تواصلت أمس أشغال المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني لليوم الثاني على التوالي، حيث شهدت الأشغال مناقشات المندوبين الذين تطرقوا إلى مختلف القضايا التي تهم الحزب وكيفية تطويره والرقي به لتأكيد مكانته في الساحة السياسية، كما تمت المصادقة على لوائح المؤتمر السبع من بينها القانون الأساسي الذي يحدد طريقة انتخاب الأمين العام للحزب الذي يكون عن طريق اللجنة المركزية التي ستتشكل ما بين 455 إلى 505 عضو، ومن جهتهم زكى المندوبون في مداخلاتهم رئيس المؤتمر عمار سعداني لأن يكون أمينا عاما للأفلان. محمد سعيدي استؤنفت أشغال المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني الذي انطلقت أشغاله أول أمس الخميس بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف، وقد شرعت لجان المؤتمر السبع في مناقشة التقارير التي أعدتها اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر والمتعلقة بالقانون الأساسي، المنطلقات الفكرية، البرنامج العام، الانتشار الحزبي، المنتخبين، السياسة العامة والعلاقات الخارجية والجالية، حيث تمت المصادقة على اللوائح من طرف مندوبي المؤتمر والتي تضمنت عدة تعديلات جوهرية خاصة ما تعلق بمسألة انتخاب الأمين العام للحزب الذي سينتخب من طرف اللجنة المركزية عكس ما كان في السابق، إضافة إلى توسيع قائمة أعضاء اللجنة المركزية من 351 عضو إلى ما بين 455 و505 عضو، أما بخصوص ترشح ممثل الحزب لمنصب رئيس الجمهورية فقد أكد المؤتمر أنه من صلاحيات اللجنة المركزية وحدها. وفصلت المادة 35 من القانون الأساسي في مسألة شغور منصب الأمين العام للحزب تستند مهمة تسيير الحزب بالنيابة إلى عضو للجنة المركزية الأكبر سنا على أن تعقد دورة استثنائية للجنة في آجال أقصاها 30 يوما لانتخاب الأمين العام الجديد. وقد شرع المؤتمرون صبيحة أمس في النقاش وتبادل الآراء والأفكار أمام رئيس المؤتمر عمار سعداني، حيث قدم عدد من المندوبين وجهات نظرهم واقتراحاتهم التي صبت كلها في اتجاه تنظيم الحزب، عصرنته، تجديده وانتشاره في ربوع الوطن، كما أكد المندوبين أن الأفلان حزب عريق ويجب الحفاظ على الرسالة التي تركها الشهداء أمانة في أعناق أجيال الاستقلال، مجددين استعدادهم على خدمة برنامج الحزب ومسايرة برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيس الحزب الذي زكاه المؤتمرون أول أمس الخميس. وشدد المندوبون على ضرورة إقحام الشباب والنساء في العمل النضالي الحزبي، مجددين ثقتهم في سعداني الذي رفع شعار »التجديد والتشبيب« لهذا المؤتمر، علما أن عدد المندوبين النساء والشباب فاق 2000 مندوب ما يشير إلى عزم رئيس المؤتمر على ترقية مكانة الشباب في صفوف الحزب من خلال منح هذه الفئة الفرصة لتقلد مناصب قيادية في الحزب تجسيدا لشعار المؤتمر. وخلال اليوم الثاني من أشغال المؤتمر، أكد المشاركون على أهمية انتشار التي تتطلب تكييف خطابه السياسي بما يتطلع لطموحات الشباب وتكثيف العمل الجواري والتواصل مع المجتمع المدني والعمل على استقطابه واسترجاع التنظيمات الطلابية. وجرت أشغال اليوم الثاني من المؤتمر في أجواء نضالية سادتها الحيوية والنشاط من طرف المندوبين الذين قدموا مقترحات متعددة أين تم التأكيد على ضرورة تحديث آليات عمل الحزب وتوسيع دائرة. وبعد المصادقة على لوائح المؤتمر تم تشكيل لجنة الترشيحات لانتخاب أعضاء اللجنة المركزية من طرف مندوبي الحزب كل حسب محافظته، وقد شرع المندوبون ليلة أمس في هذه العملية التي ستفرز نخبة من الإطارات، الشباب والنساء الذين يمثلون المناضلين في قواعدهم وأن يكونوا همزة وصل بين الهيئات العليا والهيئات القاعدية للحزب. ولم يغفل المؤتمر العاشر القضيتين الفلسطينية والصحراوية، حيث جدد المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني موقفه المساند للقضيتين الصحراوية والفلسطينية وهو ما تضمنته لائحة العلاقات الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الذي يؤكد دعم الحزب لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر استفتاء حر وفقا لميثاق وقرارات ولوائح الأممالمتحدة، كما دعا المجموعة الدولية لتحمل مسؤوليتها تجاه القضية الصحراوية، مبديا حرصه على ضرورة استعادة الشعب الفلسطيني كل حقوقه المشروعة وأولها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. المندوبون يشرعون في انتخاب ممثليهم في اللجنة المركزية شرع أمس 6371 مندوب إلى المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني في انتخاب ممثليهم في اللجنة المركزية كل حسب محافظته، حيث ستتشكل اللجنة المركزية من 455 إلى 505 عضو تتوفر فيهم الشروط التي حددها القانون الأساسي الذي صادق عليه المؤتمر. شكل مكتب المؤتمر العاشر للأفلان برئاسة عمار سعداني لجنة الترشيحات لعضوية اللجنة المركزية، حيث شرع المندوبون في ساعة متأخرة من ليلة أمس في انتخاب ممثليهم في أعلى هيئة ما بين المؤتمرين وهي اللجنة المركزية. وقد حدد القانون الأساسي شروط الترشح لعضوية اللجنة المركزية حيث يشترط في المترشح للعضوية أقدمية في النضال تزيد عن عشر سنوات، بالإضافة إلى تزكيتهم من طرف المندوبين كل حسب محافظته، حيث سيكون للشباب والمرأة نصيب من العضوية خاصة وأن الأمين العام للحزب قد رفع شعار التجديد والتشبيب ودعا الشباب والمرأة إلى الانخراط بقوة في صفوف الأفلان. وجرت عملية الانتخابات في أجواء ديمقراطية تميزت بالهدوء وتسبيق المناضلين القدامى والأوفياء للحزب في الترشح، إضافة على لجوء العديد من المندوبين إلى تزكية ممثليهم قبل الانطلاق في عملية الانتخاب. المؤتمر يصادق على لوائح تعيد الأفلان إلى مكانته صادق المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني على لوائحه التي تضمنت نصوص وقوانين بإمكانها تجديد الحزب وعصرنته مثلما وعد به الأمين العام عمار سعداني، وعرفت اللوائح التمهيدية إثراءات ومناقشات من طرف المندوبين الذين قدموا إسهاماتهم. تضمنت لوائح المؤتمر العاشر للأفلان تعديلات جوهرية ستمكن الحزب من تبوأ الريادة في الساحة السياسية، حيث سيتدعم بإطارات ومناضلين شباب ونساء بإمكانهم تجديد العمل الحزبي وعصرنته وفق الاستراتيجة التي دعا إليها الأمين العام عمار سعداني، وقد عرفت اللوائح التمهيدية نقاشا مستفيضا من طرف المندوبين الذي قدموا اقتراحات جدية بإمكانها تقوية الحزب. ويسعى المؤتمر العاشر إلى وضع برنامج اقتصادي واجتماعي وثقافي يتماشى والتطورات الذي تشهدها الجزائر والمجتمع، حيث قدم اقتراحات عملية تتماشى وبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي هو رئيس الحزب والنهوض بالقطاع الاقتصادي وخلق بديل عن المحروقات. كما وضع المؤتمر العاشر خارطة طريق تتعلق بالسياسة العامة للحزب التي تتضمن المبادئ الأساسية للعمل السياسي وعلاقة الحزب بمؤسسات الدولة والأحزاب السياسية وكل ما له علاقة بنشطات الحزب وسياسته العامة، حيث يسعى الأفلان أيضا إلى الانتشار في ربوع الوطن والتقرب من المواطنين من خلال شرح برنامجه باعتبار الأفلان صمام أمان للجزائر. وعرفت مختلف اللوائح تعديلات خاصة القانون الأساسي الذي تمكن من سد الثغرات القانونية التي كانت تشوب القانون السابق خاصة فيما يتعلق بقضية شغور منصب الأمين العام ورئيس الحزب، عدد أعضاء اللجنة المركزية وكيفية انتخاب الأمين العام للحزب، حيث كانت هذه المواد مبهمة ما أدى إلى الفهم الخاطء والتأويل حسب الأهواء وبهذا يكون المؤتمر قد وضع حدا للتأويلات وفصل في العديد من القضايا التي كادت أن تعصف بالحزب في وقت سابق.