أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة مع مجلة »تايم« الأمريكية بفشله في إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، في ظل العوائق السياسية المختلفة وخاصة تلك المتمثلة في استمرار إسرائيل ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال أوباما إنه استلم زمام الأمور في البلاد في لحظة كانت فيها الولاياتالمتحدة تعاني من مختلف الأزمات على المستويين الداخلي والخارجي، مضيفا أن ذلك تطلب منه أن يرتحل داخل البلاد وخارجها سعيا لحل الممكن من أزماتها. ومضى أوباما في مقابلة مع مجلة تايم الأمريكية بالقول إنه سعى جاهدا لحل أزمة الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولتحسين صورة البلاد في الخارج ومقارعة الأزمة الاقتصادية على المستوى الداخلي في سبيل استقرار البلاد وإعادة ثقتها بنفسها. وأضاف أنه لعب دورا كبيرا في إعادة العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع العالم الخارجي ما أمكنه ذلك، تزامنا مع بذل الجهود لمحاربة »الإرهاب« وخاصة مواجهة تنظيم القاعدة وحلفاء التنظيم في أفغانستان وباكستان ومناطق أخرى في العالم. واعترف أوباما أن محاولاته لحلحلة مباحثات السلام المتجمدة في الشرق الأوسط عن طريق تشجيع الإسرائيليين لتجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية قد باءت بالفشل. وعزا أوباما الفشل في تحريك عملية السلام إلى العوائق السياسية في ظل استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، بالإضافة إلى الخلافات المعقدة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مضيفا أن توقعاته الماضية كانت مرتفعة فوق ما ينبغي إزاء ذلك الصراع المستحكم. ومضت صحيفة »ذي غارديان« الأمريكية إلى أن أوباما أوضح أن الاستمرار في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثل أكبر العوائق أمام استئناف عميلة السلام المتعثرة، بالرغم من الضغوطات التي مارسها الرئيس الأمريكي على نتنياهو. وبينما طالبت القيادات الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر من مرة بالتزام تل أبيب بالوعود التي قطعها الإسرائيليون بشأن خارطة الطريق، مضى أوباما إلى أن الإسرائيليين أعربوا أكثر من مرة عن رغبتهم في استئناف المباحثات دون شروط مسبقة. وقال أوباما إنه لن يتخلى عن محاولاته لحل الصراع في الشرق الأوسط، مضيفا أن ذلك يصب في مصلحة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ومصلحة دول المنطقة والعالم.