في لقاءه مع "صوت الأحرار" على هامش العرض المونودرامي "ريق الشيطان" من تمثيل باعلي وهيبة في إطار برنامج خارج المنافسة للدورة العاشرة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف يؤكد المخرج والسينوغرافي عزوز عبد القادر رئيس جمعية ''صرخة الركح'' من تمنراست أن المهرجان ساهم في إكتشاف مواهب الجنوب مسرحيا كما تحدث عن خياراته السينوغرافية و يتناول رأيه فيما يخص تسمية البعض لما يحدث من حراك مسرحي في منطقة شاسعة من الجزائر وهو الجنوب بمسرح الجنوب فضلا على جملة من القضايا التي تشغل باله كمسرحي شاب. هل شح الإمكانيات وراء إختياركم العرض المونودرامي » ريق الشيطان » للمشاركة في مهرجان؟ لا ليس بالضرورة ، فالمونودراما من الأشكال والتوجهات الجديدة في المسرح عموما ليس الجزائري فقط بل العربي والعالمي ، كما أنه شكل مسرحي إقتصادي يساعد على تنقل الأعمال ومشاركتها في المهرجانات بسهولة وقد تحتم عليك الظروف في بعض الأحيان تبني خيار المونودراما لكن ليس دائما ، وخيارنا المساهمة خارج المنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بمونودراما » ريق الشيطان » ليس لهذه الأسباب بل لأن النص الذي كتبه العراقي فالح عبد المحسن أعجبني كثيرا لشحناته الإنسانية ونظرته الفلسفية الرمزية وأسئلته الوجودية التائهة وعمق أبعاده النفسية و استفزني وأغراني لإخراجه. العرض حقق نجاحات عديدة وتوج بجوائز ، أين يكمن السر؟ أنا جد سعيد بجملة الجوائز التي توج بها العرض في العديد من المهرجانات داخل وخارج الجزائر وهو تتتويج للجهود التي نقوم بها ومن بين الجوائز التي فاز به العمل ، الجائزة الأولى في الأيام الوطنية للمونودراما الأغواط ، جائزة أحسن أداء نسائي وأحسن سينوغرافيا في الدورة الخامسة عشر لمهرجان البقعة الدولي للمسرح بالسودان ، مهرجان المسرح بأدرار وشاركنا بالمهرجان السنوي للمسرح النسوي »مرا» بتونس . ماهي تيمة العرض وجوهره؟ العرض يحكي برمزية ما يعانيه الإنسان العربي من تمزقات وصراعات وما يكتنف يومياته من محن وحروب وحالة التيه التي يعيشها الإنسان العربي وانشغاله بالبحث عن الأمان والسلام خاصة في ضل ما أفرزته الثورات العربية من مصائب جديدة تضاف إلى قائمة هموم المواطن العربي البسيط بأحلامه و انطلاقا من جملة » الرذيلة إذا كانت سببا في الديمومة فهي ليست فضيلة » ينبني العرض الذي يحمل إسقاطات عديدة على الراهن العربي . إعتمدت على عناصر شحيحة في صياغة السينوغرافيا، لماذا؟ الخيار السينوغرافي يتكأ على البيئة التي ولد وتمخض فيها العمل وبالتالي عناصر الرمل وآلة الإمزاد و اللباس والعمامة والبخور المتصاعد ليخلق أجواء معينة سحرية وغيرها من عناصر التي إخترتها محلية تعكس التراث الشفوي والمعماري المحلي و روحه لأنني أعتقد أن الإنطلاق من القيم المحلية وجمالياها ضروري للتعريف بالموروث الثقافي الجزائري المتنوع والثري بعناصره وطاقاته. هل ساهم المهرجان الوطني للمسرح المحترف في التعريف بمبدعي المسرح في الجنوب؟ بالطبع ، ساهم المهرجان والقائمين عليه في نفض الغبار على الطاقات والمواهب المسرحية الموجودة في الجنوب ، كما إستفدنا كثيرا من الورشات التي كان يخصصها المسرح الوطني الجزائري في مجال الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا وغيرها من عناصر العمل المسرحي وساعدنا و بتأطير من الأساتذة المختصين من إكتساب أدوات العمل المسرحي المحترف والعلمي تطعيما لمواهبنا ، وسمح لنا بالإحتكاك مع مختلف التجارب القادمة من عمق الجزائر وهي فرصة للتعارف بين مختلف الأجيال المسرحية ، كما لا ننسى دور محي الدين مدير دار الثقافة بتمنراست سابقا ، ووسائل الإعلام التي عرفت بالأسماء المسرحية القادمة من الجنوب . هل أنت مع أو ضد تسمية مسرح الجنوب؟ أنا ضد التقسيم الجغرافي للإبداع سواء تعلق الأمر بالمسرح أو الأدب عموما وأحبذ تسمية المسرح في الجنوب لأن فضاء الجزائر شمالا وجنوبا شرقا وغربا هو من يحيط بنا ويجمعنا من أجل تقديم أجمل صورة عن الفن الرابع.