استرجع محمد روراوة مجد الكرة الجزائرية بفضل شخصيته القوية وقراراته الشجاعة وكان له الفضل رفقة الناخب الوطني رابح سعدان في افتكاك تأشيرة المونديال، إنه الحاج روراوة كما يحلو للجزائريين تسميته الذي أعطى نفسا جديدا للكرة الجزائرية رغم الداء والأعداء. إن كان ثمة شخص يحق له إلى جانب رابح سعدان وأعضاء الطاقم التقني الآخرين أن يشعر بتأدية الواجب كاملا فإنه دون منازع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة البالغ من العمر 60 سنة والمعروف في وسط كرة القدم العالمية وأوساط أخرى. روراوة إبن القصبة هذا الذي يعد من قدماء مدرسة ساروي والمناصر الوفي لاتحاد العاصمة مهامه لا تسمح له حاليا بأي ميول الذي دخل عالم السياسة منذ أمد بعيد والمتعود على الأوساط الصحفية، حيث بدأ مشواره بعد الاستقلال، فيما يعد الحاج روراوة خبيرا في شؤون الكرة المستديرة والمنحدر من الشعب حيث كون نفسه. ولعب روراوة الذي كان موظفا في وزارة الإعلام سابقا ثم ارتقى إلى عدة مناصب حتى الوصول إلى منصب مدير مساعد ثم مدير دورا رئيسا في تنظيم المهرجان الإفريقي الأول في الجزائر، وبصفته مديرا لمركز الثقافة والإعلام تولى إدارة النشاط الثقافي والسينماتوغرافي بشكل خاص، حيث أشرف في سنوات الثمانينات على التلفزيون الجزائري وتولى إدارة الوكالة الوطنية للنشر والإشهار قبل أن ينسحب ليخوض مشوارا في القطاع الخاص، وبعد مرور عدة سنوات أبرز كفاءاته ومهاراته في المجال الثقافي حين عين محافظا لسنة الجزائر في فرنسا. يعتبر رجل الميدان هذا الذي يتفق أصدقاؤه على تسميته »الحاج« منظما فريدا من نوعه حيث برز في الثمانينات مع مجموعة ميكيراش على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إذ كان التفكير في تشكيل »نادي الجزائر« على غرار مجتمعات مناصري الفرق الوطنية المشهورة، إلا أن هذا المشروع لم يتجسد بحيث لم تكن آنذاك عبارة »الرعاية« معروفة أو واردة في التقاليد، كانت إذن أولى خيبة الأمل و التحفظ بالنسبة للوسط الرياضي وسط لم يكن دوما سهلا بسبب الإشاعات والمؤامرات الدنيئة. وبعد مرور سنوات عديدة عملت »ضغوطات أخوية« على عودته لترأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ليحاول هذه المرة إعادة الاعتبار لكرة القدم الجزائرية التي كانت فقدت نوعا ما بريقها، حيث كانت مهمة شاقة وزاد من تعقدها مجموعة من السلبيات من بينها مقر اجتماعي متصدع وصناديق فارغة تقريبا ومنشآت قديمة وتنظيم دس بالأرجل وفرق وطنية في ظروف صعبة وبعبارة واحدة سلسلة من العراقيل والصعوبات التي كانت قد تثني من عزم أكثر الرجال إقداما وجرأة. حاول الحاج روراوة في هذه العاصفة والرياح المعاكسة القيام بالمستحيل بمساعدة رفقاء الدرب مثل محمد مشرارة وحميد حجاج، وانسحب بعد ذلك ليكرس نفسه لمهامه الدولية الاتحادية الدولية لكرة القدم والكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم والاتحاد العربي ليقدم هنا أيضا كل مهارته وتجربته، بيد أن الواجب الوطني أقوى من كل شيء العودة على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبحوزته هذه المرة خارطة طريق تظهر بجلاء النقائص، وقد استطاع الرجل ذو الشخصية القوية واللباقة الفائقة أن يسمع صوته ويتحصل على البطاقة البيضاء. وباشر من جديد إعادة البناء مجندا بطبيعة الحال كل الوسائل الضرورية وأكثر من ذلك رجال ذوي الإرادة الحسنة، ومن الخرطوم هذه المدينة المضيافة التي استقبلت بترحاب كبير آلاف الجزائريين الذين تمكنت مناصرتهم لبلدهم أن تعطي الكثير من الدفء لريح النيل يستمتع الحاج روراوة و كل الطاقم بهذه التأهل الذي يعتبرونه كمرحلة أولى من الجهود الرامية إلى تقويم كرة القدم الوطنية، والباقي سينجز في جنوب إفريقيا تلبية لتطلعات الملايين من الجزائريين ولتحقيق سعادته الشخصية وهي سعادة سيحققها له ذلك الرضى الناجم عن أداء الواجب كامل.