أجرى المبعوث الخاص للرئيس التونسي باجي قايد السبسي، خميس جهيناوي، أمس الثلاثاء زيارة إلى الجزائر العاصمة سلم خلالها رسالة خاصة من الرئيس التونسي إلى نظيره الجزائري لم يكشف عن فحواها سوى إعلانه بأنها تتصل برغبة تونسية في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.... وقد أكد الجهيناوي في تصريحات له عقب لقائه الرئيس بوتفليقة مساء أمس الثلاثاء، أنّ العلاقات بين الجزائروتونس هي علاقة استراتجية وأنّ تونس تحرص على تطويرها في كافة المجالات. وأضاف مبعوث الرئيس التونسي ان تونس حريصة على دفع هذه العلاقات خاصة في جانبها الامني.وأشار إلى أن لقاءه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تناول ايضا الاوضاع على مستوى المنطقة والتطورات الاقليمية وخاصة الوضع بليبيا مع تنامي ظاهرة الارهاب التي تشكل خطرا على كافة دول المنطقة دون استثناء. وتأتي زيارة الجهيناوي إلى الجزائر في ظل أنباء عن توتر في العلاقات التونسيةالجزائرية جراء جملة الاتفاقيات التي وقعتها تونس مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومع حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان الخبير الإعلامي بالعلاقات التونسيةالجزائرية، نصر الدين بن حديد قد أكد في تصريحات سابقة أن توترا يسود العلاقات التونسيةالجزائرية بسبب الاتفاقيات التي وقعها مستشار الرئيس التونسي محسن مرزوق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم عزز ابن حديد ذلك بتصريحات جديدة كشف النقاب فيها عن سحب الجزائر لسفيرها من تونس، وأكد أن عودته لن تكون إلا بعد رحيل الرئيس الباجي قايد السبسي وفريقه. لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر الدكتور عبد العالي رزاقي استبعد وجود أي شعور بالتوتر في العلاقات الجزائريةالتونسية لدى الطبقة السياسية في الجزائر، التي قال بأنها "غير معنية بالتدخل في الشأن السياسي الداخلي التونسي، وليست على عداء مع النهضة حتى تسعى لإقصائها". وأكد رزاقي في تصريحات سابقة أن الجزائر لا يمكنها أن تكون طرفا في الشأن السياسي الداخلي لتونس، وقال: "من المستحيل الحديث عن توتر في العلاقات الجزائريةالتونسية، ولا يمكن للجزائر أن تقطع علاقاتها مع تونس حتى لو أقامت هذه الأخيرة علاقات مع إسرائيل، تونس مهمة بالنسبة للجزائر، ولا يمكنها أن تتدخل في شؤونها، وقد كان بامكان الجزائر، التي تمتلك سلطة قوية على تونس، أن تفعل ذلك يوم اندلاع ثورات الربيع العربي، لكنها لم تفعل، نظرا للعلاقات التاريخية التي تربطها بتونس". ونفى رزاقي وجود أي تحفظ لدى الجزائر من مشاركة حركة "النهضة" التونسية في الحكم، وقال: "بالنسبة لحركة النهضة لا تشكل خطرا على الجزائر، وهي شبيهة بحركة مجتمع السلم عندنا، ودليلنا أن الرجل الثاني في حركة النهضة الشيخ عبد الفتاح مورو يقدم يوميا في أكبر القنوات التلفزيونية الجزائرية حديث رمضان الديني الذي يسبق موعد الإفطار، فلا يمكن للجزائر أن تتعامل مع قادة النهضة بهذه الطريقة وتسعى للانقلاب عليهم بطريقة أخرى"، كما قال.