وجّه مؤخرا الوزير الأول عبد المالك سلال مراسلة إلى المديرية العامة للوظيفة العمومية تتعلق بكيفية تجسيد التدابير الرامية إلى تعزيز التوازنات الداخلية والخارجية للبلاد، وتنفيذا لما تضمنته هذه المراسلة قامت هذه الأخيرة بتوجيه تعليمة تطبيقية إلى رؤساء ومفتشيات الوظيفة العمومية على مستوى الولايات، قالت لهم فيها أنه »بإمكان المؤسسات والإدارات العمومية استغلال المناصب المالية الشاغرة للنقل والترقية. تنفيذا لما تضمنته مراسلة وجهها الوزير الأول عبد المالك سلال يوم 1 أوت الجاري، بادرت المديرية العامة للوظيفة العمومية بتوجيه تعليمة إلى رؤساء ومفتشيات الوظيفة العمومية عبر الولايات، تأمرهم فيها تجسيد التدابير الرامية إلى تعزيز التوازنات الداخلية والخارجية، وذلك عن طريق استغلال المناصب المالية الشاغرة لإجراء عمليات النقل، ولا مانع وفق ما أوضحت من تجسيد عمليات الترقية الاختيارية بعد التسجيل على قوائم التأهيل، وعلى أن تتمّ هذه الأخيرة عن طريق التحويل التلقائي للمناصب المالية لرتب الانتماء، مع التذكير بضرورة استيفاء شروط التكوين في حالة توقف الترقية على متابعته. ولشرح وتوضيح ما يهمّ قطاع التربية الوطنية في ما نصّت عليه هذه التعليمة الوطنية الصادرة يوم 6 أوت الجاري أوضح الأستاذ مسعود عمراوي، عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن »المناصب الشاغرة في قطاع التربية يُعيّنُ عليها الراغبون في التنقل، كما يمكن استعمالها للترقية الاختيارية، أي لمن يرغب في ذلك بالتسجيل على قوائم التأهيل، مع التحويل التلقائي لمناصب الناجحين، أي كل من يستوفي شرط الخبرة للترقية يُرقى بغض النظر عن عدد المناصب المفتوحة، وسيتم تحويل رتبة انتمائه إلى الرتبة الجديدة، مع غلق رتبة الانتماء السابقة ولا يوظف عليها« .كما أن السلك الملزم بالتكوين للترقية بناء على القانون الأساسي وفق ما يصيف عمراوي »يجب أن يتلقى تكوينا من أجل الترقية بعد نجاحه مباشرة« .وضرب مثلا على ما يقول بمساعد تربوي رئيسي في الصنف 8، سجل نفسه وباختياره على قوائم التأهيل للترقية لرتبة مشرف تربوي وله 10 سنوات خبرة مهنية، وقال إن هذا الموظف »تتم ترقيته وفق ما تنص عليه التعليمة تلقائيا لرتبة مشرف تربوي في الصنف 10 بغض النظر عن عدد المناصب المفتوحة، ويغلق منصبه السابق الذي هو مساعد تربوي رئيسي ولا يوظف عليه«.
ونبّه الأستاذ عمراوي في ذات الوقت إلى أن هذه هي قراءته الأولى لما تضمنته التعليمة في انتظار اتصال اتحاد عمال التربية بالوظيفة العمومية، وإخبار الجميع بالخبر اليقين وفق ما قال، ولاحظ أن »رُتب الإدارة والتفتيش لا علاقة لها بهذه التعليمة، لأن الترقية لهذه الرتب خاضعة للمسابقة«، مع العلم وفق ما أوضح أن »هذه التعليمة هي تعليمة تعني كل قطاعات الوظيفة العمومية، وليست خاصة بالتعليم فقط«. وللمزيد من الشرح والتوضيح الأوّلي قال الأستاذ ياسين، العضو في نفس الهيئة النقابية: » إن المادة 84 مكرر تنص على أنه يُرقى لمشرف التربية المساعدون الرئيسيون للتربية، الذين تحصلوا بعد توظيفهم على شهادة الدراسات التطبيقية الجامعية، أو شهادة معترف بمعادلتها«. وتتمّ هذه الترقية التي تنصّ عليها هذه المادة »عن طريق المسابقة على أساس الاختبارات، أو عن طريق الامتحان المهني في حدود 30 بالمائة من المناصب المطلوب شغلها، ويشارك فيها المساعدون الرئيسيون للتربية الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة، و يُخصص على سبيل الاختيار بعد التسجيل على قائمة التأهيل في حدود 10 بالمائة من المناصب المطلوب شغلها للمساعدين الرئيسيين للتربية الذين يثبتون عشر سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة«، وعلى أن »يخصع المترشحون المقبولون طبقا للحالة الأولى والثالثة أعلاه، قبل ترقيتهم لمتابعة )بنجاح( تكوين، تُحدد مدته ومحتواه وكيفيات تنظيمه بقرار مشترك بين الوزير المكلف بالتربية الوطنية، والسلطة المكلفة بالوظيفة العمومية«.