يقال " السكن هو قبر الدنيا "ويقال أيضا "داري تستر عاري " مما يؤكد على أن السكن هو أكثر من ضرورة ، وهدف يصبو إليه كل إنسان ، وإذا ما فقده لسبب أو لآخر أو تعثر حظه في الحصول عليه ، انقلبت حياته رأسا على عقب وطارت حياة الراحة ، وغاب معه الاستقرار المادي والمعنوي ، ويزداد الأمر حدة عندما يكون صاحب المعاناة من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يستنزف كل الحلول ولا يجد من حل أمام قلة ذات اليد سوى الشارع كحل مؤقت لكن المؤقت عندنا يدوم طويلا ، وآثاره تنخر جسد كل لاجئ إليه هذا الكلام ينطبق تماما على مشكلة المواطن بن موسى الهادي والتي هي مأساة إجتماعية ، هذه العائلة المتكونة من ثلاث أفراد وهم رب العائلة وهو معوق بنسبة 100 بالمائة وزوجة وطفل في سنواته الاولى من طفولته يعيشون في ظروف قاسية جدا بسبب مشكل السكن الذي جعل من زوجة بن موسى تطرق كل الأبواب لعللها تجد من يرأف لحال زوجها المغلوب على أمره بسبب إعاقته ، قبل أن يكون مصير عائلتها الشارع والتشرد والشقاء في عز فصل الشتاء. تقول محدثتنا التي قصدت الجريدة لنقل معاناة عائلتها "ليت الأمر يتعلق بلقمة العيش وحرماننا من أدنى شروط الحياة الكريمة، أو ثقل إعاقة زوجي الذي ينتمي الى فئة الصم البكم، وليت المعاناة تتوقف عند حد " الخبزة "و تكاليف فاتورة أدوية مرض الربو والحساسية التي يعاني منها ابنها لهان الأمر تقول محدثتنا "اللي خلق مايضيع "، المشكل حسب هذه المواطنة لايمكن أن يجد طريقه الى الحل الا بقدرة قادر، حيث أن قرار الطرد من المسكن الذي تقيم فيه هذه العائلة منذ خمس سنوات والكائن ب 7 شارع بن يحيى بن عيش بالجزائر العاصمة فالتين سابق الطابق الأرضي، حيث سارع مالك شبه الشقة التي تتكون من غرفة واحدة الى رفع دعوى قضائية ضد ذات العائلة للخروج من مسكنه عنوة رغم -تقول محدثتنا ? أنها لم تتأخر يوما في دفع مستحقات الإيجار كل نهاية الشهر الا أن صاحب الشقة لم يرحم إعاقة زوجي وقلة ذات اليد ، حيث تفاجأنا في اليوم الثامن من شهر نوفمبر بالمحضر القضائي الذين سلمنا محضر إنذار بالتنفيذ لفائدة ورثة المرحوم، حيث بوجب النسخة التنفيذية للأمر الإستعحالي الصادر عن محكمة سيدي امحمد والممهور بالصيغة التنفيذية والمؤيد بموجب القرار النهائي الصادر عن المجلس الغرفة الاستعجالي الصادرؤ عن محكمة سيدي امحمد الصادر بتاريخ 90-90- 2009 تم إنذار السيد بن موسى الهادي الساكن ب 7شارع يحيى بن عيش الجزائر ، وذلك بتنفيذ قرار الطرد من المسكن الذي يشغله مع دفع مصاريف التنفيذ والمصاريف القضائية وذلك في مهلة 15 يوما . وحسب هذه المواطنة فقد استأنفت ضد الأمر الصادر عن محكمة سيدي امحمد لكنها لم تتمكن من جمع المبلغ المطلوب لدفع مستحقات محكمة سيدي امحمد . وأمام هذا الوضع الصعب عبرت السيدة بن موسى عن قلقها وخوفها الشديدين من حالة التشرد والضياع التي تهدد عائلتها خاصة وان زوجها معاق الى جانب معاناة ابنها الوحيد والبالغ من العمر سنتين من مرض الربو الذي أرهق جسده الصغير، آملة أن تجد حلا سريعا للمشكلة الخطيرة التي تتخبط فيها عائلتها الصغيرة في ظل غياب أية مساعدة من أية جهة كانت . كما أكدت المتحدثة أن عائلتها لم تتأثر كثيرا بمشكل الفقر والحاجة بقدر تأثرها الكبير بقرار الطرد من غرفة واحدة تقع ببوابة العمارة وتملأ جدرانها الرطوبة الشديدة ، فهذا المشكل سيتسبب في تشتت عائلتها مشيرة الى عدم قدرة شراء منزل يأويها وعائلتها، فهم يعيشون بمنحة المعاق التي يتقاضاها والتي لاتزيد عن 3000دج في الشهر والتي لاتكفي حتى لتوفير ضروريات العيش. وأمام هذه الظروف الصعبة ناشدت السيدة بن موسى ذوي القلوب الرحيمة من ابناء هذا الوطن لتقديم لها يد المساعدة لتوفير نفقات محكمة سيدي امحمد والمحضر القضائي لتبليغ صاحب الشقة بمديد أجال تنفيذ قرار الطرد ، خاصة وأننا في عز فصل الشتاء وأجر الجميع على الله .