أعيد الأحد، انتخاب عبد القادر بن صالح على رأس مجلس الأمة، بعد بقاء إسمه في قائمة الأعضاء المعينين ضمن الثلث الرئاسين ويأتي هذا معاكسا لما ذهبت إليه قراءات أعلامية سابقة تحدثت عن قدوم شخصة أخرى على رأس الغرفة العليا للبرلمان. جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الثقة في عبد القادر بن صالح بعد أن جدد له في قائمة الثلث الرئاسي، مع الإشارة إلى أن بن صالح قد تمت إعادة تزكيته أمس على رأس مبنى الغرفة العليا، وهو ما يؤكد أن الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي يحظى بثقة القاضي الأول في البلاد، حيث جاء ذلك في أعتاب الإعلان عن الدستور الجديد الذي من المرتقب أن يتم تمريره على البرلمان بغرفتيه للتصويت عليه، خاصة وأن هذه الشخصية السياسية تحظى بثقة واحترام الجميع بالنظر إلى خطاباته الموضوعية والمتزنة في نفس الوقت، وتمكنه من إدارة شؤون هذه الهيئة التشريعية بكل اقتدار، بالنظر إلى الكاريزما التي يتمتع بها واطلاعه الكبير على خبايا مجلس الأمة الذي يترأسه منذ مدة. الهاشمي جيار رئيسا لكتلة الثلث الرئاسي من جانب آخر حلت 4 أسماء جديدة ضيوفا على مبنى مجلس الأمة، ويتعلق الأمر بكل من بن علي بن زاغو رئيس جامعة باب الزوار ومهندس إصلاحات قطاع التربية في عهد الوزير الأسبق بن بوزيد، إلى جانب بن بولعيد عبد الحق نجل الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد، كما حملت القائمة الجديدة اسم مدير التشريفات السابق في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد بن قرطبي نور الدين، وكذا عاشور رشيد. فيما تم تعيين الهاشمي جيار الوزير الأسبق وعضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني رئيسا لكتلة الثلث الرئاسي، ويحظى الهاشمي جيار باحترام زملائه أعضاء مجلس الأمة، علما بأنه يتوفر على تجربة سياسية كبيرة، حيث سبق له أن تقلد عديد المسؤوليات، وزيرا وواليا، كما أنه مؤلف لعدة كتب تاريخية وفكرية. محمد زبيري رئيسا لكتلة الأفلان بالسينا اختار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني عضو مجلس الأمة محمد زبيري ليكون رئيسا لكتلة الأفلان بالمجلس، وذلك خلفا للمنتهية عهدته عبد القادر زحالي مسؤول الشباب بالمكتب السياسي بالأفلان، وقد جاء اختيار زبيري الذي تم انتخابه عضوا بمجلس الأمة خلال التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة قبل نحو 3 سنوات، لاعتبارات عديدة يبدو أن سعداني رآها متوفرة في رئيس الكتلة البرلمانية بالغرفة العليا الجديد، وذلك وفق ما يخوله له القانون الأساسي للحزب الذي يمنح صلاحية اختيار رئيس الكتلة للأمين العام، مع العلم أن الأفلان أضحى يحوز الأغلبية في هذه الهيئة التشريعية ب 45 عضوا بعد ما أفرزته انتخابات التجديد النصفي التي جرت في 29 من ديسمبر المنقضي. "الأرندي" يختار بوزريبة رئيسا لكتلة "السينا" من جانبها اختارت قيادة حزب التجمع الوطني الديمقراطي عبد المجيد بوزريبة على رأس كتلتها بمجلس الأمة، حيث كان الأرندي صاحب الأغلبية في هذه الهيئة التشريعية التي عرفت تغييرا بعد تجديد نصف أعضائها في انتخابات ديسمبر الفائت، ليتم ترجيح الكفة لصالح حزب جبهة التحرير الوطني، وهو ما يؤكد سيطرة هاتين الكتلتين على الغرفة العليا منذ انشائها في تسعينيات القرن الماضي. قائمة الأعضاء المغادرين ياسف سعدي، زهرة ظريف بيطاط، إبراهيم بولحية، محمد بوخالفة، زهية بن عروس. قائمة الأعضاء الجدد عبد الحق بن بولعيد، بن علي بن زاغو، رشيد عاشور، بلقرطبي نور الدين قائمة الأعضاء الذين تم تجديد الثقة فيهم عبد القادر بن صالح، شاشوة لويزة، ليلى الطيب، رفيقة قصري، قراب الزهرة، مداني حود، الطيب حمارنية، الهاشمي جيار، غومة ابراهيم، الطيب فرحات، شلوفي مصطفى، زبيري الطاهر، عمر رمضان، مالكي عبد القادر، ملاح محمد الصالح، العسكري محمد الطيب. بن صالح يحافظ على منصبه ويشيد بمشروع تعديل الدستور في كلمة له عقب اعادة تزكيته على رأس المجلس، قال بن صالح أن "الامر الذي يجب أن نذكر بعضنا البعض به، هو أن مشروع المراجعة الدستورية وبالصيغة التي ستعرض علينا، يأتي في الواقع تتويجا لمسار طويل من المشاورات