إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة تمالوس وتمت بموجبه متابعة المعني بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وقد اعترف الشيخ القاتل أمام الضبطية القضائية بارتكابه لجريمة القتل العمدي إلا أنه أنكر ظرفي الإصرار والترصد. وصرح المتهم بأن الضحية، وهي زوجة الابن، كانت تعيش في ظروف عادية مع عائلته إلا أنها ومع بداية شهر جوان من السنة الماضية بدأت معاملتها لأفراد العائلة تتغير وأصبحت كثيرة الغضب، وقد قامت يوم 16 جويلية الماضي بتحضينه من الخلف وأنها قد اغتسلت وقد طلب منها على الفور عدم تكرار هذا العمل معه مرة أخرى، وبعدها خرج وأحضر سيارة لنقلها إلى بيت أهلها كما طلبت هي منه بعد هذه الحادثة إلا أنها تراجعت ورفضت الذهاب معه في نفس السيارة ووجهت له كلاما جارحا بقولها "كنت أظنك كوالدي لكنك أردت الاعتداء علي يا كلب يا رخيص". المتهم عاود في نفس اليوم الطلب من الضحية بمغادرة المنزل إلى مسكن أبيها غير أنها رفضت وقامت، حسب تصريحه للضبطية القضائية، بسبه وشتمه وقد حاول ضربها إلا أن زوجته تدخلت ومنعته من ذلك، ولما رفضت الضحية مغادرة المنزل هدّدها بواسطة السلاح الناري المزود بخمسة عشر خرطوشة وأكد لها أنه سيقتلها إن هي رفضت مرة أخرى مغادرة منزل العائلة . الضحية وبعد أن تلقت صفعة من المتهم خرجت من بيتها إلى منزل أحد الجيران حيث انتقلت إلى هناك فألتحق بها رفقة ابنه "م.ع"، هذا الأخير أقنعها بالعودة إلى مسكن أبيها ريثما تهدأ الأمور ويأتي زوجها العامل بعيدا عن المنزل لتستجيب لطلب ابن المتهم وألهمت مغادرة البيت في الوقت الذي حمل فيه ابن المتهم طفلتها البالغة من العمر أقل من شهر واحد ولكن المتهم لحق بهم ثم وجه لها طلقة نارية بواسطة البندقية فأرداها قتيلة وتركها تتخبط في دمائها . المتهم وخلال مثوله أمام هيئة المحكمة اعترف بارتكابه جريمة القتل، وصرح بأنه لما عاد من الجبل أين كان رفقة عناصر الدفاع الداتي في مهمة وضع بندقيته جانبا في غرفته وتوجه إلى الضحية ليطلب منها مغادرة المنزل والعودة إلى بيت أبيها إلا أنها رفضت طلبه وشتمته وقالت له بهذه العبارات "يا ابن حرام، يا كلب يا رخيص"، ثم توجهت بعد أن صفعها إلى منزل الجيران. كما اعترف المتهم كذلك أمام المحكمة بأن الضحية كانت تتمتع بسلوك حسن وبأخلاق حميدة ولم يلاحظ عليها أي أعمال منافية للأخلاق كما لم يفهم - حسب أقواله- اتهام الضحية له بمحاولة الاعتداء على شرفها وله زوجات أخريات لأبنائه يعشن معه في نفس المسكن العائلي ولم يبدر منهن أي قول أو عمل يسيء إلى سمعته. الإخوة الثلاثة للضحية والذين كانت الضحية قد اتصلت بهم قبل وفاتها بيومين لتطلب منهم الحضور إلى بيت زوجها لنقلها إلى مسكن والدها الكائن بسكيكدة أصروا أمام المحكمة على أن أختهم ورغم إلحاحهم عن طريق الهاتف وأثناء الحضور الشخصي لم تتفوه ولو بكلمة واحدة حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى طلب مغادرة بيت الزوجية، فيما أن الأخ الأكبر لها حضر في صباح نفس اليوم الذي قتلت فيه أخته إلا أنه رفض نقلها إلى مسكن والدها بطلب من والده إلى حين أن تتبين الأمور بصورة جيدة. أما زوجة المتهم "ق.ح" فقد صرحت للمحكمة بأن زوجها سبق له وأن طلب من الضحية مغادرة البيت أو أنه سيقوم بقتلها إذا تمادت في رفض طلبه، مؤكدة أن العائلة كلها لا تعلم بتاتا بالسبب الحقيقي للمشاكل القائمة بين الضحية والمتهم رغم أنها حاولت معرفة ذلك مرارا وهو نفس التصريح الذي أدلت به ابنة المتهم. زوجة المتهم قالت كذلك لهيئة المحكمة بأن زوجها المتهم طلب من الضحية وبحضورها هي شخصيا مغادرة البيت العائلي وعدم الرجوع إليه نهائيا حتى رجوع زوجها الغائب بسبب ارتباطاته العملية ليتدبر أمرها، ولما شتمته صفعها وعندما تدخلت لمنعه من ذلك صفعها هي أيضا وقال بأن هذه المرأة إن لم تخرج من هذه الدار سأقتلها لأنها قتلتني بفمها. وعندما وجه رئيس المحكمة سؤالا إلى زوجة المتهم حول وجودها لوحدها في البيت عندما يتوجه كامل أفراد العائلة لجني الزيتون ردت بالنفي القاطع لأن هناك بناتها اللواتي لا يقمن أصلا بجني الزيتون، أما الابن الأكبر للمتهم "م.ع" 40 سنة والذي اعتبرته هيئة المحكمة شاهدا