أفادت مصادر مطلعة أن حملة التلقيح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير ستنطلق بداية من يوم الأحد المقبل وذلك وفق رزنامة تم إعدادها على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، حيث تشمل العملية في مرحلتها الأولى موظفي قطاع الصحة الذين يتجاوز عددهم 300 ألف شخص، ليأتي دور النساء الحوامل في مرحلة ثانية وفق قائمة الأولويات التي تم إعدادها من طرف الوزارة الوصية. استنادا لما صرحت به نفس المصادر، فإن عملية التلقيح التي سيشرع فيها يوم الأحد المقبل تأتي بعد مخاض عسير على مستوى معهد باستور الذي سيفرج عن اللقاح المستورد من المخبر الكندي »قلاكسو سميث كلاين« ويمنحه شهادة المطابقة نهاية الأسبوع الجاري، علما أن اللقاح المذكور لا يزال محل جدل على عديد المستويات، في وقت يشكك فيه كثير من الخبراء المختصين في ميدان الصحة في مدى فعاليته، ناهيك عن التخوف من تأثيراته الجانبية على المديين القريب والبعيد. وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد أعلنت عن قائمة الأولويات التي تخص الأشخاص المعنيين باللقاح المضاد لفيروس »أش 1 أن 1«، حيث أكدت أن العملية ستمس في مرحلة أولى كل موظفي السلك الطبي والشبه الطبي بما فيها القطاعين العام والخاص، وتليها النساء الحوامل بالنظر إلى الخطر المحدق بهذه الفئة الهشة، ثم يأتي دور الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، ثم فئة الأطفال والشباب في الفترة العمرية ما بين سنتين إلى 24 سنة، وفي الأخير الأطفال الرضع الذين يقل سنهم عن سنتين، كما يشار إلى أن عمال الأسلاك الحساسة بالدولة ستكون لهم أولوية كذلك في التلقيح. وتشير المعطيات الجديدة إلى إمكانية تسويق دواء التامفلو المستعمل لعلاج أنفلونزا الخنازير عبر الصيدليات وإعطائه مجانا للمواطنين مع اشتراط وصفة طبية، ويأتي هذا القرار بعد اتخاذ جملة من الإجراءات تتعلق بإسعاف والتكفل بكل حالات الإصابة بأنفلونزا على مستوى كل الهياكل الصحية بالجزائر في محاولة لربح الوقت قبل التأكد حتى من الإصابة بفيروس وهذا في إطار عمل وقائي، حيث تم تخصيص 1400 سرير بغرف الإنعاش. وأمام هذه المعطيات، سجلت مصالح وزارة الصحة تأخيرا كبيرا في إصدار شهادة المطابقة الخاصة باللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير بعد أن تقرر استيراد 20 مليون جرعة من اللقاح تستلمها الجزائر خلال ستة أشهر، مراقبة اللقاح خضعت إلى ثلاثة مخابر بما فيها معهد باستور، حيث يفترض أن تصدر هذه الشهادة نهاية الأسبوع الجاري لتنطلق مباشرة عملية التلقيح يوم الأحد المقبل. كما أثار الأوساط الصحية بالجزائر قضية عنصر »مساند اللقاح« الذي تضمنه اللقاح المستورد من المخبر الكندي ولعل ما يزيد من مخاوف المواطنين بالنسبة للقاح المستعمل ضد أنفلونزا الخنازير، ما قامت به شركة »سانوفي باستيور« الفرنسية المصنعة للقاح أنفلونزا الخنازير والتي قررت سحب ما يقارب 800 ألف جرعة من اللقاح متداولة في السوق، بعد أن ظهرت ضعف فاعليتها في الوقاية من الفيروس. ويشار إلى أنه تم تسجيل أربع حالات وفاة جديدة بسبب أنفلونزا الخنازير بالجزائر ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 36 حالة من ضمن 567 حالة مؤكدة حسب حصيلة حول الوضع الوبائي لهذه الأنفلونزا بالجزائر كشفت عنها أول أمس وزارة الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات.