أبدى عدد من المتوجّهين للبقاع المقدّسة في حديثهم ل»صوت الأحرار« تخوّفهم من خرق بعض الوكالات السياحة والأسفار المشاركة في موسم الحج لهذه السنة، للبنود الموقع عليها في دفاتر الشروط، كما حدث الموسم الفارط، حيث ارتكبت إخفاقات وأخطاء تنظيمية ومهنية فادحة، وأخلّت بالتزاماتها اتّجاه الحجّاج حدّ التخلّي عنهم بمجرّد وصولهم إلى البقاع أو»حشوهم« بداخل غرف تجاوزت ال5أفراد دون رقيب أو حسيب، هؤلاء أطلعوا »صوت الأحرار« على فحوى الشكاوي التي رفعوها إلى الدّيوان الوطني للحج والعمرة عقب عودتهم من حجّ خال من »الكرامة«. أكّد عدد من المواطنين الذين من المنتظر أن يتوجّهوا إلى البقاع المقدّسة، خلال هذا الموسم، عن تخوّفهم من تكرار سيناريو »البزنسة« الذي ذهبوا ضحيّة له، خلال مواسم الحجّ الفارطة، على يد وكالات أخلّت ببنود دفتر الشروط كليّا فيما طبّق البعض منها نصفه دون الآخر، حيث تحدّثوا عن شكاوي عديدة سبق وأن أودعوها خلال موسم الحجّ الفارط، على مستوى الدّيوان الوطني للحجّ والعمرة، أخطروا فيها بالاسم عن وكالات همّها جني الأموال ليس إلاّ، منها من عمدت إلى قبض الأموال مقابل تقديم خدمات مغرية، لا يجد الحاجّ منها سوى حبرا على ورق بمجرّد أن تطأ قدماه أرض السعودية . فيما افترش آخرون طرقات "منى".. حجّاج أقاموا وسط الجرذان والحشرات الشكاوي التي تلقّاها الدّيوان الوطني للحج والعمرة، خلال مواسم الحجّ الفارطة، تمحورت حول »سوء الاقامة«، وتشمل الاقامات البعيدة عن الحرم، ل»رخس ثمنها«، حيث تقوم الوكالة باستئجار غرف بفندق بعيد عن الحرم بأثمان زهيدة بينما تقبض ضعفها من الحاجّ الذي يدفع ثمنها أموالا وعناء المسافة الفاصلة، كما عمدت وكالات أخرى إلى كراء إقامات »تنعدم بها أدنى شروط النّظافة، حيث وجدنا أنفسنا وسط الجرذان ومختلف الحشرات الضارّة«، بل ومنهم من لجأ إلى افتراش الطرقات أمام ضيق مساحة منى. الحجّاج المبلّغون عن التّجاوزات الخطيرة لبعض الوكالات السياحية »المتقاعسة«، ذكروا أيضا لجوءها إلى »نقلهم على متن حافلات مهترئة وغير محترمة« بدل حرصهم على راحة ضيوف الرّحمان. ليس من أجل أداء المناسك... مرضى وسط الحجيج بغرض العلاج مصادر مطّلعة أكّدت ل»صوت الأحرار« لجوء »بزناسية« بعض الوكالات، خلال موسم الحجّ الفارط، إلى جني أموال باهضة من خلال تحويل الموسم إلى »حجّ تجاري«، من خلال تواطؤهم مع بعض المرضى من خلال تسفيرهم إلى السّعودية لآداء مناسك الحجّ ظاهرا بينما يوجّهون للعلاج بأحد المستشفيات هناك، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل عن عملية مراقبة عمل الوكالات التي كثر الحديث عنها آنذاك قبيل انطلاق أوّل رحلة نحو البقاع المقدّسة. محدّثونا أكّدوا تورّط أطبّاء »باعوا ضميرهم« من خلال قبض الثمن بتزوير الدفتر الصحي للحاج، بحيث تأكّد وجود مصابون بأمراض مستعصية ومنها السرطان والقصور