نظمت الجمعية الوطنية للإعلاميين المتخصصين في السياحة "أقلام سياحية" بالتنسيق مع الديوان الوطني الجزائري للسياحة والأسفار "أونات" جولة إعلامية سياحية لمنطقة تيكجدة بولاية البويرة وذلك بمناسبة افتتاح موسم السياحة الشتوية، وعلى هامش هذا الحدث أكد كل من مدير السياحة للولاية وكذا مدير المركز الوطني للرياضة والتسلية بتيكجدة أن التوافد الكبير للعائلات الجزائرية على الموقع وكذا الوفود الرياضية الأجنبية دليل على أن كل الظروف مواتية بما فيها الأمنية التي أصبحت حسبهم لا تطرح تماما في الوقت الحالي. في المنطقة التي حاولت بعض الأطراف أن تصنع منها صورة قاتمة بعد الحادثة التي ذهب ضحيتها الرعية الفرنسي العام الماضي، كان لأزيد من عشرين إعلاميا يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية موعد مع طبيعة جبال لالة خديجة وبالتحديد منطقة تيكجدة السياحية وذلك يومي 3 و4 ديسمبر الجاري بمناسبة افتتاح موسم السياحة الشتوية،الذي تتخصص فيه المنطقة، حسب المسئولين وروادها، »بامتياز«. الجولة المنظمة في إطار البرنامج السنوي للجمعية الوطنية للإعلاميين المتخصصين في السياحة والتي تهدف للتعريف بمختلف المؤهلات السياحية على المستوى الوطني، تأتي هذه المرة لتسليط الضوء على منطقة سياحية ارتبطت سمعتها بالفترة للشتوية بالنظر لثلوجها التي تغطي قممها لعدة أشهر من السنة. منطقة تيكجدة التي استقبلت حوالي 25 إعلاميا نهاية الأسبوع المنصرم وهي تكتسي بما تبقى من الثلوج التي تساقطت خلال الأيام الماضية، فعلى ارتفاع 1478 متر على سطح البحر حيث ينتصب المركز الوطني للرياضة والتسلية بتيكجدة التابع لوزارة الشباب الرياضة، حل الوفد الذي لم يضيع فرصة مراقبة غروب الشمس على إحدى قمم جبال لالة خديجة المجاورة. و إن كان الهدف من هذه الخرجة هو التعريف بما تختزنه المنطقة من تنوع طبيعي وبيئي فإن الرسالة الأهم التي حرص الإعلاميون على بعثها من هناك لكل العالم أن »الجزائر بخير«، وهو ما أكد عليه مؤطرو هذه الجولة من جمعية »أقلام سياحية« والذين اعتبروا تنظيم هذه الجولة الإعلامية السياحية بالتعاون مع الديوان الوطني الجزائري للسياحة والأسفار تندرج ضمن سياق ما للسياحة الجبلية من دور في ترقية النشاطات المرافقة لها. وفي هذا الإطار ومن أجل استكشاف المنطقة، نظمت الجمعية بالتنسيق مع المركز الوطني للرياضة والتسلية بتيكجدة جولة عبر قمم المنطقة على الأقدام لمسافة ست كيلومترات وذلك للإطلاع على واحد من المسالك الجبلية الذي يقصده العشرات من المولعين بالطبيعة أسبوعيا إما لتسلق المرتفعات الوعرة أو للتنزه في الطبيعة والاستمتاع بالهواء الذي توفره ضلال أشجار الأرز وكذا ممارسة الرياضات الشتوية خلال فترات تساقط الثلوج الكثيفة. السير على الأقدام الذي شرع فيه الوفد الإعلامي رفقة المختص في المسالك الجبلية التابع للمركز في الفترة الصباحية في جو مميز ببرودة جبلية انبعثت من الثلوج التي تشبثت بالبقاء في أماكن متفرقة بين المنحدرات وحواف المسالك الترابية، لم يكن من المتوقع أن نصادف خلاله مجموعة من الشباب القادمين من مدينة البويرة للتخييم وقضاء نهاية الأسبوع في تلك المرتفعات وسط غابة كثيفة الأشجار. لكن المفارقة تزول حينما تتأكد أن المجموعة تعودت على تنظيم مثل هذه الخرجات إيمانا منها بضرورة الارتباط بالطبيعة. في حين أصروا من