تشهد محلات بيع الأعشاب والنباتات الطبيعية إقبالا من طرف المواطنين الذين غيروا وجهتهم من الصيدليات أمام غياب اللقاحات والهلع الذي أصاب الكثيرين بسبب أنفلونزا الخنازير وما يسجله من وفيات وإصابات بالفيروس يوميا. لجأ العديد من المواطنين الجزائريين تفاديا للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير الذي بات يحصد الأرواح في كل أرجاء العالم إلى بعض الخلطات والوصفات الشعبية المتوارثة من الأجداد، هذا التوجه الذي ساهم في تغذيته بشكل كبير التأخر الذي يعرفه اللقاح الخاص بهذا المرض و إعطاء الأولوية لفئات أخرى قبل البدء في تلقيح المواطنين. وزاد الإقبال في الآونة الأخيرة على بائعي الأعشاب والوصفات الطبيعية موازاة مع ما يعرفه فيروس أنفلونزا الخنازير من انتشار و تسجيل 16 وفاة و العديد من الإصابات ، وبالرغم من انعدام وصفات خاصة بهذا المرض لذا العشابين إلا أن جميع المتوافدين عليهم يطلبون وصفات طبيعية لعلاج الأنفلونزا الموسمية التي قد تساهم الإصابة بها في العدوى بهذا الفيروس الخطير، ويكثر الطلب من طرف هؤلاء على الأعشاب المعروفة، كالزعتر والنعناع والكاليتوس لنجاعتها في القضاء على فيروسات الأنفلونزا الكثيرة، وحسب ما أكده لنا أحد بائعي الأعشاب الطبيعية فإن الإقبال يتزايد كلما كان هناك تأكيد بحدوث وفيات بسبب أنفلونزا الخنازير وهذا ما لمسه من طلبات المواطنين الذين يبحثون على أكثر الوصفات حماية من مختلف أنواع الأنفلونزا. فيما أكد آخر أن حرص المواطنين على اقتناء كل ما هو شافي من هذه الفيروسات لم يقتصر على تلك النباتات فحسب وإنما على بعض الخلطات أيضا كالعسل والليمون وكذا الحبة السوداء و مستخلصاتها التي تعرف رواجا كبيرا في أوساط المواطنين نظرا لوصية الرسول عليه الصلاة والسلام للتداوي بها لما هو معروف عن هذه المادة من قوة في القضاء على الأمراض المختلفة ، وتجدر الإشارة إلى أن لجوء المواطنين لهذه الأدوية دون الاكتراث لثمنها الذي لا يغير - حسب من تحدثنا إليهم - في الأمر شيء سوى العلاج وعدم اكتساب الفيروس مهما كان مبلغ اقتناء هذه المواد باهظا خاصة وأنهم جربوا نجاعتها في العديد من الأمراض التي فشل الدواء في شفائها. وفي هذا الإطار بين لنا أصحاب محلات بيع الأعشاب حرصهم على تقديم النصائح اللازمة لهؤلاء المواطنين كونهم مختصين في هذا المجال ومدركين أهمية الفحوصات الطبية والأدوية إلى جانب العلاج الطبيعي نظرا لوجود أعشاب ونباتات قد تضر بدلا من أن تنفع خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض أو حساسيات قد تنتج لديهم أعراض جانبية خطيرة لذا كثيرا ما يتوجهون بالنصيحة لهؤلاء الأشخاص الذين أصابهم الهلع من مرض أنفلونزا الخنازير بضرورة الوقاية التي تعتبر أفضل علاج لهذا المرض الذي ينتشر بسرعة بين الناس. وتحدث بعض الأشخاص الذين التقت بهم "صوت الأحرار" عن أهمية الأعشاب، حيث أكد أحدهم أن هذه النباتات مهما كان لها أضرارا فلن تكون بدرجة الأدوية الكيماوية كما هو الحال بالنسبة للقاح "التاميفلو" الذي تعالج به أنفلونزا الخنازير والذي يروج حاليا على أنه يحتوي على انعكاسات جانبية خطيرة تظهر على مدى ثلاث أو أربع سنوات، لذا فمن الأفضل تناول الخلطات الطبيعية المستخلصة- يقول - من النباتات بطرق آمنة وهي إن لم تنفع لن تضر. وبالإضافة إلى هذا يحرص الكثيرون إلى الاهتمام بنظافة الجسم على حد قول إحدى السيدات التي أكدت أنها تتسلح لمحاربة هذا المرض بالأعشاب الطبيعية كالزعتر لشربه والكاليتوس لتبخير المنزل به وقتل الفيروسات وكذا النظافة التي تعتبر أفضل طريقة للوقاية منه، كما يؤكده المختصين في هذا المجال ، و بالتالي تشكل هذه التدابير أكثر السبل التي يفضل الفرد الجزائري استعمالها لتحصين نفسه من مثل هذه الأمراض و التي يؤكد نجاعتها في إعطاء الجسم مناعة كبيرة في مقاومة هذه الأمراض .