وجود فندق المركز الوطني للرياضة والتسلية المنتمي إلى أحد مشاريع وزارة الشباب والرياضة بعد تدشينه في 11 ماي 2006، إلى جانب فنادق أخرى محدودة الاستقطاب، غير كاف لاستقبال الأجانب والرياضيين مستقبلا.. تلك كانت أهم نقطة وقف عندها الهاشمي جيار وزير الشباب والرياضة في زيارته التفقدية الأخيرة إلى ولاية البويرة، حيث وعد بتقديم الدعم لإعادة ترميم عدة منشآت تابعة إلى قطاعه بالأخص، شملت فندقا آخر تم حرقه وتدميره من طرف الجماعات الإرهابية في زمن العشرية السوداء، كما وعد جيار السلطات المحلية بإنشاء قاعة متعددة الرياضات، و مشروع آخر لإعادة تهيئة مركز الإيواء بتيكجدة التي انطلقت فيه الأشغال في 1976 وتوقفت بعدها لظروف استثنائية ومادية• الأولوية للشباب في احتواء "واد الكاف" قبل مصلحة الاتحادية ومديرية الغابات من جهة أخرى لاحظنا خلال جولتنا إلى منطقة تيكجدة تضاربا أو صراعا بين هيئتين حول مركب يدعى "واد الكاف" الذي يعاني التهميش منذ فترة طويلة، وبمجرد وصول الوزير إلى عين المكان، ذهب كل من عضو الاتحادية الجزائرية للتزحلق على الثلج والرياضات الجبلية إلى قص انشغالاته، بناء على أحقية الاتحادية في حيازة المركب، ليرد عليه رئيس مديرية الغابات للولاية مريبعي، ويؤكد أولوية وزارة الفلاحة في تبني إعادة تهيئة واد الكاف بناء على اتفاقية سابقة، بيد أن جيار قرر اتخاذ المركب كمسرح وقبلة للشباب الجزائري، وقبلة لهم من أجل التعرف على المنطقة وتبادل المعرفة. وأشار إلى أن المكان لن يكون حيزا لأي هيئة معينة، ولكنه في خدمة الشباب والسياحة، وطلب الوزير أن تكون البطاقة الفنية للمركب السبت القادم فوق مكتبه لدراسة ما يستلزم المكان من ترميمات، وكان عضو الاتحادية قد سبق إلى اقتراح ما تحتجه المنطقة من معدات، لتجديد العهدة مع الرياضة الجبلية، وأحصى ملفا ماليا يصل إلى 35 مليار سنتيم، لإصلاح المصاعد الهوائية الأربعة الرابطة بين نقطتي تيقوناتين ولاكوكارت أعلى قمة 2100، هذه الخطوط الهوائية المزودة بمصاعد أنجزت من طرف الفرنسيين في سنوات 73 و74، قبل أن تقف عن الاشتغال في سنة 1992، وتخرب بعدها من طرف أيدي الإرهاب الهمجي• مواطنو المنطقة يحكون قصة تيكجدة قبل وبعد العشرية السوداء انتهزنا بعض الوقت للاقتراب من أحد مواطني المنطقة، الذي اعتبر أن حياة جديدة عادت إلى منطقة تيكجدة، التي عاشت التهميش لأكثر من 16 سنة، قبل أن تستعيدها بقوة رجل الجيش الوطني، الذي سجل خطوة مهمة في رد الإرهابيين على أعقابهم، بعدما عششوا بغابات تيكجدة واستعملوا منشآتها أوكارا لهم قبل أن يخربوها. وأعرب أن سكان المنطقة لم يقصروا من جهتهم بالترحيب واستقبال أول الزائرين، الذين جاؤوا وفتحوا أبواب تيكجدة، قبل أن يتضاعف عددهم في السنوات الخمس الأخيرة، وخير دليل أن المكان أصبح لا يكاد يسع لاستقطاب زواره في أيام العطل الأسبوعية. ومن جهته عبر أحد عمال المركز الوطني للتسلية والسياحة أن الحجز في أيام العطلة يستلزم شهرا من قبل على الأقل، بالنظر إلى تهافت السياح الجزائريين على تيكجدة، خاصة في المدة الزمنية المتراوحة بين جانفي وأفريل• رياضيو التزحلق على الثلج بتيكجدة يصنعون التحديات في الوقت الذي كنا نود فيه زيارة ملعب "إسوال" التابع لبلدية الأصنام أوتيكجدة تعذر علينا ذلك، لأن انهيار الثلوج تسببت في قطع الطريق المؤدي إليه، ومع ذلك انتهزنا فرصة مشاهدة بعض الشباب والشابات يمثلون نادي هاوي من ولاية البيرة، يمارسون رياضتهم المحببة، وهي التزحلق على الثلج بإمكانيات معتبرة ومعتبرة جدا. مدرب أوقائد المجموعة انتهز فرصة وجود جبار لإدلاء انشغالات واحتياجات المجموعة، التي اقتصرت على عدة التزحلق، إلا أن المشكل أكثر من ذلك، لأن الرد على انشغال 6 أو7 رياضيين شيء بسيط، بالنظر إلى تميز المنطقة بجبالها الثلجية وتنوع تضاريسها، التي تحتاج إلى تهيئتها بالمنشآت الترفيهية وأعمارها بالفنادق الكافية، لكسب جميع المعايير الدولية، لجلب السياح الأجانب، وكذلك الرياضيين باختلاف اختصاصاتهم، لأن هواء تيكجدة ومناظرها الخلابة يجعل زائرها حائرا•