أكد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر لن تتراجع عن اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي وأنها ستعمل خلال السنوات القادمة على ترقية هذا النوع من الشراكة عن طريق تدقيق البنود التي تضمنها العقد وتحيينها بما يخدم مصلحة الجزائر، كما أشار إلى دور اسبانيا كشريك أساسي للجزائر خاصة وأنها تولت رئاسة الاتحاد الأوربي بداية من العام الجاري. واغتنم مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية فرصة اللقاء الذي جمعه بنظيره الإسباني موراتينوس ليهنأ إسبانيا على رئاستها للاتحاد الأوربي، حيث أكد أن الطريفين كل قد فتحا نقاشا واسعا حول القضايا المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى التطور الكبير المسجل في هذا الإطار. مدلسي أشار كذلك إلى الارتفاع المسجل في المبادلات التجارية بين البلدين وكذا ارتفاع نسبة الاستثمارات لا سيما من خلال الحضور القوي للمؤسسات الاسبانية بالجزائر خلال السنوات الأخيرة والتي ستنشط في إطار المخطط الخماسي الممتد إلى سنة 2014 والذي خصص له غلاف مالي مقدر ب 150 مليار دولار، وقال إن رئاسة الاتحاد الاوربي ستسمح لنا بالعمل أحسن معه، كما دعا إلى عدم التركيز فقط على قطاع الطاقة وإنما يجب التركيز على باقي المجالات الاقتصادية، والاستثمار في الطاقات المتجددة . هذا البعد في إطار التعاون الطاقوي حسب ما صرح به وزير الخارجية أصبح نوعي مما يدفعنا إلى دراسة إمكانية مشروع ميثاق حول البيئة وسيتم تصيب أفواج عمل في هذا السياق، ولا يجب أن ننسى أن إسبانيا حاضرة في عديد المجالات والقطاعات كالصيد البحري، الخدمات، قطاع الموارد المائية، هي علاقة شاملة يمكن لها الذهاب نحو الامام وهي صفحة جديدة من أجل المستقبل، ناهيك عن التعاون الإنساني بين البلدين الذي سيشمل المجال الثقافي، العلمي والتقني. وفي رده عن سؤال حول مستقبل اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي قال مدلسي إن الجزائر ستستغل فرصة رئاسة إسبانيا للاتحاد الاوربي من أجل تطوير اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الاوربي، مدلسي أكد أنه لا رجعة عن اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوربي ويبقى أن الجزائر ستعمل في القريب العاجل على جعل هذه الشراكة أكثر فعالية من خلال مناقشة المستجدات والتطرق إليها بدقة كبيرة، حيث أشار إلى ضرورة البحث عن فضاءات جديدة تسمح للطرفين بالعمل بطريقة متوازنة، ومتفتحة من أجل مستقبل أفضل. وعن المشاكل التي تطرحها مختلف الاتفاقيات الخاصة بالغاز والطاقة عموما قال مدلسي »هناك تحكيم يلجأ إليه في حال وجود أي نزاعات حول الاتفاقيات المبرمة حول الغاز كما لا يجب أن ننسى أن هناك عدة مراحل تسبق التحكيم، حيث يمكن تسوية القضايا المتنازع حولها بطرق ودية مع الأخذ بعين الاعتبار دور البلدين في مرافقة المؤسسات. وتطرق مدلسي إلى الحديث عن البعد الإنساني الذي أكد أنه يتلخص كذلك في حرية تنقل الأشخاص واحترامهم باعتبار أن اسبانيا بلد قريب من الجزائر وعديد من الجزائريين يريدون التنقل إليه وما هو موجود من إجراءات يبقى دون مستوى تطلعات البلدين، كما ندعو الاسبانيين إلى زيارة الجزائر بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين وربما هذه الزيارات ستعمل بدورها على دعم التعاون الاقتصادي وتطوير القطاع السياحي كذلك.