التزمت الجزائروتونس بتعزيز التعاون الأمني المشترك لتأمين الحدود المشتركة في ظل التهديدات الأمنية في محيطهما الإقليمي، لاسيما في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها تونس في الفترة الأخيرة والتي من شأنها تهديد أمن واستقرار البلدين الذين يتقاسمان حدودا برية، كما أن الجزائر لديها خبرة معترف بها في مجال محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وبإمكانها أن تساعد الأجهزة الأمنية التونسية في مواجهة الجماعات المسلحة في تونس من خلال تعزيز التواجد الأمني والعسكري في المناطق الحساسة ورفع مستوى العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والتي من شأنها تكثيف التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. يعتبر محاربة الإرهاب أحد أهم أولويات الحكومة الجزائريةوالتونسية لاسيما في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية في تونس آخرها الهجوم الإرهابي الذي أودي بحياة 39 شخصا معظمهم سواح في سوسة، حيث يعتزم البلدين على تكثيف التنسيق الأمني والعسكري في مكافحة الإرهاب، من خلال تعزيز التعاون في مجال تأمين الحدود عبر تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات والتحليل والتقييم وعقد الاجتماعات بين نقاط الإتصال والخبراء وتنظيم دورات للتكوين المتخصص والمساعدة التقنية المتبادلة ونقل التكنولوجيا وتحديث أنظمة المراقبة وتأمين وثائق السفر، كما يركز البلدين على أهمية تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن المختصة فيما يتعلق بالأنشطة الإرهابية، وكذا مواصلة مساعي مكافحة التطرف . ويترجم هذا التعاون في استقبال عدد من الشخصيات التونسية في الجزائر، آخره بعد الاستقبال الذي حظي به المبعوث الخاص للرئيس التونسي باجي قايد السبسي خميس جهيناوي من طرف الرئيس بوتفليقة، والذي قال إنّ العلاقات بين الجزائروتونس »علاقة إستراتيجية وأنّ تونس تحرص على تطويرها في كافة المجالات«، ونقل جهيناوي أن تونس حريصة على دفع هذه العلاقات خاصة في جانبها الأمني، وتناول اللقاء أيضا الأوضاع على مستوى المنطقة والتطورات الإقليمية وخاصة الوضع بليبيا مع تنامي ظاهرة الإرهاب التي تشكل خطرا على كافة دول المنطقة دون استثناء . كما استقبل رئيس الجمهورية قبل ذلك نظيره التونسي باجي قايد السبسي في إطار الزيارة التي يقوم بها هذا الأخير إلى الجزائر، وبحث الرئيسان الجزائريوالتونسي سبل تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة في المجال الأمني، بالنظر إلى الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها تونس في الفترة الأخيرة، وأكد بوتفليقة لضيفه استعداد الجزائر الدائم لدعم تونس في كل المجالات، خاصة وأن الاستقرار أمر ضروري بالنسبة لاستقرار الجزائر، وتنظر تونس إلى الجزائر كأهم حليف استراتيجي في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني، فالبلدان يتقاسمان حدودا برية، كما أن الجزائر لديها خبرة معترف بها في مجال محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وبإمكانها أن تساعد الأجهزة الأمنية التونسية في مواجهة الجماعات المسلحة في تونس، فضلا عن تبادل المعلومات حول تحركات المجموعات المسلحة، علما أن العمل الاستخباراتي أثبت نجاعته في الفترة الأخيرة، من خلال عمليات نوعية تستهدف رؤوس المجموعات المسلحة. ومؤخرا، كان قد نفى رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، خلال لقاء تلفزيوي مع القناة الوطنية »حكومية«، وجود فتور في العلاقات مع الجزائر بسبب إعلان تونس حليفا غير عضو في حلف شمال الأطلسي »الناتو«، وفق ما روجته بعض وسائل الإعلام، قائلا التنسيق الأمني بين البلدين مثالي، وتحدث عن وجود تعاون متقدم بهدف حماية الحدود المشتركة بينهما. وقال الحبيب الصيد في هذا السياق، أن التنسيق الأمني بين الجزائروتونس مثالي، معلنا عن وجود تعاون متقدم بهدف حماية الحدود المشتركة بينهما، ويأتي هذا التصريح في ظل الحديث عن إمكانية إقامة قاعدة عسكرية ل »ناتو« في المنطقة بعد أن فاوضت تونس على أمنها، حيث ستكون تونس بموجب هذه الاتفاقية تحت حماية حلف الناتو بالرغم من أنها لم تستفد من صفة العضو الكامل في حلف الناتو.