يتوقع أحد الوزراء الإسرائيليين المقربين من بنيامين نتنياهو انهيار السلطة الفلسطينية، ورغم أن هذا التوقع يتقاسمه كثير من المسؤولين الإسرائيليين، والمهتمين بالقضية الفلسطينية فإن وزير الاستيعاب المهاجرين وشؤون القدس زئيف إليكن كان واضحا في محاضرة ألقاها أمس في جامعة بار إيلان عندما قال إن : "السؤال ليس عما إذا كانت السلطة ستنهار أم لا، وإنما متى؟"، ورغم أنه لم يقدم توقعا دقيقا حول التوقيت الذي سيحدث فيه هذا الانهيار الذي اعتبره حتميا ولا يمكن تجنبه، إلا أن النتيجة بالنسبة إليه ستكون واحدة وتتلخص في أن " انهيار السلطة الفلسطينية يعني انتهاء اتفاق أوسلو". ويرجح الوزير الإسرائيلي وقوع "صراع داخلي عنيف، في السلطة الفلسطينية مع انتهاء حقبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، بالتزامن مع هجمات مؤلمة ضد المدنيين الإسرائيليين، وخاصة المستوطنين في الضفة الغربية". التركيز الإسرائيلي على انهيار السلطة الفلسطينية في هذه الفترة قد يكون تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، فالسلطة بتركيبتها الحالية، وبالدور الذي أسند لها، والذي ينحصر في التنسيق الأمني مع إسرائيل، لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني، ومن هنا اعتبر الوزير الإسرائيلي بأن السلطة لا يمكن أن تفوز في أي انتخابات تخوضها لمنافسة حركة حماس، وأن الوحيد من حركة فتح الذي يمكنه تحقيق ذلك هو مروان البرغوثي الذي يوجد رهن الاعتقال. إسرائيل تستعد لمواجهة الفوضى المتوقعة بإعادة بسط سيطرتها العسكرية المباشرة على كل المناطق التي انسحبت منها بموجب اتفاق أوسلو، وسيتم الترسيم النهائي لفصل القطاع عن الضفة الغربية بما يحقق مشروع الحل بالدولة الواحدة من وجهة النظر الإسرائيلية، أو حل الدول الثلاث الذي تحدث عنه جون بولتون، الممثل السابق لأمريكا في الأممالمتحدة، والذي يقصد به وجود ثلاث دول في المنطقة هي إسرائيل والأردن ومصر. هذه النهاية ستكون أيضا من ضمن نتائج الحرب على سوريا، وهذه هي أولى ملامح الشرق الأوسط الجديد الذي فشلت أمريكا وإسرائيل في فرضه من خلال العدوان على لبنان 2006 يتحقق اليوم تحت شعار الربيع العربي.