الاعتداء على طفلة قد يرتكبه جزائري، ويحدث هذا كثيرا، لكن لم نسمع قبل اليوم أن حيا أو عائلة تعرضت للهجوم، وتعرض بعض أفرادها للقتل والجرح انتقاما للضحية، ففي كل الأحوال هناك أجهزة أمن، وقضاء يمكن ملاحقة المعتدي ومعاقبته إذا تمت إدانته، لكن التصرف الذي قام به شباب من أبناء مدينة بشار هو بالتأكيد غير مبرر، وقد حركته هذه السياسة المتراخية في مواجهة المعاملة العنصرية التي يذهب ضحيتها المهاجرون الأفارقة. في الإعلام الجزائري نقرأ أخبارا عن الإهانة التي يتعرض لها الجزائريون في الخارج، وفي أوروبا تحديدا، ونقرأ عن العنصرية الأوروبية، لكن لا شيء بخصوص ما يتعرض له الأفارقة في بلادنا، نتعاطف مع من تسللوا إلى أوروبا عبر البحر دون تأشيرات، وأقاموا لسنوات طويلة هناك بطريقة غير شرعية، لكننا نطالب بترحيل الأفارقة، وقد حدثت مآسي لهؤلاء أثناء ترحيلهم، ومات بعضهم بسبب حريق أتى على أحد مخيماتهم ولم يثر الأمر أي ردود فعل. يجب أن نعترف بأن الممارسات العنصرية التي يقع المهاجرون الأفارقة ضحية لها تجد سندها في ثقافة التمييز واحتقار الآخر التي تنتشر في وسائل الإعلام، والتي تراكمت عبر قرون دون أن يكلف أحد نفسه عناء محاربتها أو التحذير منها، بل إننا لا ننتبه إلى هذا التناقض المشين بين ما ندعي حمله من قيم الإسلام الذي يدعو إلى الأخوة والعدل والإنسانية، وممارساتنا الغارقة في احتقار من نعتقد أنهم دوننا إنسانية، وبذلك نعيد إنتاج نفس الخطاب والممارسات التي يذهب الجزائريون ضحية لها في أوروبا ولا نكف عن التنديد بها. العنصرية فعل مقيت، وهي من علامات التخلف والانحطاط الأخلاقي، وممارستها ضد الأفارقة تحديدا تشويه لصورة الجزائر وثورتها.