مع الفاعلين السياسيين والخبراء بمبادرة وإشراف رئيس الجمهورية". وأضاف أن هذا المشروع "وهو يحمل في طياته مميزات التغيير المرحلي والإرادة المعبر عنها من قبل الأغلبية في الوصول بالجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى أحسن ما تسعى الدول الأخرى إلى بلوغه عبر تحقيق مساحات اوسع في ميدان الحريات الفردية والجماعية". وتابع رئيس مجلس الأمة أن الدستور الجديد يأتي في سياق "مستجدات هامة" تعرفها البلاد، متضمنا "مؤشرات تنبئ بتقديم قوانين عديدة تترجم مضمونه وتستكمل مسلسل قوانين الإصلاحات السياسية التي اعتمدها رئيس الجمهورية وتلك التي تترجم مضمون برنامجه الانتخابي، مضافا لها القوانين العادية التي يستوجبها التسيير العادي لعمل الحكومة والتي ستبرمج بدورها للدورات القادمة، بل للسنوات القادمة". من جهة أخرى أكد بن صالح "حرصه" على العمل على "تيسير الأداء ضمن المجلس بالشفافية المطلوبة وبالنجاعة المأمولة وبما يتماشى والقواعد والمبادئ المكرسة في القانون الأساسي والنظام الداخلي للهيئة". وحث رئيس المجلس بالمناسبة أعضاء الغرفة العليا على "دعم النسق القانوني الرامي الى تعزيز ركائز دولة الحق والقانون وتمتين دعائم الدولة الحديثة المحافظة على ثوابتها الوطنية والمتفتحة على العالم". وأضاف مخاطبا أعضاء المجلس: "أنتم مطالبون، دون الانسلاخ عن ألوانكم السياسية، بمراعاة مصلحة الهيئة والاخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للبلاد"، مذكرا بأن "حجم أدائنا التشريعي سيزداد مستقبلا وصلاحياتنا التشريعية سوف تتوسع وفقا للاحكام الجديدة التي سيأتي بها الدستور الجديد". وفي هذا الشأن، أكد رئيس المجلس بأن اعضاء هذه الهيئة "مطالبون بمراعاة انشغالات المواطن والتجاوب معها وكذا مراعاة الوضعية الخاصة بالبلاد في ظل الاوضاع الاقتصادية الدولية الضاغطة من خلال اقتراح صيغ حلول للمشاكل المطروحة لتجنيب البلاد تبعات صدماتها الموجعة". وبخصوص الدور المنوط بهذه الهيئة، أكد بن صالح أن مجلس الامة يعتبر "فضاءا واسعا للحكمة والنقاش الهادئ والممارسة السياسية والديمقراطية". 5 وجوه تغادر و4 أسماء جديدة استكملت الغرفة العليا نصابها بعد أن أفرج رئيس الجمهورية، أمس، عن قائمة الثلث الرئاسي التي تضاف إلى 48 عضوا جديدا تم انتخابهم نهاية الشهر الماضي بمناسبة التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، حيث حملت القائمة بعض المفاجآت رغم أن عددا من المتتبعين وضعوها في إطار "تحصيل الحاصل"، وذلك لاعتبارات أملاها الحراك السياسي الذي شهدته البلاد في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن وضع الرئيس بوتفليقة اسم المجاهدة زهرة ظريف بيطاط خارج القائمة، وهو القرار الذي قد يكون نتاج مواقف بيطاط الأخيرة التي عبرت عنها في إطار ما سمي مجموعة ال 19. وفي قراءة لقائمة المغادرين فقد شهدت هذه الأخيرة رحيل وجهين ثوريين معروفين، ويتعلق الأمر بالمجاهد ياسف سعدي الذي يعد واحدا ممن مستهم حركة التغيير التي أحدثها الرئيس بوتفليقة في قائمة الثلث الرئاسي الجديدة في مجلس الأمة، والذي قد تكون ظروفه الصحية وراء قرار مغادرته لمبنى الغرفة العليا وذلك بعد عهدتين تشريعيتن قضاهما كسيناتور عن الثلث الرئاسي، حيث يأتي ذلك وفقا لما يخوله الدستور لرئيس الجمهورية، والإجراءات المنظمة لعمل هذه الهيئة التشريعية، كما مست حركة التغيير المجاهدة زهرة ظريف بيطاط والتي تكون مواقفها الأخيرة التي عبرت عنها في إطار ما سمي مجموعة ال 19 وراء تنحيتها من قائمة الثلث الرئاسي. وفي سياق ذي صلة لم يتمكن إبراهيم بولحية الذي كان يعد من الوجوه البارزة في صفوف حزب جبهة التحرير من الحفاظ على مقعده في مجلس الأمة، بعد أن شملته قائمة المغادرين لهذه الهيئة التشريعية، خاصة وأن السناتور السابق لم يكن على وفاق مع القيادة الحالية للأفلان ووضع نفسه ضمن "معارضي" الأمين العام عمار سعداني، وغاب عن أشغال المؤتمر العاشر الذي تم عقده في نهاية شهر ماي من سنة 2015 لتسقط معها عضويته في اللجنة المركزية، في الوقت نفسه وجدت الإعلامية زهية بن عروس نفسها خارج قائمة الثلث الرئاسي، إلى جانب محمد بوخالفة.