أكد عبد القادر حجار سفير الجزائربالقاهرة أن ما يقارب 20 جزائريا تم ترحيلهم من مصر باتجاه الجزائر خلال 48 ساعة الماضية، أغلبهم كانوا يقيمون في مدينة الإسكندرية، وقال إن مصالح السفارة الجزائرية في القاهرة تتابع باهتمام وضعية الجالية الجزائرية في مصر خاصة من الطلبة الذين فضلوا التريث والانتظار قبل اتخاذ قرار مغادرة مصر، وردا على الدعوات التي أطلقتها بعض الأصوات في القاهرة ومنهم نجل الرئيس مبارك والمطالبة برحيل حجار، أجاب بالقول «أنا سفير لدى الدولة المصرية وهؤلاء لا يتحدثون باسم الدولة». أوضح أمس ممثل الدبلوماسية الجزائرية في العاصمة المصرية في اتصال هاتفي مع «صوت الأحرار» أن السفارة الجزائرية لم تعد عرضة للاستفزازات المصرية كما في الأيام الماضية وإن الوضع يتجه نحو الهدوء، وبخصوص وضعية الجالية الجزائرية، أجاب حجار بالقول إن السفارة تتابع باهتمام وعن قرب وضعية الجزائريين المقيمين في مصر، وأنها تكفلت بعملية نقل الراغبين في العودة إلى الجزائر منذ بداية التوتر بين الشارعين الجزائري والمصري على خلفية أحداث الشغب والعنف التي رافقت مقابلتي كرة القدم التي جمعت الفريقين الجزائري والمصري في كل من القاهرة والخرطوم الشهر الفارط. وأضاف حجار أنه في غضون 48 ساعة الماضية تم نقل ما يقارب 20 جزائريا كانوا يقيمون في القاهرةوالإسكندرية بعدما أفصحوا عن رغبتهم في العودة إلى الجزائر، كما أكد السفير أن القنصل العام والملحق الثقافي بالسفارة الجزائرية تنقلا أمس إلى الإسكندرية لمقابلة 23 من الطلبة الجزائريين للاطمئنان على أوضاعهم،خاصة وأن هؤلاء الطلبة فضلوا التريث والانتظار قليلا قبل اتخاذ قرار الرحيل من مصر، والعودة إلى الجزائر، وأضاف حجار إن السفارة لا تملك أرقاما دقيقة حول عدد الجزائريين الذين غادروا مصر منذ بداية المضايقات المصرية للجالية الجزائرية، لأن عديد من هؤلاء غادروا بمبادرة شخصية دون اللجوء إلى السفارة، وعن الاعتداءات التي طالت عددا من الطلبة الجزائريين في مصر أشار إلى أن السفارة بلغت الجهات الأمنية المختصة في مصر لمتابعة الموضوع. وبخصوص الدعوات التي أطلقتها بعض الأصوات في القاهرة للمطالبة برحيل السفير الجزائري، ومنهم نجل الرئيس المصري حسني مبارك أجاب حجار بأنه لا يعيرها اهتماما لسبب بسيط أنه سفير لدى الدولة المصرية وهؤلاء لا يمثلون الدولة المصرية التي وحدها تملك الحق في مطالبته بالرحيل، ومن جهة أخرى يضيف السفير ردا على سؤال يتعلق بإمكانية أن يطلب إعفاءه من المصب قائلا "في الظروف العادية يمكن أن أطلب الإعفاء، لكن في ظروف مثل هذه لا يمكن أن أترك منصبي، والتقدير بيد الحكومة في الجزائر التي يمكنها أن تسحب السفير أو تستدعيه أو تبقي عليه". وفيما يتعلق بما يتردد عن الاعتذار الذي تكون مصر اشترطته من الجزائر، قال حجار لا يوجد طلب مصري للجزائر بالاعتذار، مضيفا أن الأمر مجرد كلام صحافة، كما أنه صدر عن جهات غير رسمية، وأضاف ممثل الدبلوماسية الجزائرية بالقول عندما تطلب القاهرة رسميا اعتذارا من الجزائر ستتلقى الرد المناسب«، ومن وجهة نظر المتحدث فإن لكل حادث حديث. أما ما جرى تداوله بخصوص وساطات عربية بين الجزائروالقاهرة لإنهاء حالة الاحتقان السياسي والشعبي بين البلدين، أوضح السفير أنه لا وجود لأي إجراءات ملموسة بخصوص الوساطات المعلنة عنها بين الجزائر ومصر، مشددا على أنه سمع بوساطة العقيد معمر القذافي وحكومة السودان عبر الصحف، ولكن لا يوجد أي شيء رسمي في هذا الإطار إلى حد الآن.