جهتهم على التأكيد بان »المشكل الأمني لا يطرح في هذه المنطقة« والدليل على ذلك أنهم يقضون ليلهم بكل راحة في هذا المكان الذي نصبو فيه خيما فردية للنوم وأوقدوا نارا، قالوا أنها للتدفئة وكذا إبعاد الحيوانات البرية عنهم. وفيما تواصل السير على الأقدام لغاية قمة »تيقناثين« التي تعني المكان المنبسط كان للوفد توفق عند إحدى المحطات الهوائية التي كان يستعملها المتزلجون على الثلج خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، لكن المؤسف أن هذا الهيكل لم يبق منه إلا بقايا مصعد هواني. في حين أن أيادي التخريب أتت حتى على الملاجئ التي كان يأوي إليها الصيادون وكذا الرياضيين عند هبوب عواصف ثلجية. وبعد أخذ كميات من الأكسيجين النقي على ارتفاع 1900 متر من على هذه القمة الجبلية المطلة على المركز الوطني للرياضة والتسلية، أخذ الوفد طريق العودة نزولا نحو »شالي كاف« أو ما يعرف خلال الحقبة الاستعمارية بمقر »النادي الألبي الفرنسي« والذي يعد في الوقت الحالي إحدى مرافق الإيواء الأربعة التابعة للمركز الوطني للرياضة والتسلية بتيكجدة، إذ يعد تحفة معمارية ومن شأنه استيعاب 30 مكانا، وحسب تصريح مديره مراد قري فإن المكان تعود على مدار السنة استقبال زبائنه الخاصين به من مختلف الفئات. وحاله حال فندق جرجرة الذي استقبل الوفد الإعلامي والذي تحول إلى هيكل من الطراز الرفيع بعد إعادة ترميمه خلال السنوات الأخيرة. وحسب مدير المركز اسماعيل مزياني فإن الفندق الذي يضم 65 غرفة يستقبل من موسم لآخر أعداد متزايدة من الزبائن، مؤكدا في نفس الوقت أن رقم أعماله في ارتفاع مستمر، مشيرا إلى أن المركز في طور إنجاز فندق آخر لمواكبة الطلب المتزايد إلى جانب تجسيد الأهداف المسطرة من طرف السلطات العمومية لترقية النشاطات التي لها صلة السياحة. وهو ما تأكد أيضا من خلال الإقبال المميز الذي شهده المركب نهاية الأسبوع من قبل العائلات وكذا الفرق الرياضية التي أصبحت فضل المكان لتقضية أوقات راحتها أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق. وقد أعلن في هذا الصدد مدير المركز أن فرقا من ليبيا وتونس والمغرب وكذا فرنسا أقامت معسكراتها التدريبية به خلال الأيام والأسابيع الماضية. وقد استقبلت منطقة تيكجدة نهاية الأسبوع المنصرم أعدادا هائلة من العائلات التي انتشرت إما في الأماكن المكسوة بالأعشاب لنصب موائد الشواء وصنوف المأكولات أو تلك التي فضلت الاستمتاع بالثلوج المتبقية في مناطق متفرقة من جبال جرجرة حتى أن هياكل الاستقبال بالمركز امتلأت عن آخرها، حسب تأكيد مدير هذه المؤسسة، الذي أضاف أن الإقبال أصبح لا يقتصر على فترة الشتاء فقط بل كذلك في الفصول الأخرى خصوصا في فصل الصيف. وهو ما أكده أيضا سالمي عمار المدير الولائي للسياحة والصناعة التقليدية الذي أعلن أن تيكجدة وحدها سجلت قضاء أزيد من 50 ألف ليلة العام المنصرم في وقت لم تسجل باقي ولاية البويرة سوى قضاء 40 ألف ليلة في نفس الفترة رغم الانتعاش المعروف في الأنماط السياحية الأخرى على غرار سياحة الأعمال وكذا السياحة الحموية. فيما تطمح الولاية إلى رفع قدرات الاستقبال التي لا تتعدى في القوت الحالي 620 سرير منها 320 بتيكجدة وحدها إلى مستوى 2000 سرير قبل حلول 2017 من خلال 11 مشروعا سياحيا في طور الانجاز إلى جانب مشروعين آخرين أعطيت لهم الموافقة مؤخرا.