لم يتوان النقابي الجزائري حسن جمام، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، في وصف الجدار الفولاذي الذي وضعته مصر على حدودها مع غزة ب »الجريمة الكبرى ضد سكان القطاع«، ودعا في الوقت نفسه البلدان العربية إلى التحرك ونصرة فلسطين بدل الولاء إلى أمريكا. موقف حسن جمام جاء خلال كلمة ألقاها مساء الخميس بالعاصمة اللبنانية بيروت بمناسبة تكريمه من طرف حزب الله بعد مساره النقابي الطويل الذي دام أكثر من 20 عاما على رأس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، حيث أفرد حيزا هاما من كلمته لانتقاد الأوضاع التي وصلت إليها الأمة العربية خصوصا من خلال تعاملها مع المأساة التي يعيشها الفلسطينيون وسكان قطاع غزة على وجه التحرير. وعلى هذا الأساس حمّل النقابي الجزائري القادة العرب مسؤولية ما وصلت إليه الأمة من تردي، مشيرا في هذا السياق إلى ما أسماه »غياب الديموقراطية والعدالة الاجتماعية« وهو ما دفعه إلى التأكيد على ضرورة تغيير الوضع الراهن إذا ما أراد العرب مواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدهم. وقد هاجم حسن جمام السلطات المصرية بعد الإجراءات الأخيرة التي فرضتها على سكان قطاع غزة من خلال بناء جدار فولاذي عازل على طول حدودها مع القطاع، حيث اعتبر ذلك بمثابة جريمة كبرى تزيد من حصار سكان غزة، كما تزيد من مأساتهم اليومية في وقت يرى النقابي الجزائري بأنه كان من المفروض على نظام حسني مبارك فك هذا الحصار»إذا صح إدعاؤها بأنها فعلا الشقيقة الكبرى«، متسائلا:»أيعقل أن يصدر هذا الفعل غير المقبول من طرف دولة عربية؟«. وزيادة على ذلك انتقد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، موقف الجامعة العربية من قضايا الأمة العربية ومن إجراء مصر بوضع الجدار الفولاذي، حيث أورد أنه ليس مقبولا هذا الصمت من هذه المنظمة، وذهب جمام إلى حد وصف الجامعة العربية ب »المنظمة الغربية« بالنظر إلى ما أسماه »مواقفها التي تخدم مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية عموما«، قبل أن يلفت إلى أنه »لابد من مواجهة الأمر بجدية لما يخدم مصالحنا العربية«. ولم يخف حسن جمام وهو يتحدث عن مساره النقابي الحافل وكذا التكريم المميز الذي حظي به في لبنان، اعتزازه الكبير بالانتماء إلى بلده الجزائر وخاصة نضاله السياسي في صفوف جبهة التحرير الوطني إلى جانب نضاله النقابي في صفوف الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مشيرا إلى أن هذه البيئة هي التي منحته كل تلك الحنكة طيلة عقدين من الزمن وهو على رأس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، كما لم يغفل استعداده لتقديم مزيد من الجهد والخبرة لخليفته على رأس هذا التنظيم النقابي. ومن جانب آخر قال النقابي الجزائري حسن جمام إنه لا يجد ما يعبر به عن امتنانه لحزب الله وقيادته وعلى رأسها حسن نصر الله، مؤكدا أنه كان دوما مناصرا للمقاومة وسيبقى كذلك، مثلما أشار إلى التناسق الحاصل بين المقاومة اللبنانية ومختلف التيارات السياسية في هذا البلد خلال العدوان الإسرائيلي في العام 2007، معتبرا أن ذلك بمثابة درس يؤكد التلاحم الحاصل بين اللبنانيين. جدير بالإشارة إلى أن حسن جمام الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تجمعه صداقة شخصية مع زعيم حزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله وهو ما اعترف به خلال تكريم أمس الأول عندما أشار إلى أنه كان يتمنى لقاء هذا الأخير لولا الاعتبارات الأمنية التي حالت دون حضوره هذا التكريم.