الكلوي وحتى نساء حوامل ومختلّون عقليا ضمن الحجاج، وبذلك ضربوا عرض الحائط بفحوى قائمة الأمراض الممنوع على حامليها أداء مناسك الحج. وقد سبق لمدير ديوان الحج والعمرة السابق وان كشف ل»صوت الأحرار« تسجيل بين مواسم حج 2008 إلى 2014، ترحيل ما يربو عن 143 حاج من البقاع المقدسة إلى الجزائر لأسباب صحية، مقابل اكتشاف إصابة 268 حاج بأمراض عقلية عقب إخضاعهم للفحص بالمركز الصحي للبعثة الجزائرية في البقاع المقدسة أو بالمستشفيات السعودية، إلى جانب إصابة 12 حاجا بمرض القصور الكلوي وتسجيل ولادتين واحدة بمكةالمكرمة وأخرى بالمدينة المنورة و7 حالات سرطان. ضياع عشرات الحجيج ووكالات "غائبة" في ذات السّياق كشف حجّاج ل»صوت الأحرار« أخطاء فادحة ارتكبتها وكالات سياحية، خلال موسم الحجّ الفارط، حيث أكّد حاج أنّ والده البالغ من العمر 90 سنة تاه وسط تدافع الحجيج لرمي الجمرات، بينما وجد هاتف ممثّل الوكالة التي من المفروض أن ترافقه مغلقا، ممّا اضطرّه إلى التبليغ عن اختفاء والده بنفسه ممّا أطال إجراءات العثور عليه، بينما أكّد حاجّ آخر حدوث حالات تيهان وتخلّف وسط الحجّاج كبار السنّ أو الجدد وخاصّة النّساء منهم، بينما» لم تقم الوكالة التي رافقتهم بمهمّة التّبليغ عنهم في حينها، وخلق تماطلها حالة من الفزع وسط بقية الحجيج، ومنهم من أضاع وقته في البحث عن البعثة بعد تخلفه عنها بحثا عن مرافق تاه«، كما ذكر محدّثونا لجوء وكالات سياحية إلى ترك معتمرين بالسعودية إلى غاية تأدية موسم الحج. بينما ذكرت حاجّة أخرى أنّ الوكالة التي سافرت معها لم تكلّف نفسها عناء متابعة عديد الحالات التي تاهت وسط الحشود وتركت المهمّة ل»تضامن الجزائريين فيما بينهم«، بينما يرجع السّبب لعدم منحهم شارات»بادج« يعرفون بها، بينما ذكر حاج آخر »الرعونة في تعامل بعض ممثّلي الوكالات مع كبار السنّ وعدم تحليهم بالمرونة«. نجّار وحدّاد لإرشاد الحجّاج! أكّد حجّاج ل»صوت الأحرار« لجوء وكالات سياحية تعمد إلى التّشهير بخدماتها المغرية كلّما حلّ موسم الحجّ والعمرة، من خلال تسطير أرقى الخدمات وبأقلّ الأثمان، بينما لا يجد الحاج أو المعتمر منها شيئا على أرض الواقع، حيث »تنقص الوكالة فيها وتزبرها« بمجرّد قبض أثمانها، وذكر لنا أنهّ وقف على »استعانة هذه الوكالات بمرشدين دينيين لا علاقة لهم البثّة بالدّين وبعضهم لا يحفظ من القرآن الكريم سوى قصّار السّور، بينما يعمد من هم أقلّ »تقاعسا منهم« إلى إرفاق الحجيج بمرشدين مبتدئين لا يفقهون من الشّعائر سوى ما حفظوه عن ظهر قلب من الكتب التي تمنح مجّانا ولا تباع«. محدّثنا ذكر لنا باستغراب شديد استعانة بعض الوكالات بنجّارين وحدّادين وميكانيكيين»لأنهم يصلّون الصّلوات الخمس ويحظرون بعض الحلقات بالمسجد، بينما لم يتلقّوا أيّ تكوين في مجال الحجّ ولا العمرة ولا يحوزون أيّ وثيقة تزكية من أيّة جهة رسمية مخوّلة«، بينما »راحوا يعاتبون الحجيج عن عدم تفقّهم في الدين قبل التوجه إلى أداء المناسك«.
إمكانية تعرّف الحاج على مكان إقامته قبل السّفر أطلق الدّيوان الوطني للحجّ والعمرة، عبر موقعه الالكتروني تجربة فريدة من نوعها تسمح للحاج الجزائري بالتعرّف على العمارة والغرفة التي سيقيم بها خلال الموسم الجاري، بحيث يمكنه الإطلاع من خلال الصور والفيديوهات على الفنادق المؤجّرة من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة في مكةالمكرمة، ومن ثمة اختيار إقامته في مكة من خلال أرقام الرحلات وتواريخها المرتبطة بالفنادق، مع الحرص على إقامة الحجاج الميامين بعمائر قريبة من الحرم على خلاف السنوات الماضية، حيث إن أطول مسافة عن الحرم المكي تصل 950 مترا لعمارة واحدة فقط أما باقي العمائر تتراوح مسافاتها بين 260م إلى 450 م 500 م، ناهيك عن أحقيته في غرفة محترمة وواسعة بمسافة تبلغ 4 متر مربع للحاج الواحد. ذات الإجراء الجديد سيجعل الحاج الجزائري يتفادي القلق الذي ينتابه بسبب جهله بمكان إقامته، وبذلك تكون لديه »صورة واضحة« عن الغرفة التي سيقيم بها وعدد الأسرة، ناهيك عن إقامة ضيوف الرحمان في عمارات كلها قريبة من الحرم المكي، كما سيرافق 4 مؤطرين استفادوا من فترة تكوين، اثنان من الحماية المدنية وطبيب ومرشد ديني حجّاج كلّ رحلة، بحيث يكون تجسيد الاتصالات وتبادل المعلومات بينهم وبين الحجاج سيكون انطلاقا من المطار، والأهم في جديد هذا العام انتقاء كفاءات شابة من مختلف القطاعات المهنية لتأطير عملية الحج، بحيث يتكوّن أعضاء البعثة من 800 عنصر يتشكلون من قطاعات مختلفة. إعاشة مضمونة ونقل مريح وخيم مكيفة موسم الحج لهذا الموسم سيؤطره 45 وكالة سياحية من بينها وكالتان عموميتان، كما أن الموسم الجاري سيميزه »حج الكرامة«، بحيث أن السلطات السعودية مطالبة بعدم تجاوز 5 حجاج في الغرفة الواحدة، كما سيرافق الديوان 14100 حاج، 2400 سيتكفل بهم النادي السياحي و8000 حاج سيتكفل بهم الديوان الوطني للسياحة والأسفار، بينما وزعت البقية على الوكالات السياحية الخاصة. الجديد الذي كشف عنه عزّوزة يشمل أيضا ضمان نقل جيد مريح ومكيف أيضا، شانه شأن اختيار خيم مكيّفة، وكذا استحداث مسار الكتروني الذي يدخل حيز الخدمة من خلال عقد بيانات السكن وتأجير العمائر، والتكفل بملف الإعاشة، كما وعد عزوزة بتكريم الوكالات السياحية والأسفار الناجحة برفع حصتها من عدد الحجاج خلال مواسم الحجّ القادمة مع خصّها بامتيازات أخرى توعّد بمعاقبة الوكالات السياحية »المتقاعسة« التي أخفقت وأخلت بالتزاماتها وبدفتر الشروط وميثاق الشرف بسحب الاعتماد منها وحرمانها من تأطير عمليات الحجّ المقبلة. والسؤال الذي يطرح عشية انطلاق اوّل رحلة تقلّ حجّاجنا الميامين نحو البقاع المقدّسة، هل سينجح يوسف عزوزة في تجاوز أخطاء سابقيه في تسيير موسم حجّ 2015؟.